اخبارالعالمالعراقتقاريركوردستان

النسبة السكانية في مركز قضاء سنجار، مطامع و أجندات

 

ايزيدي24 – سنجار

سنجار، مدينة ذات تنوع ديني و قومي يعيش فيها الأيزيدية و المسلمين بينهم سنة و بينهم شيعة و المسيحية و التركمان، جرت عمليات التغيير الديموغرافي في المدينة لعدة مرات و نتيجة ذلك تغيير ساكني القضاء فترة تلو الأخرى.

يعتبر الكثيرين سنجار عراق مصغر نتيجة تنوعها و تعرضت سنجار الى هجمة شرسة من تنظيم داعش و خلال الهجمة انضم العديد من ساكني سنجار السنة الى تنظيم داعش و ساعدوا و ازروا داعش و شاركوا في قتل الشيعة و الايزيدية في سنجار و تهجيرهم و بقوا في المدينة في الوقت الذي كان يسيطر عليها عناصر دولة الخلافة الإسلامية.

كيف وصل العرب الى القضاء ؟

النظام السابق البعثي لم يختلف كثيراً عن مرتكبي جرائم ضد الإنسانية ضد الايزيدية لكن بطرق أخرى و بأسلوب مختلف عن القتل و لكن تهجير ممنهج و اعادة توطين و رسم خارطة جديدة لقضاء سنجار.

بحسب دراسة ل د.سعيد خديدة فإن “لم يكن هناك وجود للعرب في شنكال قديماً ويرجع مجيء مجموعات عربية الى شنكال الى العهد العثماني في القرنين الثامن والتاسع عشر”.

“بعد تأسيس الدول القومية كنتيجة من نتائج الحرب العالمية الأولى ومنها دولة العراق، بذلت الحكومات العراقية بشتىء الطرق الى اجراء تغييرات ديموغرافية في شنكال، بحجة تطبيق القوانين ومنها قانون توطين العشائر التي طبقت بحذافيرها في منطقة شنكال باسكان العرب فيها وتوزيع الأراضي عليهم، وكذلك قيام الحكومة العراقية في خمسينيات القرن العشرين بتنفيذ مشروع الموصل ضمن خطة مجلس الاعمار وكانت النتيجة استقدام الكثير من العوائل العربية وتوزيع الأراضي عليهم في شنكال” هذا ما قاله خديدة في دراسته.

و يقول، “نتيجة للتشجيع الحكومي للعشائر العربية في الإسكان في منطقة شنكال واعطائهم السلطة، قد اثر على العادات والتقاليد وخاصة لبس العقال العربي من قبل أهالي المنطقة من الكورد المسلمين والايزيديين في العهد الملكي 1921-1958. اعطت طابعا مغايرا لتراث المنطقة واهلها”.

و كان تطبيق القوانين في العهد الجمهوري الأول بعد ثورة 14 تموز 1958 له الأثر الكبير في تغيير ديموغرافية المنطقة حيث تم توزيع أراضي اهل المنطقة على العرب وهكذا فقد أهالي المنطقة الاف الدونمات من الأراضي الزراعية.

وبعد اندلاع ثورة 11 أيلول 1961 قامت الحكومة العراقية بتكوين حزام عربي في منطقة خانصور على الحدود السورية هدفها منع الامدادات للثورة الكوردية فضلا عن الهدف الأكبر الذي كان زرع مستوطنات عربية في قلب المناطق ذات طابع الكوردي.

و يتطرق خديدة الى ان “تم تدمير البنية الاقتصادية للمجتمع الشنكالي بعد تدمير قراهم واجبارهم على الترحيل وتوزيع أراضيهم على العرب، واسكانهم في مجمعات قسرية بنيت خصيصا لهم بهدف السيطرة عليهم واصهارهم في بودقة القومية العربية عن طريق اهمال اللغة الكوردية واجبارهم الى الانظمام لصفوف حزب البعث بل وتسجيلهم عربا في التعداد الرسمي وخاصة تعداد – الاحصاء السكاني 1977” .

و أدت السياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة دورا مهما في فرض الطابع العربي في منطقة شنكال -سنجار الى اضعاف الوعي القومي الكوردي وتاثير التيارات الدينية والقومية العربية على واقع المنطقة واصبحت مركزا للحركات الدينية المتشددة لاحقا.

في عام 1975 بدأ النظام العراقي السابق بقيادة حزب البعث، عمليات ترحيل وتهجير سكان اكثر من 155 قرية ايزيدية في موطنهم الاصلي على جبل سنجار وإسكانهم في مجمعات قسرية باطراف سنجار.

كما و بعد إحاطة سنجار بالعرب اندلعت الكثير من الخلافات العشائرية بين الايزيدية و العرب و شهدت المنطقة صراعات عشائرية على الأراضي و هذا ما ادى الى تهجير و استيلاء على القرى و الاراضي الايزيدية في المنطقة.

و بحسب دراسة خديدة،”أدت سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة والتي تمثلت بترحيل وتهجير السكان الأصليين واسكان العرب في مناطقهم خلال المدة (1965-1977) دورا مهما في ارتفاع نسبة سكان العرب على حساب السكان الأصليين في شنكال من (26) الى نحو (94%) من مجموع القضاء وفقا لنتائج تعداد السكان للسنتين المذكورتين فيما انخفضت نسبة السكان الكرمانج (الايزيدية و المسلمين) من (78%) سنة 1957 الى نحو (26%) سنة 1965 ثم الى (6%) فقط في سنة 1977 وذلك بسبب قيام الحكومة العراقية بتسجيل الايزيديين عربا ضمن ذلك التعداد – الاحصاء السكاني لعام 1977 بالاكراه كوسيلة لتعريب المنطقة. وهكذا من الممكن ملاحظة نسبة الانخفاض في حجم السكان الكرمانج في شنكال حيث بلغت (4.5%) سنويا وفي ناحية الشمال(سنوني) (4.9%) خلال الفترة بين سنتي 1957-1977 فيما ارتفعت نسبة سكان العرب بنسبة (12.1%) و(50.5) سنويا على التوالي خلال الفترة بين سنتي 1965-1977.

و في 6 اذار 1975 سارعت الحكومة العراقية الى تدمير الاحياء التي لم يكن فيها العرب داخل مدينة شنكال ومنها: البرج وكلاهي وبرسهي وجوسقي وبير زكر واكثر من (60%) من بربروز، كما رحلت المئات من الاسر السنجارية وصادرت ممتلكاتها او جمدتها وحرمت بعضها حتى من زيارة المنطقة، وماتزال هذه الاسر تعيش في مدينة الموصل وفي دهوك وناحية باعدري ومجمعي شاريا وخانك ومدينة سميل التابعة الى دهوك.

كما ساعدت الحكومة العراقية عشيرة المتيوت العربية خلال 1975-1976على استيلائها على أراضي عشيرة الهبابا الايزيدية في قرية عاكول بمساحة 6000 دونم كانت مسجلة باسم فلاحين من عشيرة الهبابا، وكذلك استولى عشيرة متيوت العربية على اراضي عشيرة الرشكان في قرية عين غزال التي تقع جنوب مجمع تل بنات وذلك في عام 1975 بمساعدة ودعم من الحكومة العراقية، لان ذلك كانت تخدم مصالحها ومن ضمن اولويات السياسة البعثية في تعريب المناطق الكرمانج وتوطين العشائر العربية بهدف تغيير ديموغرافية تلك المناطق.

و أصدرت الحكومة العراقية في 9-5-1975 امرا بترحيل جميع سكان القرى الايزيدية في منطقة شنكال بسبب إصرار الايزيديين على التمسك بقوميتهم وعدم التنازل فكانت النتيجة تهجير (132) قرية من قراهم واسكان أهلها قسرا في (12) مجمعا سكنيا اطلقت عليها أسماء عربية-قومية ذات دلالات تاريخية وطمس اسماء ومعالم القرى المهجرة ضمن سياسة التعريب وصهر القوميات غير العربية وهذه المجمعات هي :
التاميم/ خانصور
القادسية/ دوهلا
الوليد/تل بنات
العروبة/زورافا
الحطين/ دووكرى
البعث/ تل قصب
القحطانية/ تل عزير
اليرموك/ بورك
الاندلس/ كوهبل
الجزيرة/ سيبا شيخدرى
العدنانية/ كرزرك
الشمال/ سنوني

سنجار ككل

مركز قضاء سنجار، لا يعني الأغلبية السكانية لمكون على حساب مكون آخر و للأيزيدية الحصة الأكبر من سنجار باجتياهم العدد الأكبر من القرى و المجمعات و بامتلاكهم مساحات واسعة من الأراضي في سنجار.

و يعتبر قضاء سنجار ملاذ آمن للايزيدية بالرغم من الحملات و الابادات التي تعرضوا إليها في جبل سنجار على يد مختلف المجاميع الإرهابية ذات طابع متطرف،ديني و لازال الايزيديون يعانون من هذه الجماعات.

الايزيدية هم أصحاب المدينة و بقية المكونات وصلت مع حملات التعريب و الابادات التي قلصت اعداد الأيزيدية في سنجار و اخذوا اراضيهم عنوة و ملكوها لآخرين عرب و مسلمين.

مطامع

اصبح النواب الملسمون بين قوسين او ادنى من احتساب سنجار كمركز قضاء فقط باعتبار مركز القضاء كان ذات اغلبية مسلمة و لهذا السبب يقولون بان سنجار هي ذات غالبية مسلمة دون النظر الى احدى عشر مجمع سكني في أطراف سنجار.

و يقول النائب عن الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي،” بان في سنجار النسبة السكانية للمسلمين اعلى بكثير و صرح مؤخراً بان سنجار ستعود لأصحابها! ؟

وفي الوقت نفسه لم يختلف النائب السابق في البرلمان العراقي احمد الجربا عن زميله ماجد شنكالي و هو ينظر لسنجار من نفس الزاوية.

أجندات

تحاول الجهات السنية و الشيعية السيطرة على قضاء سنجار و السبيل الوحيد لنجاح هذه الخطة بحسب مختصين هو ان يعتمد الجهات الاممية على النسب السكانية في مركز القضاء و اعتبارها موطناً لهم.

و جلبت معاناة الأيزيدية و قتلهم و خطفهم من قبل داعش دعم و تعاطف دولي و تحيز المنظمات الدولية الى الضحايا و ذويهم كون ماساتهم أكبر و يحتاجون المساعدة و لا تريد الجهات الاخرى ان يكون هذا الدعم للايزيدية فقط او للضحايا (ايزيدية و الشيعة) بل يحاولون لفت انتباه الجهات الدولية بالنسبة السكانية بحسب مراقبون لوضع سنجار.

نفوذ الايزيدية بعد عام 2014 تعاظم أكثر فأكثر في مركز قضاء سنجار و. الان يشكلون النسبة الأعلى بحسب إحصائيات غير رسمية و عدد كبير منهم اشتروا منازل داخل القضاء.

و صرح محافظ نينوى على ان نسبة من الايزيدية استولوا على منازل المسلمين في سنجار الا ان نفت الجهات الايزيدية تصريحه مؤكدين ان هناك بعض المنازل يسكنها الايزيدية لكنهم مستعدين لتفريغها بمحرد عودة اصحابها.

و رفض حيدر ششو في تصريح سابق لايزيدي24 على ان يكون النسبة السكانية مسلمة في القضاء مبيناً ان اعداد الايزيدية تفوقهم بشكل واسع و كبير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى