Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ستوري

تركو تعيل عائلتها وتحافظ على تراث اجدادها من خلال الأزياء الفلكلورية

ايزيدي ٢٤ – مشعل نواف
تصوير – عادل مروان

يمثل العراق، كدولة، فسيفساء جميلة من عدة نواحي، اهمها الازياء الفلكلورية والتراثية، فهو يحتضن، في الوقت الحاضر، عدة اديان ويتكلمون لهجات عديدة، كما كان قبل آلاف السنين موطنا لعدة حضارات، واستخدمت هذه الحضارات التراث والفلكلور بشكلٍ مختلف في كل مناسبة وحافظت عليها لآلاف السنين.

تعتبر الازياء الفلكلورية واستخدامها من قبل الشباب في المجتمع من اكثر طرق المحافظة على التراث والثقافة لأي مجتمع او دين كما انها تنمي الحس القومي والوطني والديني لدى ابناء المجتمع انفسهم وتعمل في نفس الوقت على نقل واستمرار الهوية والموروث للأجيال القادمة.

حافظ الشباب الايزيدي، في السنوات الاخيرة بشكلٍ خاص، على التراث الديني والفلكلوري بعدة طرق، كل شخصٍ بطريقته وحسب دراسته او عمله، منهم، “تركو” التي تعمل بكل طاقتها، مع عائلتها، لتحافظ على تراث اجدادها وتنقله للأجيال القادمة.

تركو رشو من مجمع بورك (اليرموك)، مواليد 1988، أم لأربعة أطفال. منذ صغرها وهي ملمة بثقافة وتقاليد مجتمعها، ترعرعت في عائلة تهتم بالبساتين وزراعة التبغ ومن هذه الأمور التقليدية، بدأت بالعمل في خياطة الملابس قبل احداث داعش في آب 2014، وبعد النزوح توقفت عن العمل، ومنذ حوالي سنتين عادت إلى عملها السابق مرة أخرى، لكن هذه المرة ليست خياطة الملابس العادية، وإنما بدأت بخياطة وحياكة الملابس الفكلورية الأيزيدية من المنزل.

تقول “تركو” خلال حديثها ل “ايزيدي ٢٤”، “أتتني فكرة حياكة الملابس الفكلورية بسبب شغفي في الأمور الثقافية وكما ارى من المهم جداً الحفاظ على تراث وثقافة وهوية أجدادنا وهوية مجتمعنا الأيزيدي”.

“هذه الأزياء ليست ازياء عادية بل بمثابة رمز تمثل هوية المجتمع”.

وتضيف “تركو”، “شعرت بأهمية هذا العمل وكيف يمكنني المساهمة في الحفاظ على جزء من تراثنا وهويتنا ونشر هذه الفكرة على نطاق أوسع”.

●مشاركة “زوجها” والتحديات التي واجهتهم

مثل الاغلبية من ابناء المجتمع السنجاري، لم تستطع “تركو” وزوجها “علي” فتح مشروع خاص بهما بسبب الظروف المالية وضعف الاجراءات الحكومية ودعم المشاريع الصغيرة.

يقول “علي”، بهذا الخصوص، “منذ فترة حديثة قمنا بفتح محل خاص بنا بعد ان زاد الطلب على الازياء التي نصنعها، كانت ظروفنا المادية قاسية ولم نكن نملك المال الكافي لفتح المحل إلا بعد أن قمت ببيع قطعة أرض كنا نملكها وقمنا بفتح هذا المحل بالمال الذي حصلنا عليه من قطعة الأرض”.

ويضيف “علي”، “انا وزوجتي ندير المحل وكلانا نقوم بخياطة وحياكة الملابس يومياً وحتى إلى وقت متأخر من الليل في البيت”.

●أهمية الحفاظ على التراث والثقافة بالنسبة لتركو

تقول “تركو”، “ارى ان هذا العمل متعلق بثقافة وهوية مجتمعنا لكن للأسف لا نتلقَ أي دعم من المجتمع أنفسهم وربما لا يفكرون بأهمية هذا العمل كما انا افكر فيه، وهذا ما يحزنني وهو إهمال المجتمع لثقافتهم وهويتهم”.

تركو وعلي كلاهما متعلقان منذ زمن بعيد بالتراث والفلكلور، فاجتمعا معا وتزوجا وزاد ارتباطهم بتراثهم، ويدرك “علي” اهمية الحفاظ عليها، وعن ذلك يقول، “اذا لم نقم بالحفاظ على هذه الهوية ستندثر رويداً مع مرور الزمن وواجب علينا ألا ندع ان تندثر هذه الثقافة”.

وتقول “تركو”، “زوجي كان الداعم الرئيسِ لي في البدء بهذا العمل وكما زميلاتي ايضا كانوا من الداعمين لي في الأنخراط في هذا المجال”.

●ماذا تصنع تركو من ازياء؟

تقول “تركو”، “نقوم بأستخدام صوف الاغنام لنصنع منها العديد من الأشياء مثل القبعة أو كما نسمى باللهجة الكورمانجية ( كوم، شالك، كوفي) ونصنع جميع الأزياء الفلكلورية المتعلقة بالمجتمع الأيزيدي من النساء والرجال، وكما نقوم بصنع زي يسمى الزي ذا اليشماخ الأحمر وهو زي كان يتم ارتدائه قديما من قبل العروس في السنة الأولى من زواجها وحاليا نحن نقوم بخياطة هذا الزي في محلنا. الأدوات التي نستخدمها في حياكة الملابس ايضاً جميعها يدوية الصنع”.

● إلى اين توصل اعمال تركو

“الفئة الأكثر طلبا لهذه الأزياء هي الفئة الشبابية، كما نتلقى طلبات بكثرة من خارج العراق”.

“في الحقيقة عملنا متعب جداً وفي أكثر الأحيان نسهر في الليل لوقت متأخر لنكمل عملنا في حياكة الأزياء، ولأن عملنا واسع ونقوم بحياكة وخياطة ازياء متنوعة وعديدة، لهذا كان يجب على الاقل أن يكون هناك شخصين آخرين يعملون معنا في هذا المحل ولكن ليس لدينا الأمكانية الكافية في الوقت الحالي لنقوم بتوظيف أشخاص آخرين”.

تواجه، “تركو” تحدي صعب من الناحية المادية في عملها ولا تستطيع توسيعه اكثر وبعكسه لقامت بتوظيف أشخاص آخرين معها في العمل ولكنها، “مهما واجهت صعوبات لن أترك عملي وسأكون مستمرة”، حسب قولها.

وتضيف “تركو”، “لم نتلقَ أي دعم من شخص او أي منظمة لعملنا، نتمنى لو نملك الدعم الكافي ليكون لدينا القدرة على توسيع عملنا وتيسير العمل بصورة أفضل”.

●ما هي رسالة تركو من خلال عملها

رسالتنا من خلال عملنا هي الحفاظ على هويتنا وكما أنه يجب علينا جميعاً أن نرى من الواجب الحفاظ على هويتنا وتراثنا لأن مع تطور الزمن وهذه الحروب التي تحدث تندثر الثقافة والهوية، ونتمنى ان يدعمنا أي شخص او منظمة لنكون قادرين على توسيع عملنا وتيسيره بصورة افضل وكون عملنا يتطلب جهد كبير وعلى الأقل أربعة أو خمسة أشخاص يعملون فيه كون عملنا ومشروعنا فريد ومميز في قضاء سنجار بأكمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى