اخبارمقالات

اثار خطابات الكراهية على الايزيديين

اسماعيل حسن 

في الآونة الاخيرة تعرض الايزيديين الى موجة من خطابات الكراهية والتكفير والتشهير من قبل مجموعة من رجال الدين الإسلامي والمجتمع الإسلامي في اقليم كردستان العراق بسبب الأحداث الاخيرة التي حدثت في سنجار والتي تمثلت بقيام الحكومة العراقية بمرافقة وإعادة بعض من العوائل السنية الى سنجار، تلك العوائل التي على الأرجح ساعدت او شاركت مع داعش في الإبادة الجماعية ضد الايزيديين في عام آب 2014.

الدليل على ذلك، تعرفت إحدى الناجيات على شخص من العائدين بانه كان مشاركاً مع داعش خلال فترة سيطرة  داعش على الكثير من مناطق العراق، وهذا ما أثار غضب بعض شباب الايزيديين مما أدى الى اشتباكات بين بعض الشباب وبين القوة الأمنية العراقية التي كانت ترافق تلك العوائل، وقد جرت هذه الأحداث بالقرب من جامع الرحمن في سنجار، وهنا اختلطت الحقيقة والتضليل حيث انتشرت في وسائل الإعلام الكردية اخبار كاذبة وصور مزيفة بعيدة كل البعد عن دور الإعلام الذي يؤكد وينقل الخبر بمصداقية وموضوعية، وقد تم إتهام الايزيديين بالهجوم على جامع الرحمن وحرق القرآن، ومن جهة أخرى استغل البعض من ملالي كردستان هذه الأحداث ليهاجموا على الايزيديين بخطابات كراهية وشتائم ووصفهم بالكفار مما أدت هذه الخطابات لتحريض بعض المسلمين على قتل الايزيديين والدليل على ذلك ظهرت مقاطع صوتية تهدد بالهجوم المسلح على مخيمات الايزيديين في كردستان  مما تسبب في حالات نفسية من رعب وخوف لدى العوائل الايزيديين في المخيمات، هذه الخطابات والتحريض على القتل أثار الكثير من علامات الاستفهام عن دور الحكومة والقانون ضد خطابات الكراهية والتهديد بالقتل.

وبالرغم من وجود قوانين ومواد في الدستور العراقي الذي يعاقب الشخص الذي يبث الفتنة و الاخبار الكاذبة إلا أن دور الحكومة والقانون كان ضعيفا لدرجة أن العديد من العوائل الايزيدية اضطرت للعودة الى سنجار في ظل خطابات الكراهية والتشهير والتهديد.

استمرت هذه الاتهامات ضد الايزيديين إلا أن ظهرت الحقيقة ونفى الوقف السني اي اعتداء على جامع الرحمن وأن ما تم تداوله في الإعلام عار عن الصحة، ولكن بقيت آثار خطابات الكراهية مستمرة الى الآن حيث أثرت سلباً على التعايش السلمي والعلاقات الاجتماعية بين الايزيديين والمسلمين الكُرد وايضاً أثرت على نفسية الفرد الايزيدي الذي كان يعيش الخوف والرعب في ظل التهديدات والخطابات التي كانت تسيء وتكفر الدين الايزيدي.

المجتمع الايزيدي على وشك أن يفقد الثقة بالحكومة اذا لم يكن هناك دفاع وحماية وقوانين واضحة تعاقب الشخص الذي يسيء الى الآخر بسبب العرق او الدين او النوع الاجتماعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى