ايزيدي 24- يسرى علي الداؤدي
الكثير من الفتيات خصوصا في المجتمعات الضيقة والفقيرة معرضات للزواج المبكر عوض عن الالتحاق بالمدارس. والزواج المبكر من الممارسات التي تعتبر انتهاكا لمجموعة من البيانات والمعاهدات التي تعنى بحماية حقوق الإنسان خصوصا تلك المنبثقة عن تأسيس الأمم المتحدة ومعاهدة حماية حقوق الطفل، وعلى الرغم من الحملات العالمية لحقوق الإنسان بتحذيرات من التأثير السلبي للزواج المبكر على الطرفين الا ان هناك العديد من الدول التي ما زالت حتى الان تتبع هذا النمط.
في هذا السياق تحدث المحامي الايزيدي “سعيد خديده قولو” ل “ايزيدي 24” قائلا “انا ارى بانه من المهم علينا جميعا ان نقف بوجه هذه الظاهرة. لانها تؤدي الى نتائج وأثار سلبية خاصة في المجتمعات النازحة، وتؤدي الى زيادة الالتزامات والمسؤوليات بحق الفتاة القاصرة، بالتالي تحرم من مدرستها او وظيفتها”.
أضاف ايضا “كما هناك اثار نفسية وصحية على هذه الفتاة حيث لا تستطيع الحمل او تؤثر على صحتها، وهي بنفس الوقت طفلة فكيف تربي طفل، وتدير منزل او تتحمل مسؤوليات عائلة وان المجتمع بدا يتطور ومن الاجدر ان نتطور ونعطي حق للفتاة باكمال دراستها والحصول على وظيفة وبعدها تختار هي شريك حياتها”.
وفي السياق ذاته تحدثت الشبكية “وهبية شريف” من مواليد 1936 ل “ايزيدي 24” وقالت “من اكبر الأخطاء التي قد يرتكبها بعض العوائل هو تزويج بناتهم بسن غير صالح للزواج، وهذا يعتبر اهانة لها لانهم يحملوها ما لا تطيق ويقحموها في مسؤوليات اكبر من إمكانية استيعابها للمسائل”.
واردفت قائلة “ثم يتسائلون بعضهم عن سبب طلاق ابنتهم، او اصابتها بحالة نفسية، او ارتباك حياتها الزوجية بشكل كبير. والشيء الذي يثير الغضب هو بحثهم عن الحلول او التسائل بحيرة عن الاسباب وتجاهلهم السبب الرئيسِ المؤدي الى هذا الحد من الانهيار. وهذا السبب يكمن بالطبع في الزواج المبكر بسن غير صالح للزواج”.
وايضا قالت “مارية دانيال” ل “ايزيدي 24 “ ان “الرب لا يقبل بهذا الزواج. وعندما اسمع بان هناك فتاة تزوجت وهي في سن صغير غير صالح للزواج اتسائل مع نفسي كيف رضيا والداها (الأم ، الأب) ان يزوجوها بهذه السرعة، ما الذي يجبرهم او يجبرها على القيام بفعل غير واعي بهذا الشكل، حتى وان كانت الفتاة قد توهمت بانها وقعت في الحب بهذا السن المبكر وصارحت والداها. فعليهم ان لا يقبلوا لها هكذا مستقبل ضعيف وهزيل فالأم والأب كبار ويدركون تماما بان ابنتهم بهذا السن المبكر لا تملك عقلية واعية ناضجة تجعلها تفكر بشكل سليم لذا عليهم منعها”.
وأشارت الى ان “نحن المسيحية (الآشوريين) في حال حدث هكذا شيء فالقس لا يبرخ، وان اول ما يسأل عنه هو العمر (الذكر، والأنثى) في حال لم تبلغ الأنثى عامها ال 18 لا يبرخ (دليل عدم الموافقة) اما في حال كانت تبلغ من العمر 18 عام فما فوق حينها يبرخ ويبارك لهم زواجهم”.
وعلى الرغم من ان القوانين تمنع الزواج المبكر الا انها ليست فعالة بالدرجة الكافية للقضاء وانهاء هذه الظاهره السيئة. وقد صدر احصاء عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 11 شباط/ فبراير 2019، حيث تشكل نسبة زواج القاصرات نحو 21% من عدد الشابات، كما تتزوج سنويا 12 مليون فتاة دون سن 18 سنة.