اخبارتقارير

شباب الاقليات ، طاقات كبيرة ، معاناة في المجتمع العراقي

ايزيدي 24 _ ذياب غانم

للاقليات الدينية و الانثية في العراق مكانة خاصة في المجتمع العراقي و كان لهم دور كبير في تطور المجتمع العراقي في مختلف مجالات الحياة و تركت الاقليات بصمتها على الثقافة والإعلام و السياسة والرياضة و الاقتصاد العراقي بشكل واضح واعطاء الطاقات للمجتمع العراقي مستمر من قبل الاقليات و دائما ما نرى ابناء من هذه المكونات العراقية الاصيلة يحتلون و يقفون في المراكز المقدمة في مختلف مجالات الحياة.

كان للاوضاع التي يعيشها الاقليات في العراق بشكل مستمر  تاثير واضح على الطبقة الشبابية من الاقليات و كان لا يرى امامه فرصة ليستغلها و يستفيد منها و في الاونة الاخيرة كانت هذه الاوضاع الصعبة التي تمر بها الاقليات دافعاً قويا للشباب للدفاع عن حقوقهم و النهوض لاجل مجتمعاتهم و لينقلوا للعالم أجمع ماساة اهاليهم و الان يشكلون كتلة قوية و لهم دور كبير في التعايش السلمي و المخالطة بين افراد المجتمع العراقي.

خير مثال على ذلك المسيحية بولينا حسون سنة 1927 التي أسست مجلة تحمل عنوان “ليلى” و كان لها دور مهم في الصحافة العراقية و أيضاً الصحفية البارزة مريم نرمة التي عملت في الحقل الصحفي ما يزيد عن ربع قرن حتى وفاتها في خمسينات القرن العشرين و كذلك روفائيل بطي و اخرها الناشطة الايزيدية نادية مراد التي حصلت على جائزة نوبل للسلام وشخصيات اخرى مختلفة.

“سعد سلوم” أكاديمي وخبير في شؤون التنوع الديني في العراق تحدث ل”ايزيدي 24″ وقال ” الجماعات الشبابية من الاقليات و غير الاقليات تعمل على التنوع ، اصبح عمل الشباب بوابة مهمة لتعزيز حقوق الاقليات سواء من قبل شباب الاقليات او التابعين للجماعات الكبرى اي المسلمة و اعتقد ان عمل الشباب يفتحلنا فرصة لتخيل نشاط عابر لخطوط التقاسيم الدينية و الانثية”.

تابع ” سلوم” حديثه و اضاف ” من المجاميع الي تكلمنا عنها مجموعة ‘صناع السلام’ التابعة لمشروع ميزوبوتاميا و التي تحتوي شباب من كافة محافظات العراق و تعمل مجموعة من الانشطة لبناء السلام للمجتمعات العراقية و تركزت بشكل خاص على حقوق  الاقليات العراقية فضلا عن المجموعات التابعة ل مشروع مد الجسور بين مكونات نينوى المدعومة من قبل مؤسسة UPP الايطالية التي تتكون من مجموعة من شباب و الشابات من ابناء الاقليات الايزيديين و المسيحين و الاقليات الاخرى بالاضافة الى عدد من الشباب من الموصل يعملون بشكل خاص على مد الجسور بين مكونات العراقية المختلفة”.

” الشباب الايزيدي بعد الابادة اصبح لديه حراك داخل المجتمع الايزيدي و بات الاكثر تميزا في المجتمعات الاقلية العراقية يعود ذلك لاسباب مختلفة منها نهوض الوعي بين شباب الايزيدي باهمية المطالبة بحقوقهم لا سيما بعد ان حققت منظمات ايزيدية حضور لافت كمنظمة يزدا و قوتها على المستوى الدولي و بعد ان حصلت نادية مراد على جائزة نوبل للسلام و تنظيم عملهما فضلا عن تمثيلها للمجتمع الايزيدي في كافة المحافل الدولية ، هذا الشيء اعطى زخم و دافع قوي  للشباب الايزيدي من اجل العمل على التعريف بمعتقدات الديانة الايزيدية و ضرورة تعزيز مشاركتهم في مجالات سياسية ومشاركتهم في كافة المجالات العامة” هكذا وصف”سلوم” الشباب الايزيدي.

اردف أيضاً “واحد من المحددات الأساسية هو هيمنة التيارات السياسية الكبرى على العمل التطوعي الشبابي واستثمارهم خاصة في المواكب الانتخابية للحصول على أصوات لاستثمارهم من اجل مصالح حزبية ضيقة او من اجل الترويج لپروپاكندات تلك الاحزاب وايديلوجياتها ، اذا هذا يضع محددات أساسية أمام دعم هذه المجموعات الشبابية والحفاظ على استقلالية هذه المجموعات مهم لتعمل خارج اطار التجذبات السياسية والحزبية “.

“ندعو المنظمات الدولية وايضا الأمم المتحدة بدعم بعض المشاريع الشبابية لكن برأي أن العمل الطوعي الخالص هو البوابة الأساسية لتعديل حقوق الأقليات، و يجب تصعيد دور الشباب في اعادة بناء الثقة في المجتمعات المحررة من داعش” هذا ما اختتم به” سلوم” حديثه ل”ايزيدي 24″.

الناشط المدني “أكد يوحنا” يرى في حديثه ل”ايزيدي 24″ ان “المجتمع العراقي مليء بالطاقات الشبابية و خاصةً انه نستطيع أن نقول  70% من المجتمع العراقي هو شاب لكن غير مستغل او غير موجه بصورة الصحيحة جميع الشباب يبحثون عن التعيين الذي يعتبر بطالة مقننة، فرص العمل في القطاع الخاص قليلة جدا توجيه الحكومة للشباب لأستثمار هذه الطاقات الشبابية مغيب”.

“يوحنا” اشار الى ان ” الاقليات جزء من المجتمع العراقي لهم نفس المشاكل لي موجودة في غالبية شباب العراق لكن لديهم مشاكل مضاعفة لانهم منتمين إلى اقلية و خاصةً الاقليات الدينية لانهم محصورين بالعمل و بالانتاج في مناطق محددة حركتهم مقيدة، تنقلهم داخل العراق مقيد ليس كغيرهم، بسبب الوضع الأمني المتردي ، يمتلك شباب الاقليات الكثير من الطاقات منها طاقات عقلية، طاقات فنية، طاقات رياضية و لكن مكان تواجد الاقليات لا يساعد هؤلاء الشباب ليظهروا طاقاتهم”

مضيفا “نستطيع ان نرى في الاقليات هناك شباب منتجين لديهم إمكانيات و طاقات ممتازة في مختلف المجالات و قد تم استغلالها خاصة من الشباب الذين اضطروا للهجرة خارج العراق او عوائلهم  و هم الان مقيمين في خارج العراق، هناك لدينا علماء و لدينا مواهب في مختلف المجالات من الايزيديين و المسيحيين و الاقليات الاخرى لكن بشكل عام أهملت الدولة هذه الطاقات في العراق ولم يتم استغلال هذه الطاقات بصورة صحيحة”.

استطرد “يوحنا” في ختام حديثه ” وجود المحاصصة في كل شيء تسبب بان تعاني الطاقات الشابة من الاقليات من الإهمال و لذلك شبابنا لا ياخذون فرصهم على اساس موهبتهم فقط و لا على اساس امكانياتهم  انما على اساس الطائفي و العرقي، شباب الاقليات لديهم الإمكانيات العقلية و الجسدية و لكنهم بحاجة إلى توجيه و تدريب و تنقية مثل جوهرة الخام التي تحتاج الى صقل كذلك يحتاجون الى فرص ليظهروا طاقاتهم و إمكانياتهم و اكثرية هذه الطاقات و لان حصة مكونه محدودة و لايستطيع حتى أن يحلم بمنصب او بتقدم لان كل شيء مخصص لمكون محدد”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى