الحروب وتأثيرها على المجتمعات

اياس جهور سليمان
تخلف الحروب عادة الدمار للإنسان من عدة نواحي اجتماعية ونفسية واقتصادية، ويتأثر الإنسان بها كثيراً فقد تشعره بالعجز وعدم القدرة على ممارسة حياته بالشكل الطبيعي. وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية لديه تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله فيكون عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه متأثر بالعديد من الإحاطات التي تورثها كوارث الحروب.
وقد تأثرت الاقليات بالأخص الايزيدية والمسيحية في الحروب والاحداث الاخيرة التي وقعت في المنطقة نتيجة الخلافات السياسية الناتجة عن تفاقم الازمات والفساد… الخ من العوامل التي تستخدمها الحكومات من اجل الايقاع بالشعوب والوصول بهم نحو الهاوية، وهذا يشكل ضغط على العامل النفسي ويحد من صحة الانسان دون شك.
وقد شاهدنا في الفترة الاخيرة ازدياد عدد الوفيات بسبب حالات الانتحار وغيرها من الحالات التي اثرت بشكل سلبي على حياة الناس والتي تحد من حالتهم النفسية.
وقد تسببت الحروب في العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية على الأفراد، وقد تجر هذه الأمراض النفسية أمراض جسمية فتصيب شريحة كبيرة من الناس وهذا ما حدث في الكثير من المجتمعات ومنها أوروبا أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، فزاد عدد المصابين بالاكتئاب والقلق وأمراض القلب والمعدة وغيرها. وحصل ذلك أيضاً في مجتمعاتنا العربية، ففي لبنان مثلاً وبعد الحرب الأهلية انتشرت الأمراض السيكوسوماتية أو (النفسية الجسمية) فازدادت نسبة الإدمان على المخدرات، وبدأت العديد من المهن الجديدة بالتواجد، كما كثرت الخلافات الزوجية وارتفعت نسبة الطلاق، وازداد عدد حاملي السلاح، وكل هذا جاء نتيجة وجود القلق والذي يعاني منه 68% تقريباً، والمخاوف يُعاني منها 90%، والإرهاق والضغوط النفسية ويُعاني منها 80%، وكذلك الأرق ويُعاني منه 35%، وحالات الانهيار والاضطرابات الجسدية الوظيفية، وأيضاً في العراق نشاهد العنف والاجرام بحق الشعب المتظاهر من اجل حقوقهِ المشروعة، ولا نعلم إلى متى سوف تستمر هذه الحروب والازمات التي تهدد حياة الناس وتسرق احلامهم وتزيل الابتسامه عن الوجوه.
كل ما أعلمهُ هو ان الجميع يبحث عن وطن، ساحات التظاهر جمعت المسلم والمسيحي والايزيدي والشبكي والصابئي والكل من اجل رفع صوت واحد وهو المطالبة بوطن آمن مستقر يستطيع الإنسان فيه ان ينعم بكرامة وصحة وسلامة.