اخبارتقارير

صحافة السلام تنطلق لأوّل مرّة في العراق من محافظة إستخدمها داعش لنشر الرعب والعنف

ايزيدي 24 – جميل الجميل

عقد منتدى السلام في نينوى بالتعاون مع المعهد الثقافي لبناء السلام ومؤسسة تطوع معنا ندوة إلكترونية بعنوان “دور صحافة السلام ما بعد الحرب” مساء يوم الأثنين الموافق 8 حزيران 2020 عبر تطبيق زووم بمشاركة نخبة من الصحفيين في محافظة نينوى “جميل الجميل – محمود النجار – عمر صلاح الدين” وأدار الجلسة منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى الناشط في حقوق الإنسان والأقليات “عمر السالم” بمشاركة أكثر من 70 ناشط وناشطة من نينوى ومحافظات العراق كافة.

تضّمنت الندوة عدّة محاور : “ما هو مفهوم صحافة السلام، ما هو الفرق بين صحافة السلام وصحافة العنف، كيف يمكن ان تساهم الفنون الصحفية والتحريرية بشكل عام في خدمة قضايا حقوق الإنسان، والمشاكل والتحديات التى تواجه الإعلاميين في مجال بناء السلام، كلمة سلام اخيرة توجهها للعاملين في مجال الصحافة والتدوين، متى ظهر او تم استخدام مصطلح صحافة السلام في العراق او في العالم، قصة من تجارب التغطية الصحفية لنزعات حساسة كقصة نجاح، ما هي ادوات صحافة السلام، نصيحة صحفية تقدمها للمهتمين في مجال بناء السلام، مفاهيم عن كيفية أن يستطيع الصحفي أو الإعلامي نقل وتحويل حياة الضحايا من الحرب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى قصص إنسانية حية بدلا” من كتابتها على شكل أرقام، كيف يمكن لصحافة السلام ان تؤثر على النزاعات التي تتولد بعد الحرب، كيف يمكن كتابة محتوى إعلامي خالي من مفردات الكراهية، وكيفية تحويل الكتابة للسوشيل ميديا من مساحة لنشر الإتهامات وتعزيز التطرف والعنف الى مساحة لنشر السلام، نصيحة توجهها لاصحاب الوكالات الصحافية والمنصات الالكترونية”.

قال “أحمد الحبيب” عن المعهد الثقافي لبناء السلام لـــ “ايزيدي 24″، “لا يخفى على أحد أننا نمر في وضع استثنائي أدى إلى تباعد اجتماعي كبير وكذلك من المحال عقد ندوة على أرض الواقع، فهي بالتالي تعزز التواصل بين الفئات المثقفة والواعية وتبادل الآراء بين المتحدثين وإتاحة الفرصة للمشاهدين بالمشاركة وهم في بيوتهم”.

وأضاف “الحبيب”، “بالطبع أن المعهد الثقافي لبناء السلام ارتأى إقامة هذه الندوة كأول نشاط له لتكون نقطة انطلاقه نحو إقامة نشاطات أخرى بهدف تحقيق مبادئ السلام في المجتمع سواء من خلال النشاطات الإلكترونية “الندوات والورش وغيرها” أو على أرض الواقع حين تتاح الفرصة لذلك”.

حيث تطرّق المحاضرون والمشاركون في الندوة إلى مفاهيم صحافة السلام وصحافة الحرب وكيف تطورت هذه الصحافة لتشمل انطلاقة وفرع اخر للصحافة بصورة عامة، حيث أنّ مفهوم صحافة السلام، كما يوحي الاسم، هي شكل من أشكال الصحافة الملتزمة باستكشاف الأسباب الجذرية للصراع من أجل “خلق فرص للمجتمع ككل للنظر في الاستجابات اللاعنفية للصراع وتقديرها” (Lynch and McGoldrick، 2005: 6) . يمكن تتبع تاريخها إلى عام 1965 ، عندما حلل يوهان غالتونغ وماري روج ما الذي يجعل الأخبار الأجنبية تستحق النشر (Galtung and Ruge ، 1965). قام كل من جيك لينش وجوهان جالتونج (لينش وجالتونج، 2010) بتطوير فكرة صحافة السلام وجادلوا بأن وسائل الإعلام (تقارير الحرب على وجه الخصوص) تظهر في الغالب تحيزات تجاه العنف وترتكز على الاعتقاد المفاهيمي بأن “الصراع” يساوي “الحرب”. في مجال صحافة السلام (Lynch and Galtung، 2010؛ Lynch and McGoldrick، 2005) ، اعتبر هذا الرأي إشكالية لأنه يمنع اعتبار النزاع فرصة للبحث عن وئام جديد بين الأطراف المعنية، من خلال العملية التي لا يجب أن تتطور بالضرورة إلى حرب. في الواقع، كما تقترح نظرية يوهان غالتونغ حول اللاعنف وحل النزاعات (غالتونغ، 1969)، فإن الصراع هو صراع مصالح غير متكافئة بين الأطراف يمكن تجاوزه من أجل التوصل إلى اتفاق في دراسات صحافة السلام (Lynch، 2014؛ Seaga Shaw، Lynch and Hackett، 2011؛ Keeble، Tulloch and Zollmann، 2010؛ Lynch & Galtung، 2010؛ Dente Ross and Tehranian، 2009؛ Shinar and Kempf، 2007؛ Lynch and McGoldrick، 2005 ) يُنظر إلى صحافة الحرب على أنها مهنة تُبلغ في الغالب عن العنف وتفصل الصراع عن سياقها الأوسع، في الوقت المناسب (أي أنها تفشل في الإبلاغ عن جميع الأسباب التي ربما أدت تاريخياً إلى نشوب الصراع) والفضاء (جغرافيتها، أي أنها لا تقدم تقارير عن جميع الأطراف التي قد تتأثر بالصراع). وبهذه الطريقة، يتم تصوير الصراع على أنه لعبة محصلتها صفر، حيث السرد “نحن” مقابل “هم” هو الإطار السائد. يغذي هذا الوضع القناعة بأن النصر يكمن في هيمنة طرف على آخر، وأن السلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عمل المؤسسات والمعاهدات فقط بعد انتهاء الحرب. علاوة على ذلك، تعتمد صحافة الحرب على الاستخدام الهائل للنخبة كمصادر للمعلومات (أي الدبلوماسيين، وواضعي السياسات، والمسؤولين العسكريين، وما إلى ذلك)، على حساب الأشخاص الذين يشاركون بشكل مباشر في الصراع. وأخيرًا، تعتبر صحافة الحرب قريبة من الدعاية بسبب ميلها لفضح أكاذيب “الآخر”، مع تغطية أو حذف تلك الخاصة بها (أي تلك الخاصة بتحالف معين).

