
محمود برغشي
ظاهرة التدخل في شؤون وخصوصيات الآخرين منتشرة في جميع مجتمعات الشرق الأوسط ويختلف من مجتمع الى آخر حسب مستوى ثقافة و وعي المجتمع لكن اليوم نرى أن المجتمع العراقي ينافس على صدارة هذه الظاهرة ،
جميع أفراد المجتمع يعاتبون المجتمع ويقولون ” مجتمع فاشل، مجتمع جاهل، مجتمع يتدخل في شؤون الآخرين ” .
يا ترى من هو المجتمع ومما يتكون ؟ أ ليس جميعنا نمثل المجتمع اي كل فرد منا هو جزء من المجتمع بسلبياته وإيجابياته، لذا اقول ان إصلاح ذاتك هو إصلاح مجمعتك .
التدخل في شؤون الآخرين وخصوصياتهم على أرض الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ظاهرة خطيرة جداً ويغزو المجتمع العراقي وحتى في الكثير من الأحيان تعبر حدود التدخل والانتقاد وتتحول إلى الإساءة والتشهير والاستفزاز بالآخرين.
تدخلك بشؤون وخصوصياتهم قد تكون سبب للكثير من المشاكل العائلية والاجتماعية للناس وغيرها إضافة إلى المشاكل النفسية والصحية .
للناس كرامة وخصوصية فيما يفعلون ويأكلون ويشربون ويلبسون ويتصرفون ما داموا لا يؤذونك ولا يعتدون عليك وعلى حقوقك، ليس لك أي حق في انتهاك حريات الأخرين وخصوصياتهم وحياتهم، وإن كان دافعك هو الاصلاح هناك طرق أخرى مناسبة تستطيع أن تخبرهم .
الكثير يظنون أن المثقف هو من يحمل شهادة جامعية لكن لا أؤيد ذلك والدليل أن نسبة كبيرة من الذين يتدخلون بشؤون وخصوصيات الآخرين هم من خلفيات علمية وخريجي الجامعات.