
إيزيدي 24 – جميل الجميل
بعد هزيمة داعش ، وعودة المناطق التاريخية لأحضان العراق ، نساء من قرى ناحية النمرود يهدّمون الحواجز التي تعيق دور المرأة في المجتمع :
تحت شعاء "رفعة راس" قام مجموعة من نشطاء وناشطات نينوى بإقامة حملة تشجير خاصة بالنساء في قرى حاوي السلامية صباح هذا اليوم المصادف الثامن من آذار 2019 ، وبمشاركة النساء الإيزديات والمسيحيات والمسلمات بمختلف مسميّاتهن " العرب والتركمان والاشوريين والشبك" .
بدأت الحملة بالإنطلاق من مدينة بغديدا قره قوش مركز قضاء الحمدانية ومن ثمّ إلى قرية عمركان التي تضمّ الشبك والتركمان والعرب ، وبعدها التوجّه إلى المناطق التي تمّ الإتفاق على تشجيرها وترك رسائل تتوّج المرأة العراقية وتبرز دورها في المجتمع ، غرست إمرأة مسيحية أوّل شجرة في قرية الذيبانية جنوب قضاء الحمدانية ومن ثمّ بدأت نساء المكوّنات بغرس الأشجار بعزيمة وإصرار وإثبات دور المرأة في هذه المجتمعات التي تأثّرت بالإرهاب والتطرّف، بعد أن تم تشجير قرية الذيبانية إنتقلت المشاركات إلى قرية النعمانية وبعدها إلى قرية سيد حمد ومن ثمّ النايفة وبعدها في مدينة نمرود الأثرية.
تم غرس مائة وخمسون شتلة عراقية مع هوية تحمل إسم كلّ شتلة ، وبعد الإنتهاء من التشجير ، جلس المشاركون على الآثار المتبقية للحضارة الآشورية وتكلّموا حول العمل التطوعي وكيفية دمج نساء القرى النائية التي لم يصلها أحّد ، وبعد وجبة الغداء المشتركة ، تم مناقشة الكثير من التحديات التي تواجه المرأة في هذه المجتمعات ، وتم الإتفاق على تأسيس فريق تطوّعي للنساء للنهوض بواقعهن ومزاولة الأعمال التطوعية لتعزيز دور المرأة في المجتمع، وتم مبادلة ومناقشة الأفكار بين نساء مكوّنات نينوى.
تم إختتام رحلة نساء نينوى صانعات السلام والتغيير الإيجابي بتوزيع هدايا المبادرة وتيشيرتات تحمل إسم المبادرة.
قال مختار قرية النايفة أبو محمد لـــ إيزيدي 24 " إنّ هذه المبادرة تشكّل إنطباعا يشعرنا بالحب والسلام من المنظمات والنشطاء والمكوّنات الأخرى وخاصة بعد الاحداث الأخيرة التي حصلت لنا ولقرانا ، ومن خلالكم نوصل رسالتنا بأنّنا نحبّ أن نعيش في سلام ونودّ أن تتطور المراة في مجتمعنا وأن يتم الإهتمام بها وبناء مراكز خاصة للنساء لتبني إمكانياتهن في تحقيق المساواة والسلام".
وأضافة إم حمودي لـــ إيزيدي 24 مواطنة من قرية النعمانية " طوال خمسة عشرة سنة ونحن لم نفرح مثل هذه الفرحة ، أنتم تمثّلون الجانب الإيجابي في العراق ، وشكرا لأنّكم سلطتّم الضوء على قرانا التي دمرّتها الحروب والنزاعات ، لكن اليوم أنا كإمرأة شجعتموني لأمّكن بناتي وأجعلهن يتحررّن من القيود المفروض من قبل المجتمع".
ترى ميرنا صباح من مدينة الحمدانية في حديثها لــ إيزيدي 24 " إنّ التشابك بين المكوّنات في هذه المجتمعات له دور أساسي في تلاقح الأفكار والترويج لمفاهيم الحرية والسلام ، كما أنّها تؤكد من خلال حديثها بأنّ المراة العراقية عانت بما فيه الكفاية من الظلم والإضطهاد والتحرش واليوم حان الوقت لتقوية المرأة وتمكينها وتسليط الضوء عليها".
وتضيف نازك باركات من مدينة سنجار لــ إيزيدي 24 " لقد قطعت مسافة ثلاثة ساعات وتركت عملي وخصصت هذا الوقت لأعطي خبرتي وأشارك هذه النساء المظلومات هنا وأشجّعهن على تمكين دورهن في المجتمع ، وتواصل حديثها ، بأنّ شعورها في مبادرة دعم المرأة في القرى والمناطق التي تأثرت بالحروب والإرهاب هو شعور لا يوصف وخاصة بعد أن بدأ التغيير الإيجابي يواصل تقدّمه في المحافظات التي إحتّلها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
جدير ذكره بأنّ فريق دحّق دنحكي هو فريق شبابي يتكون من مسلمين ومسيحيين وإيزيديين يعملون على مبادرات تطوعية في مجال المرأة والمصالحة الوطنية تعزيز السلام والترويج لثقافة التنوع ، واليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. في بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فيكون الإحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً. بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.