في حين أنّ صحافة الحرب هي صحافة حول الصراع لها انحياز قيمة تجاه العنف والجماعات العنيفة. يؤدي ذلك عادة إلى تجاوز الجمهور للاستجابات العنيفة للنزاع وتجاهل البدائل غير العنيفة. ومن المفهوم أن هذا نتيجة لاتفاقيات التقارير الإخبارية الموثقة جيدًا. تركز هذه الاتفاقيات فقط على الآثار المادية للصراع (على سبيل المثال تجاهل الآثار النفسية) ومواقف النخبة (التي قد تمثل أو لا تمثل الأطراف الفعلية وأهدافها). كما أنه منحاز أيضًا للإبلاغ فقط عن الاختلافات بين الأطراف، (بدلاً من أوجه التشابه، والاتفاقيات السابقة، والتقدم في القضايا المشتركة) هنا والآن (تجاهل الأسباب والنتائج)، ومبالغ صفرية (على افتراض أنه لا يمكن تلبية احتياجات أحد الأطراف إلا عن طريق تسوية أو هزيمة الطرف الآخر).

وأشار الباحث والصحفي في الشأن العراقي “محمود النجار” لـــ “ايزيدي 24″، “صحافة السلام تعتبر إحدى أهم أدوات تغطية القضايا الإنسانية بعد الحروب، وبإمكان هذه الصحافة مناصرة المتضررين جراء النزاعات والصراعات، كما ظهر هذا النوع من الصحافة كي يركز على النقاط المشتركة بين الشعوب المختلفة وأهمها حقن الدماء، وإحترام حرية التعبير، وصيانة حقوق المكونات المجتمعية، بالتالي دور صحافة السلام يكمنٌ أيضاً على أهمية نشر ثقافة التعايش السلمي ونبذ خطاب العنف والكراهية، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الصحفيين المهنيين والمنظمات المهتمة في مجال بناء السلام”.

وأشار المشاركون الى أنّهم سيساهمون في الترويج لهذا المفهوم في صفحاتهم وعملهم وأنّ هذا المفهوم يجب أن يتطور في المجتمع العراقي وأن يتم إنشاء، في كافة الوكالات والصحف والإعلام بصورة عامة، قسم خاص تحت مسمى صحافة السلام.

جدير ذكره بأنّ منتدى السلام في نينوى هو فضاء مستقل غير حكومي متخصص في مناقشة الأفكار والمقترحات المتعلقة بدور المجتمع المدني ويتبنى قضايا اساسية هي بناء السلام وتحقيق العدالة وكل ما له علاقة بمجمل القضايا الاجتماعية وحـــقوق الانسان، اذ يتميز بالتعددية والتنوع وهو كذلك جهة غير دينية او حزبية او حكومية كما يؤمن المنتدى بالخيار اللاعنفي للصلاح والتغيير والتعبير… والمنتدى ليس منظمة او شبكة، وليس له ارتباط بجهة دينية او سياسية انما فضاء عمل مشترك للتفاعل بين
– الحركات الاجتماعية في مدينة نينوى
– نقابات الاعمال والنقابات المهنية في نينوى
– منظمات المجتمع المدني
– الفرق التطوعية
– المتضامنين الدوليين بقضايا واهداف المنتدى

كما ويهدف المنتدى الى ان يكون عاملاً فعالاً يعطي دفعة قوية للحراك المدني و الاجتماعي في نينوى وبالتعاون والتنسيق مع بقية المدن الأخرى في العراق وتعزيز اهمية استمرار الحوار الدائم بين كافة الاديان والمذاهب والقوميات لما له اهمية في تنمية المجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وتعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز دور المرأة في عملية بناء السلام والتماسك الاجتماع واشراك الشباب في جميع النشاطات المدنية اللاعنفية لتعزيز التواصل ومد الجسور بطرق سلمية وتحقيق الديمقراطية ودعم المجتمع المدني والعمل على تطويره لتحقيق الاستقرار والسلم المجتمعي وتعزيز التنوع وترسيخه ولدعم التعاون بين افراد المجتمع والثقافات المتنوعة لابد من الجميع التعاون في سبيل تحقيق العدالة والتاكيد على اهمية التنوع الثقافي في المجتمع وضرورة دعمه وتوفير المناخ المناسب له باعتباره قوة للفرد والمجتمع، كما أنّ منظمة UPP الإيطالية ضمن مشروعها مد الجسور بين مجتمعات نينوى ومؤسسة GIZ يساهمون في دعم المنتدى حيث تم إقامة أوّل مؤتمر تحضيري في مدينة الموصل في الخامس عشر من شهر كانون الأول عام 2019 بمشاركة منظمات دولية ومحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى