دير عوديشو .. قصة تعايش بينها و بين ابناء الديانة الايزيدية في احدى القرى بمحافظة دهوك
ايزيدي24 – ذياب غانم
“مع دخولك لقرية نصيري الواقعة شرق ناحية باعدري الواقعة في شرق محافظة دهوك شمال العراق ستجد دير عوديشو و ستتوقع ان القرية تعود الى المسيحيين لكن ستحد قصة تعايش رموز دينية مسيحية مع منازل يسكنها اناس ايزيدية فقط … فلماذا هناك دير في قرية ايزيدية؟”
يقوم اهالي قرية نصيري الايزيديين بالاعتناء بدير مار عوديشو الذي يعود الى ابناء الديانة المسيحية في العراق و يزورونها مع كل مناسبة دينية ايزيدية كانت ام مسيحية، فاصبحت من رموز القرية التي لا يمكن التخلي عنها حتى و ان كانت للمسيحية اللذين رحلوا من القرية .
نموذج للتعايش يحظى به هذه القرية التي تعود تاريخها الى القرن الرابع بحسب مصادر مسيحية و كان يقطن هذه القرية ابناء الديانة المسيحية فقط و مع مرور الزمن تخالطوا مع الايزيدية في القرية و اصبحوا يتعايشوا مع بعض.
قرية نصيري
تقع قرية نصيري التي اصبحت مثالا للتعايش و السلام بين ناحيتي القوش التي يقطنها ابناء المكون المسيحي ب 18كم و باعذرا التي يقطنها ابناء المكون الايزيدي ب4 كم تحيط بهذه القرية قرى المسيحية و الأيزيدية، كان يسكنها المسيحية و من ثم الايزيدية و المسيحية و من ثم الايزيدية فقط.
وبحسب “شهوان رفو” فان تاريخ هذه القرية يعود الى القرن الرابع بحسب كتاب آشور المسيحية الذي اصدر عام 1965، اما تسميتها فتعود أيضاً الى قصة متعلقة بمار عوديشو المسيحي و معناها “النصر” و جذورها تعمقت في قلوب أهاليها حيث المحبة و الحب و السلام.
ويقول رفو ل “ايزيدي24” ان “بحسب كتاب الباحث “في” فان كان يسكن قرية نصيري ثلاث عائلات مسيحية فقط و من ثم اصبحوا سبعة و هكذا، و بدء الايزيدية و المسيحية يعيشون مع بعض في هذه القرية من قرن العشرين و الواحد و العشرين”.
التعايش
تحت ستار الطبيعة و بين الجبال و الأشجار توجد خفايا في هذه القرية الصغيرة بحجمها و الكبيرة باعمالها فرغم عدم وجود اي مسيحي في القرية، تجري في هذه قرية قصة تعايش تعتبر فريدة من نوعها فابناء القرية الايزيديون يعيشون مع دير مار عوديشو الذي يعود تاريخه الى الاف السنين و على حد قولهم يقدسونها أيضاً.
يسرد شهوان رفو قصة التعايش ل”ايزيدي24″ و يقول،”نحترم هذا المكان جداً و لا يقل أهمية من مزار ايزيدي لدينا فاهالي القرية الايزيديين ككل يزورونها باستمرار و هذه هي نقطة قوة قريتنا و يجب ان يعيش الانسان بحب و صداقة و سلام اينما كان فلا يهم شكل الانسان أو عقيدته”.
“ليس ذلك فقط فنحن الايزيدية لدينا نوعين من ايام الصوم هناك ايام صوم خير و ايام صوم فرض فهناك من الايزيدية يصومون لمار عوديشو فصيام الخير فلا اعتقد وجود مثل هذا الشيء في كل أنحاء العالم” هذا ما اضافه رفو لحديثه.
الأيزيدية في قرية نصيري
رحبت سكان القرية المسيحيين باول عائلة ايزيدية في قرية نصيري في 1942 و بعد ذلك ازدات نسبة الايزيديين في القرية و انخفضت نسبة المسيحيين تدريجياً و ذلك برضاهم ذهبوا الى اماكن اخرى بعد هجرة الكثير من المسيحيين الى خارج البلاد.
يقول شيخ درويش سادن (مجيور) مزار شيخمند في قرية نصيري ل”ايزيدي24″ ان “اول شخص ايزيدي دخل قرية نصيري كان رمو خديدا علي و ذلك في عام 1942، فمنذ ذلك الحين و نحن نعيش كاهل و لا يوجد اي خلاف بيننا بل كنا و لازلنا نشارك بعضنا البعض افراحنا و احزاننا”.
واردف ان “كان المسيحيين يقطنون هذه القرية حتى عام 1990 و حينها كان هناك اربعة بيوت و رحلوا ايضا الى المناطق المسيحية كالقوش و لازالوا مرتبطين بهذه القرية و يزورونها باستمرار و نستقبلهم بكل رحابة صدر و نحترمهم و نحترم اماكنهم حتى في غيابهم”.
روح إنسانية
يقول شيخ درويش عن تجربته بالعيش مع المسيحية في هذه القرية “العيش معهم كان جميلاً اتذكر الكثير من المواقف و الاعمال التي كانوا يشاركوننا او نحن نشاركهم في القرية حتى في دفن الاموات كنا نشارك بعضنا البعض فمن الجميل ان نحافظ على هذا الدير الذي يعد بمثابة بصمة المسيحية في هذه القرية”.
واختتم حديثه قائلاً، “لم نرى اي خلاف حصل بيننا دائماً ما كان هناك تعاون و تفاهم بين ابناء هذه القرية فيجب ان نفتخر جميعاً بهذا الشيء الذي يعد من اهم الأشياء في حياتنا الان كيف لا و هو التعايش و التسامح”.