ايزيدي24 – ذياب غانم
اجتياح تنظيم داعش الارهابي لنسبة كبيرة من الأراضي العراقية في 2014 تسبب بضيق النفس على الاقليات الدينية والانثية في العراق مما ادى الى تهجير و نزوح الآلاف من هذه الأقليات الى اقليم كردستان العراق والمحافظات العراقية الاخرى التي لم يستطيع التنظيم السيطرة عليها لإنقاذ ارواحهم.
لاتزال الكثير من المناطق التي نزح او هاجر منها الأقليات مهجورة ولازالت بعضها معرضة للخطر، هجوم داعش لم يكن الهجمة الوحيدة على الأقليات وانما منذ سقوط نظام البعث تتعرض الاقليات في العراق الى مضايقات من قبل المجاميع الإرهابية ابرزها كان تنظيم القاعدة و تنظيم داعش الإرهابي.
ما زالت الاقليات في العراق تنتظر الفرج للتنفس على ارضهم شهيقاً وزفيراً، تقطن الأقليات في العراق في اماكن منعزلة نوعاً ما عن المدن والقصبات الاخرى وبعد تحرير العراق من داعش لاتزال مناطقهم تشكو من قلة الخدمات وتحتاج الى اعادة الإعمار بعدما قام التنظيم بهدم البنية التحتية لاغلب مدنهم.
المسيحية، الايزيدية، التركمان، الشبك، الكاكائية، كل هذه الأقليات قسّم داعش ظلمه عليها بالإضافة الى المواطنين الآخرين ولا تزال جروحهم مفتوحة وتنتظر الضماد فالآلاف من هؤلاء الأقليات لازالوا مقيدين ومجهولي المصير من مَنْ وقعوا بأيدي داعش في مختلف الأماكن.
المسيحية
تعد الديانة المسيحية ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام حسب ما تقول الموسوعة الشاملة ويكيبيديا، وهي ديانة مُعترَف بها حسب الدستور العراقي، حيث أنه يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. يتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية أما في حين أن نسبةً منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة واللغة الأرمنية.
باعتبار المسيحين اقلية، ولانهم من الكفار حسب شريعة دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام “داعش”، مثلهم مثل الايزيديين والتركمان الشيعة، كانوا ضمن دائرة اكبر المتضررين من مجيء تنظيم داعش الإرهابي، خطف الآلاف من الايزيديين وبالمئات من المسيحيين والتركمان الشيعة.
لم تنجو المسيحيات من همجية تنظيم داعش الارهابي إذ تم قتلهن وخطفهن و بيعهن كسبايا مثلهن مثل الايزيديات والتركمانيات، حتى اللحظة هناك مسيحيات مجهولات المصير رغم القضاء على دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق وسوريا دون الاستيلاء على ممتلكاتهم وتصدير بيوتهم في زمن الخلافة.
تحدث الوزير السابق في الحكومة العراقية و رئيس منظمة شلومو للتوثيق الحالي “فارس يوسف ججو” ل “ايزيدي 24” و قال، “قامت منظمة شلومو للتوثيق بمتابعة كل الانتهاكات التي حصلت بحق ابناء شعبنا العراقي وبالاخص ما حصل للمختطفات والمختطفين منهم من الكلدان الاشوريين السريان والارمن (المسيحيين)، وهناك احصائيات مسجلة لدى المنظمة عن هذه الحالات وصدرت بتقارير اصدرتها المنظمة في عام 2016_2017 و2017_2018.
اكد “ججو”، انه في بداية هجوم تنظيم دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام “داعش” رصدت ووثقت المنظمة 264 حالة خطف منذ اليوم الاول لاجتياح الارهابيين لمناطق الموصل وسهل نينوى وسنجار وموزعة بين نساء ورجال وشباب واطفال و نجا حتى الان حوالي 140_150 امرأة وفتاة وطفلة.
الأيزيدية
تعد من اقدم المكونات العراقية، يقدر اعدادهم ب 550 الف نسمة وفق احصائيات غير مؤكدة يقطنون في مناطق شمال العراق متمثلة بقضاء شنكال/ سنجار و قضاء شيخان ومحافظة دهوك و قضاء بعاج وناحية بعشيقة.
تتعرض هذه الاقلية الى مضايقات مستمرة منذ عقود اخرها واكبرها كانت الابادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحقهم في قضاء شنكال/ سنجار و كان لهذه الاقلية الحصة الأكبر من ظلم داعش إذ قتل وخطف الآلاف من المدنيين ناهيك عن الدمار الذي خلّفه والفوضى العسكرية والسياسية على المنطقة.
بحسب تقرير بعنوان “جاؤوا ليُدَمِروا: جرائم داعش ضد الأيزيديين” للجنة التحقيق الدولية المعنية بالجمهورية العربية السورية نشر في يونيو 2016 فان تنظيم داعش ارتكب جرائم ابادة جماعية بحق الأيزيدية.
و وفقاً للتقرير،“داعش سعت لمحو الأيزيديين من خلال القتل والعبودية الجنسية والإستعباد والتعذيب والمعاملة المهينة واللاإنسانية وكذلك عبر الترحيل القسري والذي تسبب بأضرار نفسية وبدنية. أضف إلى ذلك فرض الظروف المعيشية السيئة والتي جلبت الموت البطيء واستخدام وسائل أعاقت ولادة أطفال أيزيديين بما في ذلك إجبار الأيزيديين البالغين على تغيير دينهم والصدمات النفسية والفصل ما بين النساء والرجال الأيزيديين وإبعاد الأطفال الأيزيديين عن عائلاتهم ووضعهم مع مقاتلي داعش وبالتالي فصلهم عن معتقدات مجتمعهم وممارساتهم الدينية”.
واكد التقرير،“لقد فصلت داعش الرجال الأيزيديين والأولاد ممن زاد عمرهم عن 12 سنة عن بقية أفراد عائلاتهم وقتلت أولئك الذين رفضوا تغيير دينهم من أجل أن تدمر هويتهم كأيزيديين. لقد شهدت النساء والأطفال وفي كثير من الأحيان عمليات القتل تلك قبل أن يتم ترحيلهم لمواقع في العراق ومن ثم في سوريا حيث مكث أغلب المختطفين”.
تضمن أيضاً،“لقد تم بيع الآلاف من النساء والفتيات، وبعضهن لم يتجاوز التاسعة من العمر، في أسواق للعبيد أو سوق السبايا كما أُطلِق عليه في محافظات الرقة وحلب وحمص والحسكة ودير الزور السورية. وحسب التقرير فقد احتفظ مقاتلو داعش بهؤلاء النساء والفتيات في ظروف استعباد وعبودية جنسية وتم بيعهن مراراً أو إهدائهن أو تبادلهن بين المقاتلين. وقالت احدى النساء في شهادتها امام اللجنة بعد أن قدَرت بأنها بيعت 15 مرة بأنه “من الصعب أن أتذكر كل الذين قاموا بشرائي.”“
بحسب اخر إحصائية خاصة بالابادة الايزيديين على يد داعش نشرتها مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين بمحافظة دهوك باقليم كردستان العراق و هي معتمدة لدى امم المتحدة فان الهجوم تسبب بنزوح نحو 360,000 نسمة و الهجوم اصفر عن في الايام الاولى من جريمة الابادة 1293 شهيد وجريح 83 مقبرة جماعية مكتشفة ،إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية بالإضافة الى افراز 2745 يتيم ويتيمة و تفجير 68 مزار ومعبد.
و بعد هجوم داعش هجّر اكثر من 100 الف نسمة من الايزيديين نحو خارج البلاد وتأتي اعداد المختطفين والمختطفات كالتالي :
عدد المختطفين 6417 منهم :
الاناث 3548
الذكور 2869
الناجيات والناجين من قبضة داعش الإرهابي كالاتي :
المجموع : 3530 منهم
النساء : 1199
الرجال : 339
الأطفال الإناث : 1041
الأطفال الذكور : 951
عدد الباقين : 2887
الاناث : 1308 الذكور : 1579
التركمان
يعد تركمان العراق ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق وفقا لاخر احصائية ويسبقهم العرب والكورد من حيث العدد، يعيش تركمان العراق غالبيتهم في شمال ووسط العراق، وخاصة في كركوك وطوزخورماتو وآمرلي وكفري وتلعفر والموصل وأربيل والتون كوبري و جلولاء و السعدية و مندلي وبغداد.
لم ينجو ابناء المكون التركماني من اضرار داعش، بل كانوا فريسة مهمة للتنظيم الإرهابي، كونهم ضمن قائمة الكفار، حسب شريعة دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام؛ التركمان، حالهم حال العرب المسلمين، يتجزأون الى قسمين (تركمان شيعة، تركمان سنة) وهم من اقدم مكونات العراق.
عند مجيء داعش، انضم نسبة كبيرة من التركمان السنة اليه، وذلك بشهادة ايزيديين ناجيين منه، فيما تعرض تركمان الشيعة الى القتل والخطف وتعرضت ممتلكاتهم الى النهب والدمار، مثلهم مثل المكون الايزيدي، على يد تنظيم داعش في مناطق تواجدهم والبعض منهم تعرضوا الى ذلك عندما كانوا نازحين في قضاء شنگال.
“ابتسام الحيو”، رئيسة منظمة حوار الثقافات للإغاثة والتنمية، في حوار مع “ايزيدي 24″، وثقت اعداد المختطفات التركمانيات قائلة، “عدد المختطفين الكلي 1300 مختطف/ة منهم 1200 تم خطفه في عام 2014، اي عند هجوم داعش على مناطقنا، وهناك 100 حالة خطف، تم تسجيلها خلال السنوات من 2015 الى 2017، بينهم 470 امرأة وفتاة و130 طفل و 700 رجل”.
أضافت، “نجا 42 مختطف/ة، 20 منهم فتيات و 22 طفل/ة، دون سن ال18، والباقي مجهولي المصير حتى اللحظة وليس هناك تحرك جاد لتحريرهم وذلك يصعب من عملية تحريرهم”.
تعد مقبرة علو عنتر الواقعة في قضاء تلعفر هي اكبر مقبرة جماعية للتركمان والايزيدية حيث تضم 1200 جثة لمدنيين من المكونين المذكورين وفق حقوق الإنسان العراقية.
الكاكائية
مكون مسلم يعود ظهورهم الى 5 الاف سنة لهم عادات وتقاليد يمارسونها كأيِّ مجموعة دينية اخرى و يتوزع الكاكائيون بين إيران والعراق، حيث يبلغ عددهم في إقليم كردستان العراق نحو 250 ألف شخص، وهناك ثلاثة ملايين كاكائي في المناطق الكردية غربي إيران.
وتمتد قراهم من أقصى شرق العراق في مناطق حلبجة والسليمانية بإقليم كردستان العراق، وغربا نحو مناطق طوزخورماتو وخانقين وهورامان وداقوق وحتى سهل نينوى في أقصى شمال غربي مدينة الموصل.
كانوا ولازالوا يشكون من مضايقات تنظيم داعش الإرهابي وقتل وخطف العشرات منهم وتسبب بتهجير قرى كاملة حيث ان التنظيم مستمر في الهجوم على قراهم في محافظة كركوك.
وفي حديثه ل“ايزيدي24” قال الناشط الكاكائي “رجب كاكائي” ان،“تضرر المكون التركماني اسوة بباقي المكونات (الأقليات) في هجمة داعش على المحافظات العراقية ففي خانقين قتل داعش 17 شخصاً و في كركوك 29 شخص و في نينوى 32 شخص من المكون الكاكائي”.
و تابع،“هناك 11 قرية نزح سكانها الى مناطق آمنة وتم تدمير قريتين بالكامل في كركوك وفي خانقين هناك خمس قرى نزح اهلها”.
الشبك
الشَبَك هم إحدى المكونات الأصيلة التي تعيش في العراق منذ مئات السنين، حيث يقطنون في الجانب الشرقي والشمالي لمحافظة نينوى وينقسمون مذهبياً بين السنة والشيعة، وقومياً بين الشبكية والكردية.
وبحسب الإحصائيات التي أعلنتها الأمم المتحدة فإن تعدادهم يبلغ حوالي 350 ألف نسمة يعيشون في أكثر من 72 قرية ومجمعاً تقع في قضاء الحمدانية وناحيتي بعشيقة وبرطلة أو ما يسمى بسهل نينوى.
داعش هاجمهم أيضاً وتسبب بإخلاء اكثر من عشر قرى شبكية وبحسب النائب الشبكي قصي عباس فان “داعش خطف 233 شخص من الشبك لا يعلم ان كانوا مخطوفين ام مقتولين اغلبهم من الرجال.”