اخبارمقالات

ما توقعته للانتخابات التركية

عارف شنكالي 

ماحدث في الأنتخابات التركية كان متوقعآ الى حدآ ما للمتابع للشأن التركي او المطلع عليه ،كنا نتوقع بأن إغلبية الإتراك لن يصوتوا لكمال كليجدار اوغلو لأنه كوردي علوي بعيدآ عن الكفاءات الشخصية والحزبية التي يمتلكها هذا الشخص وبرنامجه الأنتخابي..

بالتزامن مع تصويت هذه الأغلبية لأردوغان ولنفس السبب وهو لكونه تركي سني متعصب دينيآ وقوميآ ،وهذه الحقيقية معروفة الى حدآ ما في المجتمع التركي ، وهو ماحدث بالفعل ، ولكن التطور الملفت الذي حصل والأكثر إيجابيآ هو تراجع شعبية اردوغان في المناطق الكوردية حيث خسر عشرات المقاعد في مناطق الأكراد بالرغم من الضغوطات وحملات الأعتقالات المتكررة التي طالت المئات من الأعلاميين والسياسيين والشخصيات الكوردية المؤثرة الإ إن الاكراد لقنوا اردوغان وحزبه درسآ لن ينسوه ابداً ، و كانت بادرة جميلة في ان يعود الكثير من اكراد تركيا الى رشدهم بعد تصويتهم في الانتخابات السابقة لصالح حزب التنمية و العدالة و اردوغان بنسبة مضاعفة عن التصويت هذه المرة و هذا دليل واضح ان الاكراد وصلوا الى قناعة بأن استراتيجية اردوغان لمناطق الاكراد هي فقط لطمس هويتهم و ابعادهم عن حسهم القومي ..

كما إن الحقيقة التي إكدناها مرارآ وتكرارآ هو عدم وجود شخص او حزب او فئة تركية يسارية او ثورية تؤمن بالتنوع الفكري والإثني والعرقي والمكوناتي،  وإنما التشدد القومي والتطرف الديني لازال المستحوذ الأكبر ع عقولهم كما قلوبهم ومشاعرهم وبالتالي تعاملهم مع الغير وتخاذل حزب TİP لحزب الخضر اليساري هو مثال حي ع ذلك و على المؤمنين بالتعايش السلمي وإخوة الشعوب.

إدراك هذه الحقيقة جيدآ ومراجعة الكثير من الأمور ومنها آلية التفاوض و القرار والتنظيم، وكما لايمكن مجابهة هذه الشوفينية الشمولية اي الإجتماعية والفكرية والثقافية كما السياسية بهذه العقلية والمنظور كما التعامل، الأ بخلق معادلة توازن القوة التي يمكن من خلالها مواجهة هذا العداء وخطاب الكراهية والعنصرية والتطرف الديني بكل إشكالها التي يغذيها سياسيوا الاتراك بمختلف توجهاتهم ، لان ببساطة القوي لن يعتبرك أخاً له ولن يعترف بوجودك وهويتك وحقوقك.
واللجوء الى الجولة الثانية من الانتخابات ونتائجها سيثبت صحة ما ازعمه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى