التـركـمـان ، من سلسلة خمس حقائق عن الاقليات في نينوى
التـركـمـان
مَن هم التركمان؟
التركمان هم القومية الثالثة في العراق بعد العرب والكرد ، وهم من الاوغوز او الغز ، نزحوا الى العراق عبر موجات متتالية من آسيا الوسطى خلال ألف سنة تقريبا ، بدءا من عهد السلاجقة سنة ٤٤٧ هجرية / ١٠٥٥ م ثم الاتابكة ٥٢٧ هجرية ثم المغول ثم دولتي قرة قوينلو وآق قوينلو ثم اجتياح جيوش تيمورلنك ثم الصفويون وخاصة خلال حملة نادر شاه على العراق سنة ١٧٤٣ م.
اما اكبر الموجات البشرية فقد بدأت مع العهد العثماني سنة ١٥١٦ م ثم سنة ١٦٣٨ م و الذي بدأ فيه التمازج الاجتماعي والحضاري والثقافي بين التركمان واخوتهم العرب والكرد نتيجة لمكوث العثمانيين اكثر من أربعة قرون متوالية في حكم هذه المناطق.الأرجح أن اسم التركمان مشتق من ( ترك ) و ( ايمان ) وهو رأي اميل إليه شخصيا بدلالة أن الغالبية الساحقة من التركمان هم مسلمون.
أين يتمركزون التركمان وهل فعلاً وطنهم الأم تركيا؟
يتمركز التركمان في العراق في ما يعرف ب( الخط السلطاني ) الذي أسسه السلطان مراد الرابع عندما استرد بغداد ومناطق شمال العراق من الصفويين سنة ١٦٣٨ م. يمتد هذا الخط من تلعفر في محافظة نينوى الى مندلي في محافظة ديالى ويكاد يكون حدا فاصلا بين المناطق العربية والكردية يضم هذا الخط مدنا وقرى عديدة منها : تلعفر والمحلبية والعياضية وقرى شيخ ابراهيم وقرة قوين ( الگبة ) وشريخان العليا والسفلى وحي الرشيدية ومنطقة النبي يونس والعديد من القرى شرق مدينة الموصل ، كذلك اربيل التي تحولت إلى مدينة كردية ، ولا ننسى عاصمة التركمان كركوك وتازة خورماتو وطوز خورماتو وبي شير ، وكذلك كفري وقزلرباط ( السعدية ) ومندلي ، وللتركمان وجود محدود في بغداد اما التركمان الذين سكنوا جنوب العراق فقد استعربوا مع مرور الزمن وتوالي السنين ومن أبرزهم البيات وقره غول.
ما هي عادات وتقاليد التركمان؟
اختصر الإجابة في قول أحد الكتاب العرب الذين زاروا تلعفر ومناطق عديدة من العراق ، يقول الاستاذ حميد المطبعي عن اخلاق التلعفريين : (( دخلت بيوتهم فوجدت في كل حي من السراي الى كرد علي مضيفاً مشرعة ابوابه حتى الغسق ، يقدمون فيه مثلما يقدم صاحب الخيمة في صحراء الدهناء او حائل ، وكنت اجد شيخهم يوزع القهوة بيمينه ويوع معها اخلاق العرب في الضيافة … ))
ما دور التركمان في تحرير قضاء تلعفر؟
التركمان وخاصة أبناء تلعفر لم يساهموا في تحرير تلعفر فقط ، بل ساهموا في معارك تحرير العديد من مدن العراق من خلال انخراطهم في سلك الدفاع والداخلية والحشد الشعبي ، مثل تكريت وبيجي وجرف الصخر وآمرلي والموصل وقدموا العديد من التضحيات والشهداء في سبيل ذلك ، حتى أن أربعين شهيدا سقط في يوم واحد سنة ٢٠١٦ في منطقة الثرثار من أبناء تلعفر. كما كانت لهم مساهمات انسانية وخدمية وإغاثية في مختلف المناطق المحررة وأماكن نزوح الأهالي.
فتاة تركمانية ترتدي الشعار الخاص بالتركمان على راسها
كيف هي العلاقة بين التركمان وغيرهم من المكونات في المناطق الاخرى؟
التركمان على مر التاريخ كانوا أداة بناء وسلام في العراق منذ أن سكنوا في أراضيه ولم يطالبوا يوما بالاستقلال أو الانفصال عن العراق ، هذا الأمر جعلهم يندمجون مع إخوانهم بسهولة من خلال العلاقات الاجتماعية والثقافية والتجارية والاقتصادية والمساهمة في الدفاع عن البلاد والعباد.
الضيف : رشيد عبدالقادر الرشيد (كاتب وباحث)