تقارير

نساء من مكوّنات نينوى يرتدين زي “ماما نويل” ويروّجن للحب من مخيم كبرتو لنازحي شنكال

إيزيدي 24– جميل الجميل

تحت سقف خيم الــ UNICEF تطايرت ضحكات المئات من العوائل النازحة من قضاء شنكال التي تدمع إشتياقا إلى مناطقها التي سافرت منها جراء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على بيوتهم، ويسكنون منذ أكثر من ثلاث سنوات في هذا المخيم الذي يحتوي على الآلاف من العوائل التي تنتمي إلى الديانة الإيزيدية والبعض منهم إلى الديانة المسلمة.

تحت شعار “إبتسامة وطن” وضمن حملة “تنوع 360” أقام فريق دحق دنحكي  بدعم من معهد صحافة الحرب والسلام مع متطوّعيه ومتطوّعاته من مختلف مكوّناته مبادرة مهمة في أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية صباح هذا اليوم السبت المصادف 28 كانون الأول 2019 في مخيم كبرتو للنازحين الإيزيديين بمشاركة واسعة.

هذه المرّة لم يكن “بابا نويل” بل “ماما نويل” من أجل أن نقول للمجتمع العراقي بأنّ المرأة قادرة على أن تشارك في كافة جوانب المجتمع حيث قام فريق دحق دنحكي بجمع نساء من مختلف المناطق والأديان والقوميات بالإضافة إلى الناجيات الإيزيديات من قبضة داعش واللائي تم تحريرهن من سيطرة تنظيم داعش في اواخر 2017 ومطلع 2018، حيث تجمعن وإرتدين أزياء “ماما نويل” وتعرّفن على بعضهن البعض وخاصة نساء من مخيمات السلامية ومن مدينة الموصل ومن قضاء الحمدانية وناحية النمرود مع النساء الإيزديات في شنكال وبعدها إنطلقت المبادرة بتوزيع الهدايا بتواجد آلاف الأطفال.

بدأ التوزيع في المخيمين اللذين يتحاذيان مع بعضهما البعض بمسافة أسلاك تعزلهما عن بعضهما البعض، والمخيمين يحتويان على عوائل إيزيدية ومسلمة من شنكال المنكوبة، حيث وزّعن الفتيات هدايا وجلسن مع العوائل داخل الخيم وتحدّثن مع العوائل حول أهمية هذه المبادرة وحول إمكانية مشاركة المرأة وتشجيعها في كافة جوانب الحياة، بالإضافة الى التحدث عن حملة “تنوع 360” وعن صفحة دحق دنحكي والمواضيع التي تنشرها وخاصة التي تعزّز دور المصالحة ودور المرأة وتمكينها في المجتمع، ومن جانبهم العوائل التي زرناها أكّدوا شكرهم وإمتنانهم لكلّ من يقدّم خدمة لأهالي شنكال وخاصة في مخيمات النازحين وهذه المبادرات المجتمعية إعتبروها تنفيس لهم في الأوقات الصعبة التي يمرّون بها.

تقول رحمة وليد من قرية السلامية وهي ناشطة مدنية  إحدى المشاركات في هذا النشاط لــ إيزيدي 24 “سعيدة بمشاركتي بهذا الحدث وكنت اتمنى وقبل سنوات أن أقدّم خدمات وفعاليات للأطفال الذين يختلفون عن ديانتي ومدينتي وأخصّ بالذكر الأطفال الإيزيديين بحكم أنّهم تعرّضوا إلى أبشع أنواع الظلم والحزن والمآسي، وبالإضافة إلى أنّنا كنّا محاصرين تحت سيطرة تنظيم داعش وبحكم الجغرافية التي ننتمي لها كانت بعيدة جدا عنهم، إلّا أنّنا كنّا نمتلك الدعاء لهم”.

تضيف وليد، بعد تحرير محافظة نينوى لم يتسنَ لي فرصة للعمل معهم واليوم كانت فرصة عظيمة أن ألقتي بالعوائل الإيزيدية وأتعرّف عليهم وأشاركهم إبتسامة الوطن هذه التي قدّمناها لهم، ولي الفخر أن أرتدي أزياء ماما نويل وأوزّع لهم الهدايا بالرّغم من أنّني تركت دراستي وإلتحقت بهذا النشاط”.

ويؤكد بركات حلو أحّد الأشخاص الذين زارهم فريق دحق دنحكي لـــ إيزيدي 24، وهو أحّد سكان سنجار والساكن مع عائلته في مخيم كبرتو ”إنّ هذه المبادرة الأولى من نوعها في هذا المخيم وبالرغم من بساطتها إلاّ أنّها جعلتنا نفرح كثيرا بهؤلاء المتطوعين الذين حملوا عبارات الحب والسلام في قلوبهم وجاؤوا ليتقاسموها معنا، بالإضافة إلى أنّهم جعلونا سعداء وعرّفونا على ثقافات أخرى وكسروا من النمطّية التي كنّا نعيشها يوميا، نشكرهم جدّا لفريق دحق دنحكي ونحن من المتابعين لهم في صفحتهم والأنشطة التي ينشرون عنها”.

ويوضّح محمد عادل  لــ إيزيدي 24 أحّد الساكنين في مخيم كبرتو ” إنّ عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية يعنيان التجدّد، وأنّ هذا التجدد الذي ننتظره أن نعود إلى شنكال حاملين أسمى عبارات السلام والحب، أمّا بالنسبة إلى هذه المبادرة التي أقامها فريق دحق دنحكي هي مبادرة مهمة لإعادة البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال الذين يفتقدون إلى بيوتهم ومدارسهم وأنّ هذه المبادرة تعتبر جزءاً مهما من الفرح الذي رأيناه هذا العام، بالإضافة إلى أنّ الأمر الغريب الذي رأيناه هو أنّ “بابا نويل” أعطى لونا وجمالية للمرأة حينما إرتدت هذه الأزياء وميّزتها في هذه المبادرة، ونشكر كلّ القائمين على هكذا مبادرات تعيد المحبة والسلام إلى مكونات الشعب العراقي، وأنّ الإلتفاتة المهمة أنّ نساء مكونات نينوى شاركن في هذه المبادرة”.

وعاد الفريق تاركا محبة وإبتسامة وطن في مخيم كبرتو وحاملا معه إلى مدنه فرحة النازحين بهذه المبادرة التي أقيمت في هذا المخيم وكمية المحبة والتآخي الذي حصل في هذه المبادرة والترويج لمفاهيم التنوع وتعزيز هذه الثقافة في محافظة نينوى.

جدير ذكره بأنّ مخيمي كبرتو 1&2 تم إنشاؤهم عام 2014 في محافظة دهوك – سمّيل، بعد هجرة الآلاف من الإيزيديين من قضاء سنجار ويحتويان على  1666 عائلة وكلّ مخيم يحتوي على ما يقارب 3000 خيمة ، وتقدّر نسبة الإيزيديين في المخيم 80% و20% من المسلمين وكلّهم من قضاء سنجار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى