يوم التراث البعشيقي.. كرنفال الهوية ووحدة المكوّنات

ايزيدي 24 – حسام الشاعر

تحت شعار “تراث بعشيقة يجمعنا” احتضنت قاعة ماركوكيس في ناحية بعشيقة فعاليات يوم التراث البعشيقي، الذي أقامته المنظمة اللورثية العالمية بمشاركة واسعة من شخصيات دينية وثقافية وناشطين مدنيين وشعراء وفنانين، وسط حضور لافت لأبناء بعشيقة وبحزاني بملابسهم التراثية التي أعادت ألق المكان وأصالته.

وقدّم المهرجان لوحة اجتماعية جامعة، جمعت مختلف المكونات في فعالية واحدة تهدف إلى تعزيز روح التعايش والتسامح. وتضمّن البرنامج محاورات فكرية حول السلم المجتمعي، وأهمية التراث كهوية متجذرة للمنطقة، فضلًا عن إلقاء قصائد تناولت قيم التعايش والهوية، وعرض فيلم وثائقي يوثق مراحل من تاريخ بعشيقة وبحزاني، إلى جانب دبكات شعبية تمثل خصوصية فلكلور المنطقة.

وتحدّث الأب دانيال لـ “إيزيدي 24” قائلًا، “إن الحفاظ على الهوية دليل وعي الشعوب وحبّها لأرضها وثقافتها، وإقامة يوم سنوي خاص بالتراث البعشيقي هو مسؤولية جماعية لتعزيز الصورة المشرقة لتراثنا وأهميته”،
مضيفاً، “التراث يرتبط بشكل وثيق باللباس الفلكلوري، ويُسهم في تقوية الأواصر بين المكوّنات كافة”.

من جانبه، أشار الملا عز الدين إلى أن، “بعشيقة وبعد تجاوزها المرحلة الحالكة التي مرّت بها إبّان اجتياح داعش، تسعى اليوم إلى إزالة آثار تلك الفترة من ذاكرة الشباب عبر مبادرات ثقافية ومجتمعية تعتمد على التراث المشترك”.

وأكّد على أن “التركيز على المشتركات ضرورة قصوى. علينا أن نضيء دروب الشباب ونبدّد الضبابية قدر الإمكان، لتبقى بعشيقة واحةً للأمن والأمان كما كانت عبر التاريخ”.

أما الشيخ عمر، ممثل المكوّن الإيزيدي، أردف، “المنطقة لطالما تميّزت بتنوعها وتقبلها للاختلاف”، مشيرًا إلى أن “المشهد الفريد الذي يجمع مزارًا إيزيديًا مقابل جامع شيعي، وجامعًا للسنة إلى جوار كنيسة للمسيحيين”.

وأكمل، “اليوم ننقل للعالم رسالة إنسانية سامية عن التعايش السلمي وجمالية التنوع، عبر تراثنا وفلكلورنا ودبكاتنا وحبّنا للحياة”.

كما شدّد على “أهمية دعم هذه الفعاليات كونها تترك أثرًا مضيئًا في ذاكرة الأجيال، وتحول دون وجود أي ثغرة قد تستغلها جهات من شأنها تشويه صورة بلدة الزيتون وأهلها المتآخين.

اختُتم يوم التراث البعشيقي بتأكيد الحاضرين على أن التراث ليس موروثًا جماليًا فحسب، بل هو جسر يوحّد الماضي بالحاضر، ويعزز اللحمة بين جميع مكونات المنطقة.