تقارير

الطاقة الشمسية، حلول مستدامة لمستقبل الزراعة في سنجار

الطاقة الشمسية، حلول مستدامة لمستقبل الزراعة في سنجار

ايزيدي ٢٤ – مشعل نواف
تصوير – بسام جيجي

التوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة اصبح امر ضروري لمواجهة تأثير التغير المناخي وتقليل انبعاث الملوثات، بعد ازدياد تأثير التغير المناخي المخيف حول العالم من ظواهر عديدة منها التلوث والجفاف والتصحر وارتفاع درجات الحرارة وخاصة في العراق الذي يعتبر خامس دولة تأثرا بهذه التغيرات.

أصبح من الضروري اللجوء إلى استخدام طاقة صديقة للبيئة مثل استخدام الطاقة الشمسية كبديل للوقود الاحفوري في مجال الزراعة، إضافة إلى كونها بديل جيد واكثر اقتصادي من الوقود، اليوم نرى مزارعون يلجؤون إلى استخدام الطاقة الشمسية في ري محاصيلهم الزراعية في سنجار، شمال العراق غرب محافظة نينوى.

حيث في مجمع دهولا، شمال جبل سنجار، لجأ المزارع آزاد خدر إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل للوقود الاحفوري التقليدي، قائلا في حديثه لـ ايزيدي ٢٤، “نحن لجأنا إلى أستخدام الطاقة الشمسية لأنها اقتصادية اكثر من الوقود التي نستخدمها لمحركات الديزل”، مشيرا إلى انها “طاقة نظيفة وسهلة الأستخدام، لا يحتاج ري محاصيلنا الزراعية سوى ضغط واحد على زر لتشغيل البئر”.

واضاف “ازاد”، انه “من خلال استخدام 64 لوحا شمسيا تولد لنا حوالي 60 امبيرا من الطاقة الكهربائية مما يغنينا عن تشغيل محركات الديزل المكلفة، كما أن محركات الديزل تحتاج صيانة وإدامة دورية عكس لوحات الطاقة الشمسية التي تحتاج فقط إلى تنظيف اللوحات من الاتربة مرة اسبوعياً”.

أراد ازاد ايصال رسالته إلى بقية المزارعين قائلاً، “استخدامكم للطاقة الشمسية ستعطي لكم راحة اكثر وتوفر لكم اموال اكثر من صيانة محركات الديزل وشراء الوقود المكلفة، بالإضافة الى سهولة تشغيل الطاقة الشمسية بجانب كونها طاقة نظيفة وصديقة للبيئة”.

ومن جانبه، تحدث المهندس الكهربائي “عادل قاسم” لـ “ايزيدي٢٤” قائلاً، “الطاقة الشمسية تعد بديل ناجح عن المولدات الخاصة للمنازل وعن محركات الديزل للمزارعين لري محاصيلهم الزراعية وذلك لفائدتها الأقتصادية على المواطن كون العطلات جداً قليلة وإلى الان لم أسجل اي عطل في جميع اللوحات التي قمت بتنصيبها”.

واشار “قاسم”، إلى انها “لا تحتاج أي وقود لتشغيلها، كل ما تحتاج فقط هو ضوء الشمس، ومن ناحية الإدامة تحتاج اللوحات الشمسية إلى التنظيف المنتظم ويجب ألا يتراكم الاتربة على اللوحات للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة”.

اردف “قاسم”، “استخدام الطاقة الشمسية من قبل المنازل لتوليد الطاقة الكهربائية ومن قبل المزارعين لري محاصيلهم الزراعية في تزايد مستمر حيث ارتفعت نسبة الاستخدام هذه السنة تقريبا بنسبة 50% مقارنة بأستخدامها قبل سنتين، الاقبال عليها اصبح اكثر لكون الطاقة الشمسية اثبتت نجاحها في جميع المجالات سواء للمنازل او المشاريع التجارية والزراعية، بجانب إلى كونها طاقة نظيفة ومتجددة لا تسبب أي تلوث بيئي او بصري او سمعي، وأرى ان مستقبل للطاقة الكهربائية ستكون اعتمادها بنسبة شبه كلي على الطاقة الشمسية”.

وتحدث “ايمن حسين”، وهو عضو في فريق “حماة البيئة في شنكال” لـ ايزيدي٢٤ عن أهمية الطاقة النظيفة والمتجددة للبيئة قائلاً، “اللجوء إلى استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة أمر مهم وضروري للبيئة بعد ازدياد تأثير التغير المناخي وزيادة التلوث في الجو بسبب الاعمال غير الصديقة للبيئة كالصناعة والنفط وازدياد نسبة السكان حول العالم مما يزيد نسبة تحويل الاراضي الزراعية إلى اراضي سكنية وتجارية بالتالي تزداد الغازات الضارة في الجو، لذا يعد استخدام الطاقة الشمسية بديل جيد للوقود الاحفوري للمزارعين وبديل عن المولدات الخاصة التي تنبعث منها غازات ضارة وكونها تحدث تلوث بيئي وبصري وسمعي في ما حولها، ولكون الطاقة الشمسية طاقة نظيفة واقتصادية ولا تنبعث منها أي غازات ضارة ولا تحدث أي ضرر للبيئة عكس محركات الديزل”.

وأضاف “حسين”، “نحن كفريق حماة البيئة في شنكال نهتم بجميع الامور البيئية ونسلط الضوء على الامور الصديقة للبيئة لتشجيع الناس على استخدامها بسبب نجاحها المذهل مثل استخدام الطاقة الشمسية كبديل للمولدات الخاصة ومحركات الديزل”.

مشيرا الى أن الفريق “يعمل ايضا على تسليط الضوء على المتأثرين بالتغيرات المناخية من المزارعين الذي اعتمدوا منذ القدم على المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى تأثير التغير المناخي التي بدأت تظهر في سنجار”.

بدأ استخدام الطاقة الشمسية في العراق بأغلب تقنياته منذ نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي، لكن بسبب الظروف الاقتصادية والحصار آنذاك كانت نسبة استخدامها ضئيلة جدا، وبدأ السكان في استخدامها بكثرة في المنازل والمشاريع الخاصة والمزارع منذ العقد الثاني من القرن الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى