في ظل أزمة كورونا، تعود آبار النفط، لتثير غضب أهالي بعشيقة وبحزاني

ايزيدي 24 – حسام الشاعر
في نهاية العام الماضي (19 نوفمبر 2019) ظهرت شركات حفر آبار نفط على جبل بحزاني/ ناحية بعشيقة،
لحفر آبار النفط، والتي أثارت غضب اهالي بعشيقة وبحزاني، وخصوصا البيوت القريبة من الجبل، مثل “محلة العين” في بحزاني، مما لعملية الحفر والتنقيب والنفط من روائح كريهة وأخنة سامة، تسبب الكثير بالأختناق وإصابات في الجهاز التنفسي والإصابة بحساسية الروائح الكريهة، مما شكل خطرا على عامة الناس والاطفال بصورة أخص.
مع مراعاة أنها لم تقدم أي خدمة للمنطقة ولا يوجد اي عقد او دليل ملموس يفي بأن هناك نقاط ايجابية توازي السلبيات كحصة النفط للمنطقة او تعيين مهندسي النفط وخريجي معاهد النفط من أهالي المنطقة وتوظيفهم في هذه الشركات… الخ.
حيث احتار المواطنون في كيفية التعامل مع هذه المشكلة وازدادت الشكاوى فيما بينهم وقدموها الى المجلسين الاجتماعيين في بعشيقة وبحزاني و”قوال بهزاد” مما أدى الى وعدهم بإيجاد حلول.
وباءت كل المحاولات بالفشل، الى أنها تزامنت مع أزمة كورونا وانسحبت الشركات من مواقعها ملتزمين بحظر التجوال.
لكن ومن دون سبب، او بسبب غير معلوم ها هي تعود وفي ظل أزمة كورونا وما سببتها من إختناق للأهالي في الحجر المنزلي، تأتي الشركات لتكمل ما بدأت به دون اي مراعاة لنفسية المواطن ودون إبداء او اعارة اي اهتمام لما يعيشونه الآن وما سيواجهونه من صراع مع فيروس كورونا المستجد وغازات النفط السامة والخانقة.
“آفدل مروان”، خريج كلية هندسة نفط من أهالي بحزاني بيّن لــ “ايزيدي 24” أنه، “كما هو معلوم إن لصناعة النفط او لإنتاجه أثر سلبي على المناطق القريبة من حقول الانتاج، وذلك لعدة اسباب منها، الغازات المتسربة والغازات الناتجة عن احتراق الهيدروكاربونات والكبريتات وغيرها من المواد العضوية التي تؤثر سلبا على حياة الكائنات الحية، و غيرها من التأثيرات التي ترتبط بمخلفات الحفر والإنتاج، وتأثير المواد المشعة الضارة، ولاسيما التأثير الحاصل في جيولوجيا الأرض الذي يعتبر من التأثيرات البيئية الخطيرة”.
وأردف، “بالرغم من كل هذه المشاكل لم تخدم هذه الشركة منطقتنا بأي طريقة ولم توظف أي مهندس او خريج معهد نفط او عامل من سكان منطقتنا، مع أننا نملك الكثير ممن يحق لهم العمل في هذا المجال”.
ويتساءل “من المسؤول؟ والى متى؟ لمن نشكي؟ من سيلبي نداءنا ويحترمنا كشريحة مهمة من شرائح الشعب العراقي؟”
وفي ختام حديثه قال، “آمل من المعنيين والذين بمقدورهم أن يحركوا ساكنا أن يتدخلوا على الفور وأن يجدوا حلا لهذه الأزمة بأسرع وقت ممكن”.
اما الأهالي فتهافتت الأصوات وإزدادت الشكاوى وكثرت التساؤلات متفقين على أنه يجب تحقيق الموازنة بين ما تخلفه من سلبيات وما تتركه من ايجابيات لكي يشعر المواطن بالعدالة ويتقبل الموضوع وفق قانون العدالة ولا تُسلب منه حقوقه الوطنية.
وفي هذا الصدد، “ستيفان سالم” وهو احد مواطني بحزاني، متزوج ولديه طفل، ويسكن أحد الأحياء القريبة من الجبل والآبار النفطية، أشار الى أنه “أنا وعائلتي لم ننم مذ اتت هذه الشركات الى الجبل وطفلي كل يوم يختنق ولا يستطيع التنفس”.
وتابع،”كل يوم انقله من عيادة طبية الى مستوصف الى صيدلية… فأنا قلق على ابني وهو لم يتجاوز السنتين! من سيتحمل المسؤولية؟ ومن سيعالجه؟ علما أن الأطباء قد أخبروني أنهم يعالجونه مؤقتا وهذا لن يمنع من اصابته بإلتهاب القصبات المزمن في حال استمر بإستنشاق هذه الغازات، فهي اخطر من استنشاق دخان السجائر عليه”.
وناشد، كل الجهات المعنية من مدير الناحية ومجالس الاجتماعية والشرطة والأمن والجيش والاستخبارات لأيجاد حل وانقاذ ارواح الناس والاطفال وأصحاب الأمراض التنفسية المزمنة وأخذ الامر على أتم الجدية قبل فوات الأوان.
وقال آخرون، “في حال لم يستجب احد لندائنا وانتهزوا حقوقنا القانونية والوطنية، سنضطر لأيجاد حلول أخرى لأيقاف هذه الشركات قانونيا”.
“او انصافنا وتعويضنا كتعيين ابنائنا فيها او تقديم كتاب قانوني يؤيد بأن سكنة المنطقة سيتحاصصون الفوائد والايرادات من النفط مع الدولة والشركة، وتعويض أصحاب الأراضي، وبناء مشاريع خدمية تسد جزءا كبيرا من احتياجاتهم، وهذا ما وعد به مدير الشركة في اجتماع جرى في اربيل بحضور السيد “داسن القوال”.