سنجار تواجه الجفاف، احياء سكنية بلا مياه و تراجع الزراعة

ايزيدي24 – ذياب غانم

كمسلسل نهايته معلومة، يقف حسين كل صباح امام الحنفية ليتفقد المياه إن ستصل منزله في حي ازادي في مركز قضاء سنجار، و في كل مرة يفتح الحنفية تكبر خيبة أمله و تزداد المخاوف من ان ياتي يوم و يبحث عن مياه الشرب.

يوماً بعد يوم، يدخل قضاء سنجار شمال غرب العراق دائرة الخطر لشحة المياه، وذلك بسبب الجفاف الذي أصاب المنطقة و مصادر المياه و قلة الأمطار و التغييرات المناخية دون وجود حلول لهذه المشكلة و يتوقع المختصون تفاقم أزمة انقطاع المياه في المستقبل القريب.

معاناة المواطنين

يقول “حسين حجي” و هو واقف امام صاحب التانكر الذي يبيع المياه للمواطنين،”منذ ثمانية أشهر نعاني من شحة المياه في هذا الحي الذي يقطن فيه نحو مئة عائلة و ناشدنا و طالبنا مرارا وتكرارا الا ان دون جدوى”.

و أضاف،”في بعض الاحياء السكنية هناك هدر للمياه و هذه الكميات التي تهدر من قبل المواطنين قادرة على سد حاجتنة لكن لا اعلم لماذا لا تقوم دائرة المياه بمعالجة هذه المشكلة بالرغم من وجود حلول”.

خدر، و هو الاخر اجبر على ان ينتقل من حي ازادي حي اخر لقلة المياه، و اما البقية ليس لديهم خيار اخر الا التحمل والصبر ليحصلوا على المياه او شراءها و غالبيتهم يجدون الخيار الثاني مناسباً لانهم منذ فترة طويلة يعانون من مشكلة المياه.

يقول خدر بشار ل”ايزيدي24″،”نحن نسكن في الايجار و كنا نشتري كل ثلاث ايام المياه باسعار تتراوح بين 5 الاف و 10 الاف دينار عراقي عندما كنا في حي ازادي فاجبرنا على ان ننتقل الى حي اخر لنتخلص من مشكلة المياه”.

و تابع،”لا يفضل المستاجرون بعض احياء سنجار التي تعاني من قلة المياه و يلجؤن الى المناكق الاخرى داخل مركز القضاء تجنباً لمشكلة المياه”، مطالباً الجهات المسؤولة بايجاد حل جذري و اصلاح شبكة المياه و مصادره.

المشكلة

في المسح الذي اجراه فريق “ايزيدي24” في مركز قضاء سنجار تبين ان هناك مشكلة في مصادر المياه و هي الآبار التي تغذي الاحياء السكنية و توجه الفريق الى دائرة المياه في المنطقة للاستفسار و الوقوف على مشاكل المواطنين الخاصة بشخة المياه.

و تحدثت مدير دائرة المياه في سنجار ل”ايزيدي24″ قائلاً،”معدل المياه في انخفاض مستمر في المنطقة و ليس في سنجار فقط، الحلول الموجودة هي زيادة الآبار و هي حل ترقيعي أيضاً لأن بعض الابار ايضا جفت مما ادى الى شحة المياه في بعض الأحياء”.

و أردف،”هناك حل اخر وهو مشروع سنجار الموحد المرتبط بمشروع ري الجزيرة الذي يستهدف المناطق الغربية من محافظة نينوى و قبل اشهر كنا في زيارة إلى بغداد للوقوف على هذه المشاكل و المطالبة بحفر ابار اخرى و العمل على تنفيذ مشروع سنجار الموحد و بحضور مستشار دولة رئيس الوزراء خلف سنجاري”.

و اكد أن،”هناك ضغط كبير على المحطة الرئيسية أيضاً و تتطلب حفر بئر اخر يساعد البئر الرئيس و طالب المواطنين بعدم هدر المياه و الحفاظ عليها قدر الإمكان”.

تراجع في الزراعة

شحة المياه، مشكلة في سنجار لم تؤثر على المواطنين في الاحياء السكنية فحسب، بل ادت الى تراجع معدلات الزراعة في المنطقة و لا تكفي المياه لري المحاصيل الزراعية خاصة في ظل التغييرات المناخية التي ادت الى قلة الأمطار في المنطقة.

و قال مصدر خاص ل”ايزيدي24″، ان” الزراعة تراجعت الى اقل من النصف مقارنة بالعام الماضي حيث تم زراعة نحو 50 الف دونم ارض هذا العام جلها تعتمد على الري 15 الف منهم غير مجازين من قبل شعبة زراعة سنجار” .

و أضاف،”العام الماضي تم زراعة 150 الف دونم ارض في حدود شعبة زراعة سنجار و من المتوقع ان يكون معدل زراعة محاصيل الحنطة و الشعير تنخفض اكثر فاكثر في العام القادم، لان حتى الآبار اصبحت مهددة بالجفاف”.

السدود

منذ تحرير قضاء سنجار من تنظيم داعش الارهابي في عام 2017 و طالب العديد من النواب الايزيديين بإنشاء سدود في المنطقة خاصة مع وجود مناطق جبلية مناسبة لذلك و بالرغم من وجود الموافقات الا ان لم تدخل الخطط حيز التنفيذ لحد الآن.

و شهد قضاء سنجار زيارات من قبل وفود وزارة الموارد المائية و تحديد المواقع التي من المتوقع ان يتم إنشاء سدود لخزن مياه الأمطار.