تقارير

نينوى ارض التنوع المكوناتي وحلبة صراع القوائم المنقسمة

ترقب مباحثات تشكيل الحكومة وسط توقعات بصراع ساخن قد يؤثر على استقرارها

ترقب مباحثات تشكيل الحكومة وسط توقعات بصراع ساخن قد يؤثر على استقرارها

ايزيدي 24 _ فريق التحرير

 

أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية نهاية كانون الاول ديسمبر، نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي سجلت نسبة مشاركة بلغت 41% في عموم العراق عدا اقليم كردستان، وأظهرت النتائج في غالبية المحافظات فوزا واضحا لثلاث كتل شيعية متوافقة ومتحالفة في الحكومة الاتحادية تستطيع معها ادارة تلك المحافظات بصورة مشتركة.

غير ان الوضع في محافظة نينوى، أرض المكونات المتنافسة والأقليات الباحثة عن صوت لتمثيلها، بدا مختلفا بعدم وجود كتل محددة فائزة وتوزع المقاعد على نحو عشر كيانات غير متجانسة وغير متوافقة ما يجعل الفوز بمنصب المحافظ عملية صعبة ومعقدة مع تباين ولاءات 29 مرشحا فائزا سيضمهم مجلس نينوى.

ورغم الاختلافات بين تلك القوى، لكن يمكن فرزها في جبهتين سياسيتين متنافستين، الاولى موالية لقوى الإطار التنسيقي المقربة من ايران والتي دخلت السباق بعدة قوائم ونجحت في الفوز بنحو 14 مقعدا مقابل 15 مقعد للجبهة المنافسة لها والمتمثلة بقوائم “نينوى لأهلها” و”الحزب الديمقراطي” و”تقدم” و”سيادة”.

وذلك يضع نينوى امام مفترق طرق خطير، بوجود قوتين متقاربتين بالنتائج والثقل الشعبي قد يدخلان معركة سياسية كبيرة ستجعل نينوى تعيش خضم وضع حرج في الأسابيع والاشهر المقبلة وربما نكون امام قيادة جديدة لنينوى تغير بوصلتها.

الانقسام لا يتعلق بالمكونات الكبيرة (الكرد والعرب) بل ايضا بمقاعد الاقليات رغم ان بوصلتهم وبحسب النتائج تتجه لدعم الإطار التنسيقي بحكم ان الفائزين بالمقاعد الثلاثة التي تخص الايزيديين والمسيحيين والشبك هم من الحشد الشعبي.

البوصلة السياسية

يرى المحلل السياسي “د.محمود عزو”، ان الذي سيشكل الحكومة القادمة في نينوى لم تتضح معالمه بعد، هناك تسريبات بشأن تحالفات محددة
وموضوع نينوى يرتبط بمحافظات أخرى مثل كركوك، ديالى وبغداد وأيضا جزء من التحالفات التي من الممكن تجر مع الإطار التنسيقي أو الديمقراطي أو القوائم العربية السنية في نينوى.

ولا يظن “عزو” إنه سيتم استبعاد الديمقراطي الكوردستاني من نينوى بسبب وجوده الفعلي على الأرض في عدد من الاقضية والنواحي وسيطرته الكاملة على هذه الارض ممكن يعرض استقرار المحافظة إلى تهديد كبير

 

ولا يظن “عزو” إنه سيتم استبعاد الديمقراطي الكوردستاني من نينوى بسبب وجوده الفعلي على الأرض في عدد من الاقضية والنواحي وسيطرته الكاملة على هذه الارض ممكن يعرض استقرار المحافظة إلى تهديد كبير، مشيراً خلال حديثه ل”ايزيدي 24″، إلى تجربة سابقة في هذا المجال في زمن محافظ نينوى الاسبق اثيل النجيفي 2009_2010 لم تتمكن من اختراق هذه المناطق بسبب منع دخول المحافظ.

بوصلة التحالفات

وذهب “راكان رفو” وهو متابع للشان السياسي في نينوى الى ان انتخابات مجالس المحافظات في ظروف سياسية وأمنية مختلفة كثيراً عن آخر الأنتخابات التي أجريت منذ عشرة سنوات في عام 2013، فبعد أن كان الحزب الديمقراطي الكردستاني “البارتي” يمتلك حصة الأسد في المحافظة تغيرت الموازين حالياً بعد دخول أطراف اخرى إلى الساحة السياسية والعسكرية وأصبحت هنالك تعدد للأقطاب على حسب القطب الواحد، وهي الأحزاب والتحالفات الشيعية ضمن الإطار التنسيقي وكذلك الحال بالنسبة للأحزاب والتحالف السنية وأبرزها حزب نينوى لأهلها وتحالف الحسم واحزاب التقدم والسيادة وعزم العراق والحزب الوطني للتجديد.

كما ان المقاعد الثلاثة لكوتا المكونات فازت بها شخصيات هي اقرب إلى الإطار التنسيقي، وهذه جميعها مؤشرات تدل على إن نينوى لن يتم التحكم بها طرف واحد كما كان في السابق بحسب حديث “رفو”

وتحدث “رفو” ل”ايزيدي 24″ عن الشكل القادم لنينوى والذي قال إنه هناك سيناريوهات متعددة ولكن ثلاثة منها هو الذي سيكون الفائز وهما :-

السيناريو الأول: تشكيل تكتل كردي – سني بين كل من بعض الأحزاب الكردية والعربية السنية

السيناريو الثاني: تشكيل تكتل شيعي – سني ومعهم الأقليات، وهذا التكتل يتكون من احزاب وتحالفات الإطار التنسيقي الشيعية والهوية الوطنية بزعامة ريان الكلداني وأحزاب سنية.

السيناريو الثالث: تحالف شيعي – كردي ومعهم الأقليات ومجموع مقاعدهم (16) مقعد، ومن الممكن انضمام عدد من الأطراف السنية لتشكيل حكومة توافقية توزع المناصب فيما بينها.

المقاعد الثلاثة لكوتا المكونات فازت بها شخصيات هي اقرب إلى الإطار التنسيقي، وهذه جميعها مؤشرات تدل على إن نينوى لن يتم التحكم بها طرف واحد كما كان في السابق

بوصلة الأقليات

الفائز بمقعد كوتا الشبك “محمد عارف” أكد خلال حديثه ل”ايزيدي 24″ إنه سيكون هناك تغيير جذري للتشكيلة الادارية.

كما تحدث عن إن التعامل مع البارتي سيكون وفق الاستحقاق الانتخابي الحالي بعدد المقاعد ولا يمكن للبارتي تشكيل الحكومة المحلية. وبين أنهم يعملون جاهدين مع الكتل والقوائم الأخرى للحصول على استحقاقات المكون الشبكي في تشكيل الحكومة المحلية في نينوى ولن نتنازل عن حقوقه وحقوق كل مكونات نينوى.

الحديث عن الشكل الجديد لحكومة نينوى سابق لأوانه بحسب الفائز بمقعد كوتا المسيحية ربيع صوران والذي أشار خلال تحدثه ل”ايزيدي 24″ إلى إن مهمته القادمة ستكون ضمان حقوق مناطقنا وشعبنا وكذلك حقوق نينوى وأهلها والارتقاء بالبنية التحتية والنظام الصحي والخدمي وضمان إغلاق المخيمات وعودة النازحين.

مضيفا، ضمان أمنهم وحقوقهم ودعم استقرارهم والحفاظ على هوية نينوى وحدودها الإدارية وعدم عبث الغرباء بها هو من أولى أولوياتنا ،أهدافنا واضحة ولن نساوم على حقوق المحافظة وشعبها،

مبينا، إنه من يريد من الجهات الأخرى بيع نفسه فهذا شأنه ولكن نحن لن ننسى من هجرنا لن ننسى من كان سببا في سلب مناطقنا وقرانا ولن ننسى من أهمل الخدمات في المحافظة ولن ننسى من اغتنى بأموال شعب نينوى.

 

الكوتا الايزيدية ستكون مع الجانب الذي يحقق مصالح أهلنا ويخدم مناطقنا بحسب الفائز بمقعد الكوتا الايزيدية “عيدان الشيخ كالو”، مردفا إنه سيكون مع الجهة التي سوف تراعي مشاعر الشارع الايزيدي واهتماماته وتحقق جميع أهدافه في تقديم أفضل الخدمات وتساهم في إعادة إعمار مناطقنا وتحافظ على الاستقرار.

مردفا، قراءتنا للمشهد هذه المرة نراها سوف تكون مختلفة تماما والحكومة القادمة بحسب حديثه ل”ايزيدي 24″ نراها أن شاء الله حكومة تقديم الخدمات والاعمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى