أسرار العراق ورغبة الشرع،كيف ستكون زيارة الرئيس السوري مفيدة للإيزيديين؟
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

إيزيدي24 – ذياب غانم
لم تكن حياة أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي الحالي للجمهورية العربية السورية، حياةً عادية كسائر السياسيين، بل تخللتها محطات شائكة ومثيرة للجدل. فالرجل الذي يتصدر اليوم المشهد السياسي في سوريا، كان فيما مضى أحد أبرز القياديين في الجماعات المتشددة التي زرعت الرعب في العراق وسوريا، وعلى رأسها تنظيم القاعدة وتنظيم “داعش”.
من إرهابي إلى رئيس
وُلد أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض عام 1982 لعائلة سورية محافظة. نشأ في بيئة تُعلي من شأن التعليم والدين، وبرز تفوقه الدراسي في وقت مبكر. إلا أن مساره تغيّر حين انخرط في صفوف تنظيم القاعدة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وسرعان ما أصبح أحد قادة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق”، متولياً قيادة العمليات في محافظة نينوى تحت اسم “أبو محمد الجولاني”.
وبعد خروجه من معسكر بوكا، انتقل إلى سوريا ليقاتل ضد نظام الأسد بدعم من أبو بكر البغدادي. وهناك أسس “جبهة النصرة”، التي انضمت لاحقًا إلى تنظيم القاعدة قبل أن تنفصل عنه. وفي يناير الماضي، تولى الشرع رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا إثر اتفاق بين الفصائل العسكرية، متعهدًا بحل مؤسسات النظام السابق وإلغاء دستور 2012.
دعوة تثير الغضب في العراق
أثارت الدعوة الموجهة للشرع للمشاركة في القمة العربية المرتقبة في بغداد ردود أفعال غاضبة، خصوصاً من القوى الشيعية والجهات المتضررة من الإرهاب.
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني عبّر عن رفضه قائلاً: “أفضل ألا يأتي الشرع إلى العراق كي لا يُثير انزعاج الشيعة”، في حين قدم أكثر من خمسين نائبًا طلبًا رسميًا للحكومة برفض دخوله إلى البلاد، على خلفية تاريخه المرتبط بالإرهاب.
الإيزيديون ونداء الجراح المفتوحة
من أكثر المتضررين من التنظيمات الإرهابية التي ساهم الشرع في بنائها، كانت الطائفة الإيزيدية في العراق، والتي تعرضت لمجازر إبادة وعمليات خطف جماعي، لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.
الصحفي الإيزيدي خدر بشار قال لـ”إيزيدي24″: “على الحكومة العراقية احترام تضحيات الشهداء وعدم السماح للشرع بدخول العراق”، مشيرًا إلى مسؤوليته المباشرة عن الهجمات على قحطانية عام 2007، وجرائم 3 أغسطس 2014 التي ارتكبها تنظيم داعش في سنجار.
واصدرت منظمة “3 آب” الإيزيدية بيانًا بالتزامن مع احتمال زيارة الشرع، دعت فيه المسؤولين الإيزيديين الرسميين إلى التحرك العاجل.
المنظمة ناشدت كلًا من:
1. خلف سنجاري – مستشار رئيس الحكومة وعضو اللجنة الوطنية للبحث عن المختطفات.
2. سراب إلياس – مدير مديرية شؤون الناجيات.
3. نايف خلف سيدو – ممثل الكوتا الإيزيدية في البرلمان.
لتحمل مسؤولياتهم التاريخية، والمطالبة بإدراج ملف المختطفات والمختطفين ضمن جدول أعمال القمة المرتقبة، والسعي لعقد لقاء خاص مع الشرع حول مصير المختطفين الإيزيديين في سوريا، لا سيما وأن عائلاتهم تمتلك معلومات دقيقة حول مواقع احتجازهم.
وأكدت المنظمة أن “الواجب الوطني والإنساني يحتّم على الممثلين الرسميين أن يخرجوا بموقف إعلامي شفاف، من بغداد وبالتنسيق مع دمشق، حول هذه القضية التي ما زالت تؤلم كل بيت إيزيدي”.
هل تنجح القمة في إنقاذ المختطفين؟
المحامي الايزيدي زياد حجي في فيديو له، دعى الاجرار و المؤمنين بالانسانية لمشاركة مجموعة من شباب و شابات الايزيدية اللذين اطلقوا حملة مناصرة تزامناً مع زيارة الرئيس السوري للعراق و المشاركة في القمة العربية و طالب حجي بفتح قنوات دبلوماسية مع الحكومة السورية من اجل انقاذ ما تبقى من المختطفات الايزيديات في سوريا ، يذكر انه حملة الشباب الايزيديين تضمنت صوراً و هاشتاكات ..
الناشط الإيزيدي مراد إسماعيل طالب بإدراج قضية المختطفين ضمن جدول القمة، قائلاً: “نعتقد أن مئات من المختطفين ما زالوا في سوريا، وهناك فرصة حقيقية لإعادتهم إذا توفرت الإرادة”.
ومع تصاعد الحملات الإعلامية والضغوط من النشطاء، تتجه الأنظار إلى بغداد لمعرفة إن كانت ستستغل هذا الحدث السياسي لفتح صفحة إنسانية في ملف طال إهماله.