ستوري

التعنيف منعها من دراستها، لكنها تحررت وحررت النساء منه بعزمها

ايزيدي 24 – بعشيقة و بحزاني 

حسام الشاعر 

تم انتاج هذه المبادرة بدعم من منظمة انتر نيوز

 

انا رفاه حسن من مواليد 1981 بحزاني، نشأت وترعرعت في قرية بحزاني ناحية بعشيقة، عملت ولا زالت كناشطة في مجال التماسك الاجتماعي، والجندرة وحقوق المرأة. ومساعدة الأطفال الأيتام والعجزة، إضافة إلى طلبة سنجار في بحزاني.

بدأت دراستي في ابتدائية بحزاني، ونجحت في جميع المراحل، وتجاوزت المتوسطة حتى الصف السادس إعدادي ثم توقفت ولم أكمل دراستي بسبب التعنيف الاسري و هضم الحقوق و عدم المساواة بين الجنسين .

التعنيف من قبل والديها

لا بد أن الأمر صعب للغاية، أن أفتح هذه الصفحة، لكن الحقيقة أن أبي في زمن النظام السابق كان تم سجنه في سجن  ” أبو غريب ” وتعرض للتعذيب بما فيه الكفاية ليفقده صوابه، والشعور بالأبوة،فدفعنا عائلته الثمن، وأنا في رأس القائمة.
تعرضت للعنف المباشر ضربا ولفظا وانا طالبة أكافح لأنجح وبحاجة الى دعم أهلي لكنه كان العكس.
من شدة قسوته أثر على نفسية أمي فأضعفها حتى أصبحت. مثله وفقدت حنان الأم وعنفتني مثله حتى اهتز السلام الإيجابي في داخلي وفقدت الشعور بالوجود

حتى الان لا أعرف كيف ترسم ملامح الابتسامة وحتى صوت ضحكتي أجهل نبرته.

النزوح مرحلة انتقالية في حياة رفاه

بعد تهجيرنا من قبل عصابات داعش من بعشيقة وبحزاني إلى كردستان، تعرضت لصدمة أخرى رفقا بسلسلة الصدمات، حتى أصبح السالب في السالب موجب وفق نظريتي. خلال المعاناة التي عشتها، وأيام الطفولة والعنف الأسري الذي تعرضت لهه… وفقدان العاطفة.. كان لي دافع أن أصبح شيئا في المجتمع و ان اساهم فيه بشكل ايجابي ،  وأكون عنصرا فعالا لتقديم المساعدة للآخرين وتأسيس كروب نستطيع من خلاله تقديم المساعدات للمحتاجين وإيصال مناشدات طلبة سنجار ودعمهم، وتقديم الدعم النفسي للآخرين، بدأت بالعمل بشكل طوعي لمساعدة الأطفال و الأيتام في مخيمات النازحين،قمت بنشاطات عدة في مخيمات النازحين منها شراء دريسات لفريق كرة القدم وإقامة بطولة، وتحملت التكاليف جمة، كنشاط ترفيهي ، توزيع ملابس للأيتام وأغراض واحتياجات أخرى للميتم، لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال البريئة.

زيارات وتقديم مساعدات

زرت ميتم بشير كورية وقدمت المساعدات للأطفال الأيتام، كانت فرحتهم لا تصدق، وهذا ما يدفعني ويلهمني أن استمر في عمل ولو بشكل طوعي أو بجنع التبرعات وتوزيعها،وجمعنا أربعين يتيما في بعشيقة وأقمنا لهم مأدبة طعام، كونه لا يوجد ميتم في بعشيقة فبدأنا بالبحث طويلا حتى تمكن من الوصول إليهم وجمعناهم معا
لذا أتمنى ان يكون ميتم في بعشيقة لهم،كذلك كناشطات سلام زرنا داري العجزة في دهوك والموصل وتوفير لهم ما طلبوا من احتياجات.

