تقارير

انقسام الايزيدية بين العودة والبقاء في النزوح، هل الاسباب امنية ام لقلة الدعم الحكومي ؟

بين العودة والنزوح، الايزيديين في حيرة والدعم والأمن يبقى العائق الوحيد

 

 

ايزيدي 24 – مشعل نواف

شهاب شاب في العشرينات من عمره، نزح من سنجار الى اقليم كوردستان بعد احتلال داعش لمدينته، عمل لسنوات طويلة مع عائلته بالمزارع والدواجن في مدينة السليمانية وأطرافها، تحسن وضعهم الاقتصادي هناك، بحسب شهاب كانت الأمور جيدة، وتحسن الوضع المعاشي لهم وابتعادهم عن المخيمات في الاقليم نسوا قليلاً من ما تعرضوا له من مأساة.

يستطرد شهاب بكلامه وبصوته نبرة من الحزن ويقول لكن هذا لم يدم طويلاً فمرض والدي، وصرفنا كل ما جمعناه واكثر وحتى يوميات عملنا أنا واخوتي والعائلة بأكملها على علاجه ومراجعة الطبيب، وحتى هذا لم يعد يكفي فاضطررنا للقدوم الى محافظة دهوك والان انا اعمل في كافتيريا بيومية 10 آلاف دينار وتصرف بنهاية يومي.

لا اعرف كيف سأعود الى سنجار ونحن حين خرجنا من بيتنا الطيني في مجمع خانصور كنا اطفال وننام في غرفة الضيوف ونحن الآن ثلاث أشقاء متزوجين ولدينا اطفال واب مريض، البيت لا يسعنا وليس بأمكاننا بناء بيت جديد ولا نعرف ان عدنا الى سنجار، ماذا سنعمل و من اين سنوفر لقمة العيش رغم اننا ننشد للعودة الى موطننا الأصلي في سنجار.

بعد الإبادة التي طالت الايزيدية في آب/أغسطس 2014 لم يعد للفرد الايزيدي ان يقرر مصير حياته بسهولة كل الخيارات أمامه صعبة وغير مقنعة، لا حياة النزوح تعتبر حياة كريمة والعودة الطوعية لا تعتبر حل مثالي، أمر العودة والبقاء في النزوح منوط بالتعويضات وما تقدمه الحكومة لمدينة دمرت فيها الحياة ولشعب تعرض للابادة و ترك أرضه ومنطقته لعشر أعوام.

بيوت مدمرة

عشر سنوات من النزوح كانت كافية لتدمير وتجريف البيوت التي حتى لم يلحق بها الاذى من جراء العمليات الارهابية وسرقة الممتلكات من قبل القرى المجاورة لمناطق جنوب جبل سنجار وشماله.

يقول “سليمان الياس”، مواطن سنجاري وقد طوى صفحة النزوح العام الماضي بعد قضاء قرابة تسع سنوات في مخيمات النزوح : أرى أن سبب عدم عودة النازحين إلى مناطقهم رغم مرور حوالي 10 سنوات على نزوحهم هو بسبب إهمال الحكومة العراقية لقضاء سنجار ولأنها لا تنوي العمل في إعادة إعمار المناطق والمنازل المتضررة، وكما نعلم ان العديد من البنايات والمنازل تضررت ودمرت بسبب فعل داعش الارهابي.

ويشير “سليمان” إلى أن المواطن لا يستطيع العودة وهو لا يملك منزل في منطقته، ولا تزال المنطقة كما هي، وكون الحكومة لا تدعم ولا تشجع النازحين على العودة بدعمهم مادياً لبناء وترميم منازلهم، منوهاً الى انه بالتأكيد لا احد يرغب العيش تحت ظل الخيم إلا اذا قد فقد منزله او أنه لا يستطيع العودة بسبب قلة توفير الخدمات الاساسية من قبل الحكومة.

يكمل “سليمان”، بلا شك اذا وفرت الحكومة الدعم اللازم وعملت في إعادة إعمار المنطقة سيعود النازحين إلى منازلهم، حيث انا عائد منذ حوالي سنة ولم استلم منحة المليون ونصف التي تم تخصيصها من قبل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اتخذت قرار العودة إلى سنجار لأن المنزل والموطن الوحيد لنا هو سنجار ولا بد ان نعود اليه مهما طال الزمن لنا في المخيمات.

قرار عودتي الى سنجار كان من أجل إعادة بناء حياة جديدة في سنجار هكذا تحدث سليمان، مردفا، انا منذ عودتي ولحد الان لم أستلم أي دعم من الحكومة ولا من المنظمات الدولية والخيرية سوى سلة غذائية من وزارة الهجرة، ويجب أن تفي الحكومة بوعودها للنازحين العائدين.

 

هل حكومة الاقليم مع عودة النازحين

“ديان جعفر” مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك في تصريح خاص لـــ أيزيدي٢٤ يقول نحن كدائرة الهجرة والمهجرين في دهوك ندعم أهلنا النازحين دائماً ونعمل على تسهيل امور عودتهم إلى سنجار، حقيقة ندرك أنه طال فترة نزوحهم في المخيمات ومن الضروري أن يعودوا النازحين إلى مناطقهم عودة آمنة، وكذلك لأجل عدم إحداث تغير ديموغرافي في سنجار. في نفس الوقت كسياسة اقليم كوردستان فإنها لا تجبر أحد على العودة او البقاء في المخيمات، ونحن ملتزمون بدعم كل نازح موجود في المخيمات حسب الإمكانيات المتوفرة، وحينما يقرر أي نازح العودة سوف نوفر له كل التسهيلات اللازمة من أجل عودة سالمة وآمنة.

