الثاني عشر من حزيران ” المؤامرة الثلاثية على لواء حرس حدود نينوى “
بركات العيسى / المانيا
بينما كانت جبهة النصرة تسيطرة على قرية البوكمال الحدودية مع العراق وتخطط لاطلاق قذائف الهاون على لواء حرس حدود نينوى في الحصيبة ليلة الحادي عشر من حزيران عام ٢٠١٤ ،جاءت قوة عسكرية من الجيش تابعة لرئيس الوزراء العراقي انذاك ” نوري المالكي ” لتجرد لواء حرس حدود نينوى ” وغالبيتهم من الشيعة والايزيديين ” من الاسلحة الثقيلة .
صبيحة الثاني عشر من حزيران كان موعدا مشتركا لشن هجماتهم على حراس الحدود في اللواء السادس بين جبهة النصرة من جهة وكانوا يبعدون عن لواء حرس حدود نينوى بضع كيلومترات ، وبين الخلايا النائمة من داعش في الجانب العراقي ، وتحديدا في قرية نعيم لمحاصرة عناصر الحدود الفارين من المعركة .
في ساعات الفجر من يوم الثاني عشر من حزيران عام ٢٠١٤ هاجمت جبهة النصرة من قرية البوكمال بقذائف الهاون والاسلحة الثقيلة على مقر اللواء ، وادت تلك الهجمات الى الانهيار في صفوف عناصر اللواء ، في وقت كانت معنويات عناصر الامن العراقي من جميع التشكيلات منهارة بسبب سيطرة الدولة الاسلامية على مركز محافظة نينوى صبيحة التاسع من حزيران ، الامر الذي دعا تشكيلات الجيش والحدود بالتفكير في منافذ الخلاص ، اكثر من خطط المقاومة .
بينما كانت الهاونات تسقط على مقر اللواء السادس ، هرب الجنود السنة من ضمن تشكيلات الحدود باللباس المدنية الى قرية الرمانة القريبة ، ومركز قضاء الحصيبة ، ليرى الايزيدي والشيعي الكرمانج انفسهم بين خيارين لا ثالث لهما ..إما الموت على الحدود ، او الهروب باتجاه شنكال عبر صحراء الجزيرة المميت الفاصل بينهم وبين مبتغاهم في الخلاص ، والمعلوم عن صحراء الجزيرة انها كانت نقطة استيراد وتصدير الارهابيين والاسلحة بين العراق وسوريا منذ عام ٢٠٠٣ .
تخلت تلك القوات في ساعات الصباح الاولى عن مواقعها ليسلكوا الطريق عبر الصحراء الى شنكال ، وكانت قوات النخبة من الدولة الاسلامية الوليدة بانتظارهم بمساعدة رجال القرى العربية المحيطة والذين نقلوا النساء والاطفال الى قرى بعيدة عن نيران المواجهة .
عناصر الدولة الاسلامية ” داعش ” كانوا قد حصنوا مواقعهم في قريتي ” شرجي ” و ” عوانة ” القريبتين من قرية ” نعيم ” مركز تنظيمات داعش المنسقة مع جبهة النصرة في الجانب السوري ، والتي اعطت للدواعش انذاك معلومات عن هروب عناصر الهروب والطريق الذي سلكوه للخلاص .
عناصر تنظيم الدولة المهاجرين وكان من بينهم من جنسيات غربية كما اظهرت لاحقا في اشرطة الفيديو كانوا يقودون تلك المعركة ، تلك المعركة التي وقعت بعد انفجار عبوات ناسفة بالارتال العسكرية القادمة من حصيبة بعد ان وصلت الى كمين داعش بين قريتي ” شرجي ” و ” عوانة ” ليرى عناصر اللواء السادس من الحدود انفسهم في كمين لا خلاص منه .
بالرغم من ان لواء حرس حدود نينوى كان يمتلك من الاسلحة والذخيرة ما يكفي للمواجهة لساعات ، الا ان تحصن داعش لمواقعها في القريتين ، وانفجار العبوات التي اعطبت بعض العجلات ، والانهيار التام في معنويات عناصر الحدود ، وتركهم للجرحى ، وممن اعطبت عجلاتهم ادت الى مجزرة راح ضحيتها اكثر من ٤٠ عنصرا في اللواء قتيلا ، وأسر عشرات العناصر ليتم نحرهم بعد ذلك وهم جميعا من الايزيديين والشيعة .
القلة القليلة التي نجت من تلك المعركة والذين وصلوا الى حدود شنكال وتحديدا في النقطة العسكرية للبيشمركة بمنطقة ” شلو ” الجبيلة ، وجدوا انفسهم في كمين اخر ، حين جردتهم عناصر البيشمركة من اسلحتهم واخذوا منهم الياتهم العسكرية ليكونوا ضحية مؤامرة ثلاثية بين الجيش حين جردتهم من اسلحتهم الثقيلة ، وداعش والنصرة حين قتلت منهم العشرات ، والبيشمركة التي استولت على ما تبقى من الذخائر .
ملاحظة : هذه الروايات مقتبسة من شهادات الناجيين من تلك المجزرة وهي تنشر لاول مرة لحساب ايزيدي 24.