خلف كرّس حياته في تحقيق حلم والداه المتوفيان، فما هي قصته؟

ايزيدي 24 – هادي عطالله
كلّما قسى الزمان علينا، وتعاظمت الهموم والمشاكل، ولم نجد أحداً يحنو علينا، تراهم ينظرون إلينا من بعيد، ويهبوننا الحلول والمساندة، إنّهم الوالدان، شيء يجعل الروح والقلب يبكيان بحرقة؛ فما بالك بيتيم يتخبط في دول العالم لتحقيق ما طمح إليه الوالدان قبل الممات.
انه الطالب “خلف” الذي لم يجد راحة في حياته بعد فقدان والده ووالدته ويركض جاهداً لتحقيق حلمهما.
سيرته الذاتية
خلف خديدا كورو يبلغ من العمر ٢٣ سنة من أهالي مجمع خانصور/ شنگال/ غرب نينوى، وهو حالياً يسكن في احدى المناطق التابعة لمدينة هانوفر.
مثل أي شخص يحلم أن يتخرج ويتعين في بوظيفة بسيطة في بلده، كان خلف يدرس في مدرسة قريته خانصور وكان يتفوق على اقرانه واكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة هناك، ولكن حاله حال بقية اهالي شنگال، نزح خلف وعائلته الى إقليم كُردستان بعد ان هاجم تنظيم داعش الارهابي مناطقهم.
وفي مجمع خانكي التابع لمحافظة دهوك ارتاد خلف احدى المدارس وتخرج من الاعدادية هناك وقُبِلَ في كلية علوم الكيمياء الصرفة في جامعة الموصل التي كان موقعها البديل في محافظة كركوك.
ونظراً للظروف الامنية السيئة في كركوك لم يتمكن خلف من ارتياد كليته، فقرر مغادرة العراق واللجوء الى احدى الدول الاوروبية، وفي نهاية عام ٢٠١٥ وصل خلف الى المانيا.
حياته ما بعد مغادرته العراق
من خلال سرد أحداث قصته لـ “ايزيدي 24″، قال خلف “بعد ان وصلت الى المانيا درست اللغة ووصلت الى مستوى B2 خلال اقل من سنتين”.
وقال ايضاً “انني يتيم الاب والام وكانت امي تحلم بأن تراني ارتدي السترة البيضاء الخاصة بالوظيفة الصحية وانا حاولت جاهداً ان احقق لها حلمها واتعبت نفسي الى ان انقبلت في احدى الجامعات الالمانية “كمساعد صيدلي” في بداية عام ٢٠١٩”.
كيف تجاوز خلف معوقات حياة الجامعة
خلف من الاشخاص الذين لا يعرفون الاستسلام ولديه عزيمة واصرار في تحقيق طموحاته وفي هذا الخصوص قال لـ” ايزيدي 24″، “في بداية مشواري الجامعي ادركت بأنني أواجه أمر صعب ويتطلب الأمر جهد كبير في ظل غياب التشجيع وانتقادات من الطلبة الالمانيين حيث كانوا يستهزؤون من لغتي الضعيفة وخاصةً ان قسم الصيدلة من اصعب الاقسام في المانيا ويتطلب لغة جيدة”.
واستمر في الحديث قائلًا “لقد جعلت من تلك الانتقادات دافع معنوي وتحدي للنجاح، فدرست بجهد والحمدلله نجحت وحققت حلم والدايّ وتخرجت بنتيجة متفوقة على اولئك الطلبة الذين كانوا ينتقدوني”.
طموحاته
استمر خلف في الحديث عن تخرجه لـ”ايزيدي 24″ وقال “تخرجي بنتيجة متفوقة اعطى لي دافعاً كي اطمح للأكثر، حيث انني افكر ادرس أكثر وأطور معلوماتي لأصبح صيدلي وافتح صيدلية خاصة بي في المستقبل”.
رسالة خلف للشباب الايزيديين
رسالتي للشباب بأن يهتموا بدراستهم ويتطوروا ويصبحوا في مناصب عليا كي يشرفوا على أعمال غيرهم بدل أن يتأمروا عليهم أشخاص اخرين.