التركمان
يعدّ التركمان ثالث الجماعات العرقية الرئيسة في العراق بعد العرب والأكراد، وغالبيتهم العظمى من المسلمين السنة والشيعة، فيما يدين قسم آخر منهم بالديانة المسيحية (الكاثوليك).ليس ثمة إحصائية دقيقة أو رسمية لعدد التركمان في العراق، لأسباب متعددة والتقديرات الحالية مجرد تقديرات تخمينية لا تأخذ بنظر الاعتبار ما تعرض له التركمان من عمليات التهجير وطمس الهوية. إلا أن هناك من يقدر عددهم بنحو 7% إلى 10% من سكان البلاد. ويشكل الشيعة نسبة 50% تقريبا من التركمان، وقد اضطر عدد غير قليل منهم إلى تغيير قوميته إلى العربية، للتكيف مع سياسات نظام البعث القومية. ينتشر التركمان بشكل رئيس على شريط فاصل بين المناطق العربية والكردية، إذ يمتد من الحدود السورية بمحاذاة جبل حمرين ابتداءً من تلعفر التابعة لمحافظة نينوى شمالا، مرورا بالقصبات والقرى المحيطة بمدينة الموصل مثل الرشيدية، شيرخان، نمرود، والنبي يونس. فضلا عن نحو 50 قرية تركمانية، وعشرات من قرى الشبك، مرورا بمدينة أربيل وقلعتها التاريخية، ثم آلتون كوبري باتجاه كركوك، وصولا إلى كركوك، منطقة التسعين، ثم إذا اتجهنا إلى بغداد نجد مناطق: تازة خرماتو، بشير، طاووق (داقوق)، طوزخورماتو، آمرلي، وزصزلا، إلى ديالى حيث مناطق: كفري، قره تبه، قره غان (جلولاء)، شهربان (المقدادية)، قزلرباط (السعدية)، خانقين، مندلي، حتى قزانية، وبدرة شرق محافظة واسط.هناك وجود تركماني في العاصمة بغداد، يمكن تصنيفه على فئتين؛ الأسر البغدادية العريقة المنحدرة من أصول تركمانية، والتي سبق أن سكنت بغداد منذ أيام تأسيسها الأول، بحيث أصبحوا مع الزمن من البغداديين الأصليين كما يقال، ولا يمكن التعرف عليهم إلا من خلال مدوناتهم، أو ألقابهم، أو أسماء أجدادهم، أو عناوين أسرهم، أو من خلال الأزياء التركمانية المعروفة بالصاية والجراوية التي كانت سمة بارزة من سمات أهالي بغداد في القرن العشرين. أما الفئة الأخرى؛ هي تلك الأسر التي نزحت إلى العاصمة بشكل غير منتظم، واستقرت فيها من مختلف المناطق التركمانية لغرض التجارة، أو التكسب، أو بحكم الدراسة، وطلب العلم، أو نتيجة الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية والمعيشية…الخ. ومع مرور الزمن صارت هناك أحياء ومناطق تتميز بالكثافة التركمانية في بغداد مثل؛ محلة الفضل، والأعظمية، وراغبة خاتون، والصليخ، وقنبر علي، وحي عدن، وحي جميلة، وحي أور، ومدينة الشعب، وبعض الأحياء في جانب الكرخ.أما المحافظات الوسطى والجنوبية؛ فيتوزع التركمان، ولاسيما المنحدرون من عشائر البيات، والقرغول، والصالحي، والآمرلي، والاطرقجي، وغيرها من العشائر الأخرى، وبشكل متناثر في مراكز المدن والبلدات، ولكن بنسب أقل عن العاصمة بغداد, وغالبا ما يصادف وجود أفراد، أو أسر منهم، ولاسيما في مدن بابل، والعمارة، والبصرة، وكربلاء، والكوت، حتى غربا في بلدة حديثة التابعة لمحافظة الأنبار. وتجد من يكشف أصله التركماني، أو يشير إلى وجود صلة قرابة، أو مصاهرة مع التركمان