الايزيديين ضحايا المصالح والصراعات القبلية والحزبية (1)

عارف شنكالي
الصراعات الايزيدية الداخلية، قديما العشائرية وحديثا الحزبية، هي من اخطر العوامل التي جعلت من المجتمع الايزيدي في ما هو عليه الآن، واصبح كحلقة وصل بين المجتمع الايزيدي والأطماع والمصالح الحزبوية الضيقة، لن اتطرق الى الدور السلبي للمصلحة الحزبية، القبلية والشخصية، بشكل كلي في المجتمع الايزيدي، لأن ذلك يحتاج الى دراسة عميقة وموسعة مفصلة، والى ما عاناه المجتمع الايزيدي، بسبب مصالح وصراعات هذه الفئات (الشخصية، الحزبية، القبلية)، وانما نقطة لابد منها، وهي وضع هذه الفئات كل البيض الايزيدي في سلة فلان جهة مرة، والثانية في سلة تلك الجهة، وقيامهم بارتباط مصير الايزيدية بمصير مصالحهم تلك (الشخصيات، الاحزاب، القبائل) في التعاطي والتعامل مع الجهات الاخرى سواء كانت السياسية او الاجتماعية او غيرهم.
اليوم، نرى كل شخص او فئة او عشيرة او حزب يحاول تحمل الآخر كل السلبيات والاسباب التي جعلت ان نكون في بئر لا قاع له، ويرى كل طرف نفسه بأنه الايزيدي الخالص والخالي من الشوائب، والمتصدر في قائمة المصلحة العامة في خدمة المجتمع، على الرغم من أننا نفتقد الى قائمة بأسم المصلحة العامة لخدمة المجتمع، ويرى الآخرين بأنهم ليسوا سوى اداة لتنفيذ إجندات خارجية، هنا لا ابرر افعال احد ولست هنا لأفرض او اؤيد احد ع حساب الثاني ولكني مع المصلحة العامة التي ليس لها وجود في قواميسهم، كما قلت، ولا احد منهم يرى الايزيدياتي ابعد من حدود مصالحه، وكل منهم قام بتفصيل ثوب على مقياس مصالحه ويريد ان يلبسه للمجتمع الايزيدي.
نعم المصالح الحزبية والصراعات العشائرية لا زالت هي العامل الاكبر تأثيرا من الناحية السلبية وهي السبب في كل ما تعرضنا له وما سنتعرض له، فالايزيديين اصبحوا مشتتين ضائعين بين ما فرض ويفرضه هذا وذاك عليهم، بل اصبحوا كالذي يجرب نفسه عليهم، فلن نرى موقف موحد ايجابي واحد منهم وعلى وجه الخصوص الاحزاب، بأتجاه المؤامرات التي كانت ولا زالت تحاك ضد الوجود الايزيدي وقضيته، لهذا لم نعد كما كنا، فالصبر بات يخذلنا، ولم نعد نهتم، ولا ننتظر منهم ترميم العلاقات بينهم ولا الوصول الى تفاهم سياسي لأنهم ليسوا أهلا له ولا بإمكانهم ذلك، كونهم اثبتوا لنا فشلهم في اكثر من مرة وبسبب عدم تنازلهم عن المصالح الحزبية والقبلية، خدمة للمصلحة العامة، فقدنا الفرص التي كانت ستخدم المراحل السابقة والمرحلة الحالية في الزمكان المناسب.
لهذا نرجع ونقول، حالة الانقسام التي نعيشها حاليا، على وجه الخصوص الاجتماعية، ما هي الا استمرارية للصراعات القبلية الداخلية والتي تحولت او دخلت مع مرور الزمن الى صيغته الجديدة، اي الصراعات الحزبية والنرجسية لصالح هذا وذاك، وهذه المرة ايضا من اجل المصالح الحزبية الضيقة والتي هي اخطر بكثير من صراع القبلي، واخيرا من لم يزمر او يطبل لسياسات هذا الطرف او ذاك سيتهموه مريدي هذه المصالح الضيقة الحزبية والقبلية التابعة بتهم ليس لها وجود الا في عقليتهم الضيقة كضيق افق مصالحهم، فهذه الصراعات التي فرضوها على المجتع الايزيدي جعلته يخسر الكثير من الفرص التي كان بالأمكان ان تغير الكثير، كما اسلفنا، ولكن إصرارهم على ضياع البوصلة تارة بجهلهم وتارة اخرى بسبب مصالحهم الضيقة.
وعلى رغم من كل هذا، فلا زلنا نتأمل، ولكن ليس منهم، وإنما من خيرة الطبقة الشبابية التي اصبحت أعداده قليلة جدا، لانه هي الاخرى ايضا تعرضت لفوبيا التعصب النرجسي والحزبي والقبلي، ولكن نأمل من الشباب حتى لو كان عددهم بقدر اصابع اليد الواحدة، لأن الأمل تيني الحياة وفقدانه يعني الموت، ولكون الشباب العمود الفقري للمجتمع، فبإمكان الشباب ان يلعب دور ريادي واكثر ايجابية في نهضة المجتمع وتغيير مصيره نحو الافضل والتحرر من هكذا فوبيات ومفاهيم ضيقة، كما نتأمل من شبابنا ايضا أن يغيروا مسار البوصلة الى وجهته الصحيحة، اي خدمة المصلحة العامة.
نرجع ونقول بأن الاستمرارية على هذه المفاهيم والعقلية تعني قتل روح الايزيدياتي.