تقارير

الحكومة تثير الجدل بسبب “التمييز على اساس الدين والمذهب”

ايزيدي 24 – مثنى النهار 

يمتعض الكثير من أبناء الشعب العراقي، لا سيما أبناء المكونات، من إجراءات التعيين أو التقديم على المشاريع أو المنح أو المشاركة ضمن الأنشطة التي تقام في العراق بشكل عام، ومناطق نينوى بشكل خاص، ومن طريقة الكشف عن الدين والمذهب والعرق والقومية، واصبح العمل سار في التقديم إلى جميع الوظائف الحكومية يتطلب معرفة الانتماء الديني والمذهبي والعرقي.

“هل يفترض ان اغير هويتي لأتمكن من الحصول على وظيفة؟”

هكذا تسأل الناشطة المدنية “سامية شنكالي” بعد أن فقدت الحصول على وظيفة حكومية لعدم وجود قوميتها ضمن استمارات التقديم للحصول على وظيفة بالرغم من تأهلها العلمي وحصولها على معدل عالٍ وكذلك فهي من ذوي الشهداء، حسب ما ذكرته في تصريح خاص لـ “ايزيدي24”

بالإضافة الى ذلك، تنخفض فرص حصول بعض الخريجين على الوظائف العامة بناءً على “المحاصصة”، التي كانت سياسية فقط لما يقارب العقدين من الحكم الديمقراطي العراقي، لكان في السنوات الاخيرة فكل ديانة او مذهب او طائفة او مكون تحصل على نسبة معينة من عدد الوظائف.

مطالبات بالعدالة

طالبت “شنكالي” أن تكون هناك “عدالة في التوظيف على أساسٍ يراعي حقوق الجميع دون تمييز”.

وأشارت “شنكالي” الى “اننا كايزيديين جزء من تنوع وطننا وحقنا في التمثيل يجب ان يكون غير قابل للتجاوز، نحن لا نطلب المزيد، ولكننا نطالب بالعدالة والمساواة في الفرص، نطالب بحقوقنا الاساسية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون اي تمييز”.

يفرض القانون وكذلك “الوظائف الحساسة” تهميش بعض المكونات، ليس فقط في مراكز المدن بل حتى في مدن هذه المكونات، وتتسائل “شنكالي، “لماذا يفرض علينا التحول من هويتنا لكي نصبح جزءا من النسيج الوطني؟ نحن نناشد الحكومة ان تنظر في هذا الامر وتعالج هذا التمييز الواضح، نطالب بتحقيق العدالة وتأمين حقوقنا كايزيديين ونؤكد اننا نستحق مكاناً في وطننا يكون فيه الجميع متساوون امام القانون والفرص”.

نسف النسيج الاجتماعي

من الناحية التشريعية ايضا هناك بعض الاخطاء والتلكؤ في اصدار او حتى تعديل القوانين التي تراعي طبيعة المجتمع العراقي ومكوناته وطريقة تنفيذ الحكومات لهذه القوانين، فقد وصف “احمد الرحال الربيعي” وهو مهتم بالشأن السياسي والمجتمعي، ما تقوم به الحكومة العراقية وبعض المنظمات والهيئات غير الحكومية من إجراءات التعيين بأنها نسف للنسيج الاجتماعي وهو أحد أعمدة نظام المحاصصة المقيتة (نظام توزيع الكعكة) الذي يؤثر سلباً على السلم المجتمعي والتعايش السلمي، وهو نوع من أنواع التفرقة وإعادة إشعال الفتنة مجددا”.

تعديل الفقرات

اعتبر “فهد زيباري” إجراءات التوظيف وفرص العمل، سواء في القطاع الحكومي أو غير الحكومي (المنظمات غير الحكومية)، بأنها “تحتاج إلى تعديل في مضامينها”.

واضاف “اليوم نعاني من المحاصصة والانقسامات والكثير من الأقليات في العراق تعاني وتواجه مشكلة أثناء التعيينات”.

واسترسل “زيباري”، “نحن جميعاً أبناء بلد واحد ويجب أن تُعدل هذه الفقرات وعلى الحكومة دعم التعايش السلمي وقوة العراق تكمن بوحدته”.

القومية الايزيدية

في العام 2023 تجاوز مجموع الدرجات الوظيفية المعلنة من قبل الحكومة العراقية مجموع ما اعلنته الحكومات المتعاقبة لما يقارب العقد (منذ 2014).

تجاوزت الحكومة “القومية الايزيدية” في جميع استمارات التقديم على الوظائف لكن بسبب الضغط الشعبي ومطالبات الناشطين والمثقفين، وحتى تدخل بعض السياسيين في عدد من المرات، جعلت الحكومة تعدل الحقل الخاص بالقوميات وتضيف القومية الايزيدية، على الرغم من انها لم تذكر في القانون ولا الدستور العراقي”.

التفرقة داخل الدين الواحد

مؤخرا تجاوز الامر، المحاصصة والتفرقة بين الاديان، حيث تضمنت استمارة التقديم الإلكتروني على جهاز مكافحة الارهاب حقل السؤال عن المذهب لتحديد طائفة المتقدم.

وأطلق جهاز مكافحة الإرهاب، في نهاية ديسمبر/ كانون الاول 2023، استمارة إلكترونية للتطوع في صفوف الجهاز بصفة جندي حيث تتضمن الاستمارة مجموعة أسئلة شخصية من ضمنها الديانة، لكن عند اختيار الدين الإسلامي تظهر بوابة جديدة للسؤال عن نوع المذهب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى