
ايزيدي24 – دهوك
“بعد الأحداث الأخيرة التي جرت في سنجار اجبرنا على ان نفرغ حقائبنا و نستسلم مرة اخرى للخيم، فالانياب في سنجار لا تبشر بالخير لا احد يبادر من اجل ذلك، نبحث عن بيئة جيدة للعيش ملفوفة بالسلام بعيدة عن الصراعات فلا يهمنا من يدير المنطقة المهم ان نعيش”
يتجول فيان ذو 23 ربيعاً الناجي من سجون داعش بين سنجار و المخيم باحثاً عن مأوى و استقرار، لكن هذا يبدو معقداً بالنسبة له في ظل الظروف التي يعاني منها قضاء سنجار و المخيم يبدو انه ليس مسكنه الاخير و الثابت.
بينما يحضر المياه لطيوره في كابنة ابن عمه الذي يعيش مع عائلته، يتساءل هل من احد يرينا مستقلبنا؟ و لا يجد أي إجابة و هو يتعب من التفكير و هو بالكاد ان تخلص من إرهاق سجون داعش، فلا الاماكن السياحية و لا الحفلات و لا اي شيء اخر يستطيع الذهاب بفيان الى عائلته.
الجحيم بذاته
بينما يتنقل بين المخيم و قريته في سنجار، يستذكر فيان ذكرياته عندما كان طفلاً يعيش بابسط طريقة و يذكر والدته و والده يتردد في السكن في منزله السابق، و عندما يذكر النازح خالد ( ضحى بروحه لانقاذ اولاده من حريق التهم خيمته في مخيم بيرسفي٢ شمال العراق) لا يستطيع النوم و يقول “نعم للعودة” خوفا على حياة عمشة و نجلاء (أخواته) اللواتي يعيشن معه مع عائلة ابن عمه.
يقول فيان و هو يتحصر على الوقت الذي يقضيه في المخيم، “هناك الكثير من الناس يعتقدون اننا في المخيم نعيش عيشة الملوك لكنني مستعد لابادل المسكن مع اي احد يريد ان يذوق من كاس المخيم فالخوف الذي نراه في ليلة واحدة في المخيم يعادل سنة كاملة يعيشها مواطن اخر في نعمة المنزل”.
الم العودة و العيش في المخيم يبدوا صغيراً جداً مقارنة بالم فراق العائلة بالنسبة لفيان و يسرد حزنه “يا حزناً يلوح حول كل شيء، يا حلماً ينتظر شروق الشمس، يا صباحاً لا يملك من الامل ذرة، اين و متى التقي بطيوراً هاجرت عشها لم احضنها حضنة اخ لأخيه” و هو يقصد افرد عائلته اللذين هاجر بعضهم الى كندا و البعض الآخر لازالوا مجهولين المصير.
الألم و رونقه
اختار فيان ان تكون صورة أمه معه للابد حينما رسم صورتها على ذراعه و كتب اسم والده تحتها، لازالت عالية في سجون داعش و اخيه نوري و والدته و والده اما زوجة أبيه مع اطفالها الثلاث و نجوى و نجمة (اخوات فيان) يعيشون في المهجر.
رغم ان فيان عاش في اسوء الظروف الا انه أصبح قوياً يحمل هموم بالكاد يحملها مجتمع كامل، ليتسنى فيان بلحظات شيقة تنسيه التعب و الآلام اشترى آلة طنبورة و يعزف بين الحين و الآخر الا ان عزفه ليس افضل من أحواله، بينما يضع يده على سلك فصداه يفصح عن كل الظروف التي مر بها.
اسباب البقاء في المخيم
تفوح رائحة كريهة من شوارع المخيم بالكاد تستطيع التنفس، المرضى يتوافدون الى المراكز الصحية و كأن كل ساكني المخيم مرضى، و يبدوا الطقس احر مما عليه في المدن و الأطفال يلاعبون اشعة الشمس مثل ما تعمل المنظمات بحقوقهم.
الياس لا يبدو جيد الأحوال في المخيم و هو يتحدث ل”ايزيدي24″،فيقول “هناك الكثير من النازحين تعلقوا بشكل او بآخر بالمخيمات في بعضهم يعملون هنا لأجل لقمة العيش و البعض الاخر اشتروا اراضي و شقق و لهم مشاريع يعملون عليها و هذا ما يربطهم بمحافظة دهوك التي استقبلتهم قبل ثمان سنوات”.
واردف الياس كسو،”و من جانب آخر هناك الكثير من العوائل لديهم مرضى و مثل ما تعلم القطاع الصحي في سنجار ليس بالمستوى المطلوب و لهذا يجبرون على البقاء و أيضاً هناك الكثير من العوائل لديها طلبة يداومون في جامعات اقليم كردستان و بهذا البقاء اسهل لهم”.
مفتاح الهجرة
الايزيدية في العراق يعانون من إرهاق شديد و يبحثون عن طريق يؤدي الى الخارج هذا ما أخبرتنا ملامح وجه الصحفي الايزيدي “ميسر الاداني” الذي يحاول بشتى الطرق ايصال صوت مجتمعه للخلاص من المخيمات و حياة النزوح.
يقول الاداني ان،”الايزيديون تعرضوا الى الاضطهاد من الازل على هذا الأرض و كانوا دائماً الضحية و لهذا فان مفتاح الهجرة من افضل الحلول التي من الممكن أن يلجأ إليها النازحين الايزيديين اللذين يعيشون في أوضاع مأساوية بمخيمات النازحين باقليم كردستان”.
و نوه الى ان،”وضع الايزيديين قبل مجيء داعش لم يكن افضل مما عليه الآن و ان الايزيدية كانوا دائماً قد ظلموا من قبل الحكومات العراقية”، مشيراً الى ان “ليس هناك تقبل للايزيدية في العراق و انهم يعيشون في بيئة ذات فكر متطرف مما يضاعف احتمالية الهجرة”.