ستوري

قاسم، الشاب الذي شقّ بقلمه طريق النجاح وكسر قيود الظروف والفقر ليصبح كاتباً وشاعراً ومثال يقتدى به

ايزيدي24- تحسين الهسكاني

 

قاسم عيدو شاب شنگالي احب الكتاب والقلم منذ طفولته لكن الظروف الصعبة ابعدته عن ذلك فترك الدراسة والمدرسة ولم يترك الكتاب والقلم، كتب الشعر والنثر والقصص القصيرة وعمل على توثيق الإبادة التي تعرض لها ابناء ملته في آب 2014 بقلمه.

من هو قاسم

 

قاسم عيدو مراد الهبابي، كاتب وشاعر عراقي أيزيدي من مواليد 1993، قضاء سنجار/ مجمّع العدنانية (كرزرك)/ غرب محافظة نينوى شمال العراق، يسكن في مخيّم (مام رشان) في مجمع مهت التابع لقضاء الشيخان ضمن محافظة نينوى منذ الثالث من شهر آب 2014 إثر إجتياح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لمنطقته.

يقول قاسم لـ “أيزيدي ٢٤”، “عشت مع عائلتي في مجمّع العدنانية (كرزرك) وقضيت طفولتي فيه وواصلت تعليمي إلى أن وصلت للصف الرابع الإعدادي وظروفي لم تعد تساعد، لذلك تركت الدراسة عام 2014”.

 

البيئة التي عاش فيها

 

عاش قاسم في منطقة فقيرة غير داعمة للمواهب وخاصة الأدب كما هو الحال بالنسبة للعديد من الشباب والشابات، إلا إنه لم ينتظر التشجيع ممن حوله وواصل الطريق الذي رافقه فيه إصراره على النجاح وحبّه للشعر والمطالعة.

 

متى بدأت حياته الأدبية؟

 

بدأتْ حياة قاسم الادبية في بداية عام 2008، أولى كتاباته كانت باللغة الكردية، وفي عام 2010 تحوّل من كاتب القصيدة الكردية الى كاتب القصيدة العربية.

وفي نفس العام شارك في أكثر من فعّالية ولقاءات عبر إذاعة شنگال.

من أعماله الأدبية:

في عام 2018 صدر له

1. عزف على وتر الموت/ مجموعة شعرية عن دار المتن/ بغداد.

2. ايامي في الفناء/ ديوان مشترك بإشرافه عن دار المتن/ بغداد.

3. وداع الظّل/ مجموعة شعرية عن مطبعة گازي/ دهوك.

4. ترانيم الحروف/ ديوان مشترك بإشرافه.

 

وفي عام 2019 صدر له

1. نداءات من عالم الاشباح/ مجموعة شعرية عن مطبعة گازي/ دهوك.

2. لقاء الموت (عن الابادة الجماعية الايزيدية) حيث تدور أحداث هذا الكتاب عن قصة الناجية من قبضة داعش (امينة قاسم خلف) طبع عن دار لينا وبالتعاون والتمويل من المنظمة الايزيدية للتوثيق.

3. “74” فرمان/ ديوان مشترك بإشرافه/  قيد الطبع.

 

له مجموعة شعرية جاهزة للطباعة تحت عنوان (حياة في حقول الموت).

 

حاز على العديد من الجوائز والشهادات الالكترونية منها:

– الفوز في المسابقة التي نضمتها المنظمة الايزيدية لدعم الطلبة والشباب.

– درع الابداع من المنظمة الايزيدية لدعم الطلبة والشباب.

– الفوز في العديد من المسابقات الشعرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

العوائق والصعوبات التي واجهها

 

يقول قاسم، “منذ بدايتي بالكتابة ولغاية الآن أطبع أعمالي على حسابي الشخصي وعلى نفقتي الخاصة ولم تدعمني جهة أو شخص مادياً إلى هذه اللحظة، ما عدا كتاب لقاء الموت (عن الإبادة الجماعية الايزيدية) الذي طبع على نفقة المنظمة الأيزيدية للتوثيق، هذا الشيء يصعب الأمر قليلاً لكني مستمر في الكتابة”.

 

وأضاف، “عائلتي ساعدتني كثيرا وكان لها الفضل علي في استمراري ووصولي الى هذه المرحلة، فأنا مدين لكل فرد منها بحياتي، كما ان لاصدقائي، سواء اصدقاء الطفولة او اصدقاء جدد تعرفت عليهم بعد الابادة وخاصة اصدقاء الكتاب والثقافة، فضل علي ودعموني كثيرا في كل مرحلة من مراحل حياتي، فشكرا لهم دائما وابدا”.

 

 

مشاركاته في مشاريع ثقافية

 

عمل “قاسم” لعدة سنوات على نشر ثقافة القراءة والكتاب والاهتمام بها وديمومتها بين شباب المجتمع الايزيدي خاصة بعد الإبادة وبعد انتشار الايزيديين في مناطق ومخيمات عديدة ادت الى ظهور العديد من السلبيات فيها، لذلك عمل بالتنسيق مع إدارة مخيم “مام رشان” على فتح مكتبة في المخيم واصبح مشرفا عليها، ووفر عدد كبير من الكتب لساكني المخيم.

 

بالإضافة الى ذلك، في عام 2019، عمل “قاسم” مع مجموعة من شباب ومثقفي شنگال على تأسيس اول منتدى ثقافي في شنگال وهو تابع رسميا الى اتحاد الادباء والكتاب/ فرع نينوى، ويستقبل المنتدى باستمرار كتاب ومثقفين من جميع مناطق شنگال لدعمهم.

قاسم مع الناجية الايزيدية "امينة قاسم" اثناء توثيق قصتها

قصيدة لها مكانة خاصة عند قاسم:

 

ماذا لو ؟

قاسم عيدو الهبابي

————————

لا لمحِبٍّ فِي الهوى

يرَى ألمِي

فأنَا والدَّارُ

فِي زوايا الحبِّ

حبَّةُ قمحٍ

تَركَها اللّيلُ

فِي منقَارِ غرابٍ

كأنَّما …

نَزَحَتْ روحُهُ مثْلي

في الدِّيَارِ الغَرِيبةِ

يثورُ فِي ضيَاعِهِ

كلما غنَّى اللّيلُ

******

إذا جَاءَ الآلمُ .. سرباً

صُوبَ قلبِ عاشقٍ

يرَى النّفسَ

تبكي من الهجرانِ

واخيبتاه ..

ماذا لو جاءَ

منجلاً يحصدُ الأرواحَ ؟

ماذا لو

وُلدَ مع الحزنِ كبيراً ؟

وَغزا خلُودكِ …

أيتها الرّوحُ البعيدةُ

عن جسدٍ ..

نخرهُ الزّمانُ

في دائرةِ الهجرةِ

ماذا لو لم تأتي؟

حيث تتناول هذه القصيدة تجربة بسيطة إلا أنّها غنيَّة ونابعة من واقع الشاعر المَعِيش، وهي تجربة أحد الأشخاص في بحثه الدائم عن الحب الذي ينشده وبسببه ظل متنقلاً لم يستوعبه مكان، فالقصيدة تعبر عن رغبة الشاعر الحقيقية للعيش الكريم والحبّ، إنها قصيدة ذات هدف إجتماعي، إذا يسعى الشاعر فيها إلى تعميق مفهوم العيش الكريم والحبّ لدى أبناء مجتمعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى