اخبارستوري

سامية، طالبة ونازحة بدل أن تطلب الاستغاثة اغاثت و أعالت النازحين والطلاب

ساعدت العديد من الناجيات على العودة للحياة

اعداد:حسام الشاعر

 

سامية قاسم ملحم “سامية شنگالي” ايزيدية سموقية من مواليد شنگال 1994 من قصبة دوكري في ناحية سنوني ضمن قضاء شنگال غرب محافظة نينوى شمال العراق ، هي طالبة جامعة في كلية العلوم الإنسانية قسم علم النفس/ الموصل، شاعرة وناشطة مدنية، مؤسسة و مديرة كروب كانيا سبي الطوعي للنشاطات الإنسانية والتعليمية.

شنكالي مكثت في قصبة دوكري / شنكال

بين عائلة من اهل الكرم محبة لفعل الخير واغاثة طارقي بابها، وسلكت سلوك ابيها اذ كان يحل الخلافات بين العشائر والأقارب واهالي المنطقة وخارجها.

كانت سامية تغني وهي في سن الحادي عشرة من عمرها على ارواح الشهداء والاموات اغاني حزينة، اذ كلما كان يأخذ الله امانته من بيت ما، كانوا يطلبون منها أن تغني لهم وترثيه ليتحلوا بالصبر والسلوان وطيب الخاطر.

بالتنسيق مع منظمات ودعمها شراء ملابس مدرسية للاطفال
استشهاد اخيها و تأثيره على سلوكها

كان لشنكالي اخ اسمه عبدالله قاسم ملحم نائب ضابط ومترجم انكليزي خريج قانون ومحاضر مجاني لسنتين، كان صديقها ومعلمها الأول، ورشيدها لتنتهج نهج الانسانية وتعلقت به وتعلمت منه الكثير وسارت على نهجه.

بعد تخرجه من الكلية و من ظروف المعيشة الصعبة، سجل اسمه في السلك العسكري وتم قبوله واصبح نائب ضابط في تلعفر بينما كان 23 ايزيدي ذاهبين لتسجيل اساميهم في الجيش العراقي راح يستقبلهم لتسهيل امرهم حدث انفجار واستشهدوا جميعا عام 2006 م.

شقيقها الشهيد عبدالله

وكانت صدمة لا يتحملها قلب صغير مثل قلبها هذه الطفلة التي اعتصمت بحبل اخيها ظناً منها أنه سيمسك يدها للنهاية ويمشي قبلها في الطرقات الملغومة وبعدها في التعزيز والتكريم.

نازحين شنكالين في كمب جمشكو/زاخو

ترك رحيل الشهيد المخلد اثر جرح وندب لا يندمل في نفس سامية، وفتح نافذة للكلمة وباباً تنسكب منه الحروف الدامية المرثية. مذ ذاك الحين اصبحت تكتب وتدافع عن الشهداء بشعرها وتمجدهم وتبجلهم لأنها غدت تدرك بكل ادراكها و كلية احساسها كم الايلام الذي يشعره المرء باستشهاد شباب عزيز عليه.

كانت سامية تغني وهي في سن الحادي عشرة من عمرها على ارواح الشهداء والاموات اغاني حزينة، اذ كلما كان يأخذ الله امانته من بيت ما، كانوا يطلبون منها أن تغني لهم وترثيه

وكتبت عن تلعزير و سيبا شيخدري، بعد ذلك الانفجار عام 2007 وشهدائها وراحت تلقي اشعارها في احياء ذكرى هذه المناسبات الأليمة.

وليس بالبعيد، طلب منها والدها بعد اكتشاف موهبتها الشعرية اللجوء الى الشعر والاكتفاء من الغناء وفعلت ما بودّه.

السيرة الادبية

أن ما يميز “سامية شنگالي” عن سائر الشعراء والشواعر ليس شعرها ولا كتاباتها ولا قوافيها بل القاؤها للشعر بدون ورقة لا وأنها لا تكتب شعرها أنما تشعره وترتبه في اخيلتها وذاكرتها

ويمكنها استرجاعه كما هو في اي وقت اذ مرة حضرت حفل توقيع كتاب “ايامي في الفناء” عام 2018 لمجموعة من الشعراء الايزيديين وطلب منها عريف الحفل ان تلقي قصيدة فألقت قصيدة عن تلعزير منذ عام 2007 كتبتها وكما هي دون نسيان كلمة او اجراء اي تغيير.

روضة لتعليم الاطفال الفنون

بعد كتابتها قصيدة عن تلعزير 2007 هجرت الشعر ثم عادت للتأليف والمشاركة في مهرجانات وامسيات 2011 وكتبت اكثر من 67 قصيدة حتى عام 2019 ولم تكتفي شنكالي حتى التجأت الى المسرح وكتبت مسرحية عرضت في المانيا.

بالاضافة الى كتابتها لاغاني منحتها لفنانين تم تلحينها وغناؤها منها اغنية رابه شنكال “انهضي يا سنجار ” لحنتها وشاركت في غنائها مع كروب كانيا سپي الذي انشأته في فترة النزوح.

ترك رحيل الشهيد المخلد اثر جرح وندب لا يندمل في نفس سامية، وفتح نافذة للكلمة وباباً تنسكب منه الحروف الدامية المرثية

و كتبت عن الوطن والسلام والمساواة والهجرة والظلم والشهداء والنازحين والمختطفات الايزيديات، عن شنكال والقرى المدمرة كوجو وحردان وغيرها. اذ نقلت من خلالها معاناة الشعب الايزيدي والاقليات.

كما تم نشر قصائدها ومقالاتها في عدة جرائد منها: جريدة دةنكى لالش، وجريدة ئافرو، وجريدة خازر ألمانيا وغيرها.

3 آب 2014 اليوم المشؤوم

اليوم الذي لن ينساه صغير ولا كبير و اي انسان شريف له ضمير الثالث من آب حيث تم اغتيال ونكب وقتل شنكال بلدة التين والحب والتعايش السلمي.

نزحت سامية الى اقليم كردستان وخيمت في زاخو في مخيم جمشكو. كانت انذاك طالبة صف سادس علمي ولم تسعفها الحياة بأن تكمل دراستها بعد اجتياز جميع المراحل بنجاح.

بعد أن شهدت شنكالي وضع النازحين وتدهور الاحوال ووهن النفسيات، لم تبقَ مكتوفة الايدي، راحت بفلسفة أن بأمكان المرأة ان تفعل ما لم يفعله الرجل. وزأرت اللبوة بوجه الظلم والطغيان وقالت كلا للاستسلام. وغيرت مجرى سلوكها لضفة اخرى.

روضة لتعليم الاطفال الفنون
كروب كانيا سبي

بعد مرور عام على النزوح والكم الهائل من الخيبات والحقب الزمنية الموجعة والمظلمة، اقرت المكافحة أن تؤسس كروب كانيا سبي الطوعي للنشاطات الانسانية والخيرية.

زاد عددهم يوما تلو الاخر حتى بلغ 50 متطوعا من كلا الجنسين، بدأت شنكالي بالتخطيط وتنفيذ جدول شهري وسنوي لنشاطاتهم التي كانت من ضمنها اغاثة النازحين وتعزيز دورة المرأة في المجتمع وفسح مساحة شاسعة للطفل من ترفيه وتنمية مواهب وقدرات عقلية وتوزيع المساعدات على النازحين .

أعضاء كروب كانيا سبي
سامية و الألف طفل

سامية القوية الجريئة في داخلها طفلة لم تشبع من الطفولة، حبها للأطفال وترفيههم ورسم الضحكة على وجوههم وتنمية قدراتهم العقلية وتنشيط مواهبهم الفنية والحرفية ، يشرح لنا كم هذا الطفلة صغيرة بروحها وكبيرة بقلبه حيث يسع الكبير والصغير والقريب والغريب وكل من يستنجدها.

قالت سامية ل ايزيدي 24 ، انا نازحة من شنكال ساكنة مخيم جمشكو منذ 5 سنوات، في بداية النزوح سكنا المخيمات رأيت الأطفال يقلدون داعش بشراء السلاح وتكوين عصابات ويلعبون في ما بينهم ويمثلون دور القاتل والمقتول واخذ الرهائن دون علم اهاليهم بسبب انشغالهم بالاوضاع وكان لكل عائلة مختطفات وشهداء.

سامية بالزي الأيزيدي

قبل ان يضيع مستقبلهم ويتم تنمية فكرهم على هذا السلوك الاجرامي جمعتُ الاطفال وبدأت باعطائهم دروساً في التوعية ونشاطات ترفيهية وغيرها ومن العشرات زاد عددهم حتى بلغ الالف طفل وطفلة من مختلف الاعمار.

قمت بأنشاء كروب كانيا سبي التطوعي من كلا الجنسين (50 متطوع) ووزعت اعمالهم حسب اختصاصاتهم فعلمنا الاطفال أساسيات التعليم ونشاطات الفنية ورياضية وغيرها.

اصبحت اعلمهم على ظهر لوحة سقف ثانوية باعتبارها صبورة حتى مجيء المنظمات وتزويدنا بصبورات وكراسية وباقي الادوات اللازمة للتعليم

استمرينا حسب امكانياتنا المحدودة حتى جاءت منظمة بريطانية وتبرعت لنا بمستلزمات وقرطاسية وحاجات للاطفال.

ومن ضمن الأطفال طفلة اسمها ايلين اصبحت “بكماء” من صدمات داعش وبعد متابعتي لها وعلاج النفسي والدعم المعنوي الذي قدمتُه لها عادت “تنطق” من جديد.

قمت بالتنسيق مع المنظمات من ضمنهم منظمة اليونسيف اشتغلت معهم في “مساحة صديقة لطفل”. كان عملي الكشف عن المواهب الأطفال ومن خلال عملي لاحظتُ طفلة منعزلة لا تخالط احدا جسلتُ معها وحادثتُها اكتشفتُ ان عمرها 8 سنوات وتم اغتصابها من قبل داعشي يبلغ 40 عاما دون علم اهلها فبدات بالعلاج النفسي وهيأتها لمقابلة طبيبة نفسية ورويدا رويدا اصبحت تستجوب للطبيبة وللعلاج والان هي سليمة وتدرس في كندا ضمن برنامج UN

إعادة تأهيل إحدى الناجيات الايزيديات

وبعدها قدمت على منظمة Care ألالمانيا وألفتُ مسرحية على التوعية الصحية كيف ننقذ مجتمعنا وخاصة الأطفال من الأمراض التي انتشرت في المخيمات ومنهم مرض الجرب والنكاف والحصب…الخ وهذه المسرحية تم عرضها في كل الروضات والمدارس داخل مخيمات النازحين “.

طفلة اسمها ايلين اصبحت “بكماء” من صدمات داعش وبعد متابعتي لها وعلاج النفسي والدعم المعنوي الذي قدمتُه لها عادت “تنطق” من جديد
ملاذ المرأة الايزيدية

كانت ولا زالت سامية ملاذا وملجأ للمرأة الايزيدية وهي قريبة اليهن، تشاركهن احزانهن وتحفظ اسرارهن، وتحاول سد احتياجاتهن، وبالاخص الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية.

و من الجدير ذكره أنها كانت تعمل مع منظمات متطوعة واخرى رسمية لتقديم الدعم النفسي والمعنوية للناجيات اللائي تحررن من ايادي داعش بعد 3 سنوات من الاغتصاب والعنف والتعذيب الجسدي والنفسي.

قابلت اكثر من 99 ناجية و وثقت قصصهن وتم تأهيلهن للعلاج وتحويلهن الى اطباء نفسيين ثم تسفيرهن الى خارج البلد لأعادة تأهيلهن للحياة لتتمتعن بالحرية والسلام وحقوق المرأة التي من حق اي امرأة ان تملكها.

 

التقيت طفلة عمرها 8 سنوات وتم اغتصابها من قبل داعشي يبلغ 40 عاما دون علم اهلها فبدات بالعلاج النفسي وهيأتها لمقابلة طبيبة نفسية ورويدا رويدا اصبحت تستجوب للطبيبة وللعلاج والان هي سليمة وتدرس في كندا ضمن برنامج UN
اغاثة النازحين والفقراء

اما الفقراء فقد قامت بالتنسيق مع منظمات عالمية ومحلية وحكومية وغير حكومية لتقديم المساعدة للنازحين وقامت هي وكروب كانيا سبي بتوزيع الخيرات على اكبر قدر ممكن من المخيمات والنازحين. و اهمها جمشكو وغيره.

اما الامراض المزمنة والعمليات الطارئة نسقت مع كروبات خيرية في اوربا وامريكا لدعمهم مادياً وتسفيرهم الى الخارج لأجراء العمليات اللازمة وانقاذ حياتهم و قد تم انقاذ حياة العشرات ولحد الان أنها تنسق معهم و تحيل لهم الحالات الاكثر حاجة.

خالص الامتنان والعرفان لشباب ايزيدخان في اوسنابروك/المانيا الذين قاموا بتبرع مبلغ للفقراء والمحتاجين بمناسبة صوم ايزي المقدس وبدورنا (كروب كانيا سبي) قمنا بتوزيعه على ثلاثة مخيمات ( جم مشكو و خانكي و بيرسفى ).

تم النشر بواسطة ‏گروب كانيا سبي‏ في الثلاثاء، ١١ ديسمبر ٢٠١٨

سامية بين اكثر خمسين امرأة عراقية مميزة

لا بد نجاحها الاكبر الذي شدني للكتابة عنها هذا الحدث المثير للاهتمام والمميز اذ:- اقام فريق “العراقية هنا” مهرجانه الثقافي الاول في بغداد المصادف 3 مايو 2019 تحت شعار ( هن روافد و ابداعاتهن ظل كبير )

تم تكريم 50 امرأة عراقية مبدعة في نشاطاتها وتميزها بما قدمته للمجتمع من جهود استثنائية وكانت من ضمنهن امرأة ايزيدية “سامية شنكالي” كما نقلت رسالة الايزيديين عبر القنوات التي اجرت لقاءً معها تضمنت معاناة الايزيديين و حال شنكال بعد داعش والناجيات بصورة خاصة.

– اهم اعمالها العمل مع :
إدارة المخيم جمشكو زاخو 4 سنوات، كروب شباب ألمانيا منطقة اوسنابروك لإيصال المساعدات الى المحتاجين، منظمة سنونى ومنظمة بوست لتنمية المجتمع، منظمة عفو الدولي لتوثيق قصص الناجيات
اللائي تحررن من تنظيم داعش، منظمة care , Hakar و Nujeenو Uncif 
العمل كمتطوعة:-
– في مدرسة محو الامية لمدة سنة.
– لمساعدة الناجيات اللائي تحررن من ايادي داعش وايصال معاناتهن الى المنظمات الدولية لتسفيرهن ولتلقي العلاج النفسي.
– في الاهتمام بالحالات الخاصة كالايتام والمعاقين والاطفال عامة.
شهادات تقديرية
نالت :-
شهادة تقديرية من منظمة ACF .
وشهادة من منظمة Care عن مسريحتها التي عرضت في المانيا.
وشهادة من منظة giz .
وتم تكريمها من قبل منظمة سويدية بشهادة تقديرية عالمية.
وشهادة من منتدى بعشيقة الثقافي.
وجهات اخرى نتيجة عملها الادبي والانساني والتطوعي في اثراء المشهد الادبي والثقافي والتماسك الاجتماعي.
صورة سموقية مكتملة

ختاما سامية نازحة وطالبة تعيل النازحين والطلبة وتوثق قصص الناجيات وتعيد تأهيلهن للعلاج النفسي وتسفيرهن للخارج، تعليم الاطفال وترفيههم. تعيل الحالة المرضية والامراض المزمنة بالتبرعات التي تصلها من الخارج، وتستغيث ذوي الحالة المادية الضعيفة.

تشجع النساء على التعليم ودخول دورات تثقيفية وتعليمية وتساعدهن في العمل مع منظمات وتجيد لهن فرص عمل بقدر الامكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى