مدينة كربلاء تحتضن لقاء الزعامات الدينية العراقية
ايزيدي 24 _ كربلاء
احتضنت العتبة الحسينية في مدينة كربلاء المقدسة جنوب العراق اجتماع الزعامات الدينية، في الملتقى الرابع للزعامات الدينية العراقية من المسلمين والمسيحيين والايزيديين والمندائيين.
الاجتماع شهد مشاركة امرأة واحدة هي نادية فاضل مديرة اوقاف المندائيين التي ذكرت :- “ان اول لقاء انطلق بتاريخ 01.03.2018 في ضيافة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكان الثاني بتاريخ 26.04.2018 في ضيافة مندي الصابئة في بغداد في حين عقد الثالث في رحاب المجمع الفقهي العراقي في الامام ابو حنيفة بتاريخ 08.09.2018.
الجلسات كانت بإدارة سعد سلوم المنسق العام لمؤسسة مسارات للتنمية الثقافية و الاعلامية باستعراض الأحداث المهمة في الفترة الماضية و نوه “سلوم” إلى زيارة بابا الفاتيكان للإمارات وإصدار وثيقة الإخوة الانسانية بين المسيحيين و المسلمين ، و الى إصدار وثيقة وطن من قبل الكاردينال ساكو فضلا عن صدور وثيقة الامل المندائية والمخاوف من انقراض المندائيين وخطابات الكراهية السنية والشيعية اثناء الاحتفال بالكريسمس وأخيرا ذبح خمسين ضحية ايزيدية في الباغوز بسوريا
و أشار “سلوم” الى ان أول لقاء جاء بدعوة من بطريركية الكلدان في 01.03.2018 ، في كنيسة مار يوسف للكلدان في بغداد. وبعدها استمرت استضافة اللقاءات من قبل زعامات المكونات الدينية تباعا.
وقد حضر اللقاء المنعقد في العتبة الحسينية في كربلاء اليوم وفد من الكنيسة الكلدانية ترأسه غبطة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو، وضمّ في عضويته صاحبي السيادة المعاونين البطريركيين، مار باسيليوس يلدو ومار روبرت سعيد جرجيس والسكرتير البطريركي الأب نويل فرمان، إلى جانب قيادات دينية مسلمة (شيعية وسنية) وبحضور ممثلين عن الديانتين الايزيدية والصابئة المندائية.
و اتخذ اللقاء شعار (ان الله يحب اشاعة السلام) و افتتحه عضو مجلس ادارة العتبة الحسينية “طلال فائق الكمالي”، بكلمة ترحيبية، لافتا الانتباه الى ان “باكورة انطلاق هذا الملتقيات كانت في الكنيسة الكلدانية، ومن ثم عقد عند الصابئة المندائيين وبعده في المجمع الفقهي بمسجد ابي حنيفة النعمان”.
البطريرك “ساكو” بطريرك الكلدان في العراق و العالم قال :- ان وجودنا مع بعض بتنوع دياناتنا ومعتقداتنا هو رسالة لكل من اراد زعزعة وحدة العراق من المتطرفين والمنحرفين، مؤملا بأن “ما تمخض عن هذا الملتقى وباقي الملتقيات يطبق ويناقش مع الرئاسات الثلاث” .
وأشار الريش أمة ستار جبار الحلو الرئيس الأعلى للصابئة المندائيين في حديثه ، الى ما تشيعه هذه اللقاءات من تقارب، مع أمل الوصول الى مقررات عملية.
فيما أشار الشيخ عبد الوهاب السامرائي (المجمع الفقهي لكبار العلماء) إلى ان مثل هذه اللقاءات أصبحت ضرورة ملحة، مشددا على ان ألا تكون للترحيب والمجاملات، بل للوصول الى اجراءات احترازية من ارض الواقع، لتحاشي اي فتنة ممكنة.
سماحة السيد جواد الخوئي تكلم عن أهمية هذه الحوارات على الساحة العراقية والدولية وانها صمام امان للعيش المشترك واعلن عن قرب اصدار كتاب عن الديانات في العراق اعدته المرجعيات الدينية المعنية وسوف يعتمد كمناهج رسمي.
ومن جانبه اكد الشيخ أنس العيساوي امام الحضرة القادرية في كلمته ، أنه لا يوجد لدينا من هو بمنصب مفتي، ودعا إلى الحذر من فتاوى تصدر مدفوعة من اجندات سياسية ، وفي عرض مختصر عن الأزمة الإيزيدية استعرض السيد حسو هورمي التحديات التي تواجه الايزيديين مؤكدا على الترحيب باي لقاء يجمع الزعامات الدينية العراقية يمكن ان يعقد في رحاب لالش، وأن ما يحدث للايزيديين والايزيديين إبادة جماعية قوبلت بصمت حكومي مطبق.
في نهاية الاجتماع قام المجتمعون بجولة في رحاب العتبات الحسينية، مطلقين رسائل سلام للشارع الكربلائي ومنه للشارع العراقي فيما يحتاج من رسالة للسلام والتآخي.
سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الأعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني، اكد اثناء استقباله لزعماء الاديان و ممثليهم على ابراز القواسم المشتركة بين كافة المكونات واحترام حقوقها وترجمة الحوارات بأعمال واقعية. وأبدى دعمه المطلق لملتقيات الزعامات الدينية وما يصدر عنها من مخرجات