مساعدة طلبة سنجار

بعد تحرير بعشيقة، جاء وفد من طلاب سنجار الحبيبة للسكن في بعشيقة وبحزاني لتكملة دراستهم في جامعة الموصل والحمدانية استقبلنا كأم تحتضن ابناءها، وعن نفسي ساهمت ولا زلت في مساعدة طلبة سنجار المتواجدين في بحزاني وبعشيقة، وتوفير لهم المأوى ومساعدات واحتياجات العيش والسكن وتوزيع سلال غذائية عليهم ودعمهم بشتى الطرق ليكملوا دراستهم ويتفوقوا كما عهدناهم.

انا قريبة من الطالبات أكثر من الطلاب، كدعم للمرأة الأيزيدية وتشجيعها على العيش بحرية وكرامة في مختلف المجالات ولاسيما الدراسة لأن سلاح العصر الحديث،إضافة إلى جمع التبرعات من داخل وخارج العراق، وإيصالها بأمان إليهم.

محظوظة بثقة الآخرين التي أحظى بها

محظوظة بثقة الآخرين التي أحظى بها، حيث من داخل وخارج العراق من قبل إيزيدي المهجر شهريا يرسلون مبالغ إلى لأوزعها على الطلبة بكل شفافية
وهذا يسعدني جدآ.

كبرت مساحة التعنيف بكبر مساحة عملي

تعرضت ولا زلت اتعرض لتعنيف مجتمعي بشكل مباشر أو غير مباشر كالألفاظ الجارحة، وأتعرض للتنمر ومحاولات لإيقاف عملي لكني أقاوم كوني صادقة مع نفسي ومع الآخرين.
فما تقدمه للاخرين قد لا يكون لديه قيمة لكنك صاحب مجهود وتقدر مجهودك فتدرك قيمته جيداً.

جمع نساء الاقليات في منصة 

أنشأت منصة (منصة المرأة للتنوع الثقافي) على صفحات التواصل الاجتماعي مختصة بالمرأة من مختلف المكونات، لتعزيز أواصر التماسك الاحتماعي وزيادة فرصة السلام الإيجابي ونقل صورة واضحة وحقيقية عن ديانتنا العريقة الديانة الأيزيدية إلى العالم وكذلك التنوع الثقافي وتبادل الثقافات للتعرف على طقوس وعادات بقية المكونات ولا سيما الأقليات ليجتمع الأقليات في صورة واحدة وهدف مشترك.

سافرت لأماكن عدة، فيها من الشبك والصابئة والكاكائية والمسيحية والزرداشتية
وجمعتهن في كروب لنتواصل ونقدم صورة جميلة عن عراقنا الحبيب الملون بطوائف وأطياف زاهية.
نحن على تواصل عبر هذا الكروب، كناشطات سلام نحتفي بأعياد ومناسبات بعض ونتشارك بكل ود، ونحزن بمناسبات الحزن ونتبادل المواساة ونقف إلى جنب بعض في هذه التواريخ لنشعر بأننا مكون واحد في الحزن والفرح.

امنية و رسالة للنساء

منيتي أن أكمل دراستي لأستأصل جذور التعنيف في داخلي، وأمحو بنجاحي آثار العمف والندبات التي عشتها في طفولتي، دائما أقول لنفسي سأنجح ولا خيار ثانٍ لدي، نعم سأكمل وأنجح، مثلما استطعت خلع القوقعة والعزلة واندمجت مع المجتمع، سأخلع عني العنف وأصبح حرة وأحلق عالياً.

دائما أقول لنفسي سأنجح ولا خيار ثانٍ لدي

رسالتي إلى المرأة الأيزيدية كوني قوية متمسكة بجذورك المتأصلة في أعماق التأريخ، لا تستلمي فالعقبات كثيرة والأرادة أعظم كنز في داخلنا،وأقول لباقي الديانات والمكونات أنا ايزيدية أحبكم من أعماقي ولا أحمل مشاعر سلبية اتجاهكم، فالاختلاف يعلمنا، والاختلاف يميزنا، لكنه نجتمع في صفة واحد وهي الإنسانية، فعاملني كإنسان وانسَ باقي التفاصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى