
خضر دوملي
تأجيج الاوضاع حول اعادة بعض العوائل من العرب السنة الى مركز مدينة سنجار وافراد من تلك العوائل متهمين او كانوا اعضاء مع تنظيم داعش بالتأكيد سيحدث ردات فعل عيفة – رغم ان التبرير غير مجدي … و الجهة التي تشرف على هذه العملية – التصعيد والتأجيد ودفع الشباب لاعلان شعارات غير لائقة – تتحمل حصول اي تصعيد للوضع او وقوع اية ضحية من اي طرف كان وعلى القوات الامنية هناك ان تكون حازمة لمنع اي تجاوز على القانون .
عدم تحقيق العدالة وانصاف الضحايا دائما يوفر فرصة لظهور اصوات تريد تحقيق العدالة بنفسها – رغم هذا ايضا غير صحيح .. وهو ما يتطلب من الحكومة العراقية ان تكون جدية في تحقيق العدالة وحاكمات عادلة وتوفير الارضية الآمنة للناس حتى يقدموا الشكاوى ضد المتهمين ويطمئنوا ان العدالة ستتحقق .
نشر وتلفيق صور واخبار كاذبة حول حرق المسجد ( البعض جاؤا بصور قديمة والبعض حرفوا الاخبار – البعض لفقوا الاخبار البعض صنعوا اخبار لا اساس لها من الصحة ) – المسجد باقي واي طرف يقوم بالاعتداء على اي مركز او مؤسسة دينية أمر مرفوض — المسجد منذ تحرير سنجار كما هو ولم يحصل اي أعتداء عليه ولم يكن هناك فيه اي شيء ليحترق سوى الجدران .. أنه أمر سيء ودليل على ان هناك أناس مستعدين في كل لحظة لخلق الفتن … فالمسجد موجود وكان لابد من الجهة المسؤولة عنه الاسراع ل توضيح أنه لم يحصل اي اعتداء .. ولا اي حرق له .
التصريحات والتأكيدات التي صدرت من قادة المجتمع الايزيدي في سنجار حول الترحيب بكل مسلم لم تتلطخ أياديه بالاعتداء على شرف وكرامة الايزيدين في حلمة الابادة في صيف 2014 أمر لم يأخذ الاهتمام مثلما أخذ تصريح – تأجيج رجل دين لاثارة الفتن والتحريض ضد الايزيدية والتعميم والتهمية الجاهزة بأنهم عبدة الشيطان لتحقيق الاجماع للاعتداء عليها كما فعلها تنظيم داعش وقبلها تنظيم القاعدة … الايزيدية الى الان لم يعمموا الاعتداءات التي ارتكبها تنظيم داعش واصوات تذكير بالذين وقفوا مع الايزيدية في تلك الايام لاتزال عالية ..
حصول التوترات والتأجيج بين فترة واخرى وحصول انتهاكات واعتداءات لمرحلة مابعد النزاعات واردة في كل مكان وزمان، عندما تكون هناك سلطة ضعيفة وعندما يكون – تكون هناك جهات تستمر في الازمة كما تشاء وعندما يحاول البعض نشر التلفيقات لأخفاء الحقائق…
تحقيق العدالة وانصاف الايزيدية سيسد الباب اما خلق الفتن والتوترات التي ستستمر الى تحقيق الامن والاستقرار والمحاكمات العادلة ضد الذين ارتكبوا الجرائم وعلى المجتمع العربي بيان موقف التضامن مع الايزيدية و التبرىء من الذين ارتكبوا الجئام او عدم فسح المجال للبعض من خلق الفتنة بين الايزيدية والمسلمين في سنجار لأنها ليست من صالح اي طرف ..
على وزارة الهجرة والمهجرين التفكير أكثر من مرة قبل اعادة ولو عائلة واحدة، من الذين كانوا هناك في فترة سيطرة داعش، لأن جروح ألاف العوائل الايزيدية لم تندمل بعد ، ولاتزال هناك الالاف من الضحايا والمفقودين والمختطفات في قبضة تنظيم داعش، ولاتزال عظام الضحايا في المقابر الجماعية لم تتلقى الاحترام ولا الاهتمام اللائقفليتصور كل من نشر تعليقا مسيئا ضد الايزيدية ان بنته او زوجته منذ ثمان سنوات لاتزال سبية ومختطفة ومسلوبة الارادة بيد رجال يعرفها !!!!
الجميع مطالب بان يكون حذرا ويسد الباب امام الذين يريدون خلق الفتنة بين الايزيدية والمسلمين في سنجار، لأن تحقيق السلم والتصالح لابد ان يحصل والاعتذار والمسامحة لابد ان تحصل ولو متأخرا… ويبدو واضحا ان هناك من لايريد تحقيق السلام والاستقرار .
الامر المؤسف هي الاصوات النشاز التي دعت الى التأجيج و التحريض ضد الايزيدية في مدن اقليم كوردستان بهدف الانتقام السياسي وهو ما يتطلب من مؤسسات اقليم كوردستان الامنية و الادارية المعنية أن تكون حازمة مع هؤلاء ولاتسمح بنشر التحريض او الدعوة أليه.
الامر المفرح هو تعالي اصوات تدعو الى عدم التعميم وفرز الحقائق ومعرفة الاخبار من مصادرها و الدعوة الى التهدئة وهو الاكثر تاثير و أهمية وان كانوا قلة بنظر البعض لكن دائما يجب ان نبحث عن المشتركات ونعرف كيف يرسم أعدائنا السيناريوهات لتعزيز الفرقة بين مواطني اقليم كوردستان من جميع الجهات .. ونقف جميعا بمواجهتها لأن مصيرنا ومستقبلنا مشترك وسيبقى مشترك ..
خضر دوملي – باحث ومستشار في حل النزاعات وبناء السلام ومدرب مختص في الاعلام وحقوق وقضايا الاقليات …