أضاف “جعفر”، أرى أن سبب عدم عودة النازحين إلى مناطقهم يرجع إلى أسباب أمنية وأقتصادية وحسب ما نتلقى من النازحين أنفسهم ايضاً ولهذا نرى الحكومة العراقية مهملة تجاه سنجار، لأن هناك تدخلات خارجية في منطقة سنجار لذلك تتواجد في المنطقة أحزاب وقوات متعددة. نرى انه من المفترض على الحكومة العراقية وضع حل جذري لقضية سنجار لكي يعود النازحين مطمئنين من الجوانب الأمنية والاقتصادية والخدمية. من الواضح جداً أنه ليس هناك شخص يريد العيش والبقاء في المخيمات إلا إذا كانت منطقته غير آمنة ولا تتوفر فيها الخدمات والاستقرار الكافي.

يشير “جعفر”، إلى أنه كل نازح في اقليم كردستان يملك حرية قرار العودة ولا نستطيع إجبار أي أحد على العودة او البقاء في المخيمات، كما نرى منذ حوالي سنتين انخفضت المساعدات المقدمة للنازحين من قبل المنظمات الخيرية والدولية ولهذا يمر النازحين بظروف صعبة. من الطبيعي أن تنخفض المساعدات الانسانية من المنظمات إذا طال فترة النزوح في أي منطقة لأن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR تقول أذا طال فترة النزوح لمدة طويلة أما على النازحين العودة إلى مناطقهم والاستقرار فيها أو أن يتكيفوا ويدمجوا مع المجتمع المضيف.

نحن كدائرة الهجرة والمهجرين في دهوك نقوم بعمل كتابين لأي نازح يقرر العودة، احدهما كتاب تسهيل امر الدخول من خلال سيطرات الإقليم والأخر كتاب العودة ليستلموا مستحقاتهم عندما يعودوا إلى منازلهم، هناك أيضاً دعم من منظمة الهجرة الدولية IOM لأي نازح يرغب العودة إلى منزله

التعويضات و قلة الدعم الحكومي

تكلم “جعفر” عن التعويضات، إذا ننظر إلى حجم الابادة التي حدثت لأهالي سنجار كبيرة جداً وكان واجب على الحكومة العراقية النظر إلى هذه الكارثة والقيام بواجبها تجاه اهالي سنجار من ناحية إعادة إعمار المنطقة وتوفير الخدمات وفرص العمل وتوفير فرص التعيين.

وبين “جعفر” إنه سابقاً كانت هناك اتفاقية سنجار بين بغداد واربيل وتضمنت الاتفاقية ضمن بنودها دعم كل عائلة مبلغ 15000000 مليون دينار عراقي وايضاً توفير الخدمات اللازمة وعودة إدارة سنجار إلى المنطقة، وفي الوقت الحالي قررت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تخصيص مبلغ 4000000 ملايين دينار عراقي لكل عائلة تعود إلى سنجار والذي يشمل حوالي 25000 الف عائلة ساكنة في مخيمات محافظة دهوك، وهناك اكثر من 37000 ألف عائلة ساكنة خارج المخيمات في محافظة دهوك غير مشمولين بقرار وزارة الهجرة مما يصبح عدد إجمالي النازحين في محافظة دهوك حوالي 330000 الف نازح في داخل وخارج المخيمات، وهذا قرار غير عادل لأن جميع أهالي سنجار يحتاجون إلى الدعم والمساعدات سواء كانوا ساكنين في المخيمات ام لا، لتكون حافزاً للنازحين أجمع ليعودوا إلى مناطقهم. ارى ان هذا المبلغ بحد ذاته غير كافي لأي عائلة وكما نتلقى شكاوى من النازحين عن قلة المبلغ المخصص لكل عائلة، كان يجب على الأقل تخصيص مبلغ 15,000،000 مليون دينار عراقي لكل عائلة ليتمكنوا من العودة وشراء المستلزمات الاساسية وترميم منازلهم.

كان يجب على الأقل تخصيص مبلغ 15,000،000 مليون دينار عراقي لكل عائلة ليتمكنوا من العودة وشراء المستلزمات الاساسية وترميم منازلهم

“مريم حسو” نازحة في خيمة على اطراف مخيم خانكي تتحدث لـ ايزيدي 24 وتقول ، دمر منزلي أبان التفجيرات الارهابية في ناحية القحطانية ” تل عزير ” عام 2007 وتم بناء نصفه بدعم من الحكومة آنذاك وبعد احتلال داعش للمدينة تم سرقة الأبواب والشبابيك وكل الادوات المنزلية ، حتى الكيبل الموصل للكهرباء تم رفعه وسرقته ، وتضيف، انا ارملة ولدي ثلاث ايتام ولا املك اي وارد او دعم، كنا نعيش أغلبية اهالي سنجار على راتب الرعاية الاجتماعية لزوجي وعلى مساعدات المنظمات في النزوح وبعد وفاة زوجي ومنذ سنة احاول ان ان يتحول راتبه الى اسمي ولم يتحول للان ودعم المنظمات انقطع عنا، لا اعرف كيف سأعود الى بيتي الذي يحتاج الى ترميم بقيمة أكثر من 7 ملايين دينار ونحتاج الى كل شراء كل الادوات المنزلية.

تقول مريم حياة الخيم لا تناسب البشر، فانا لا انام نصف الليالي خوفاً على اطفالي من احتراق الخيمة وكل شمس تشرق في كل صباح احمد ربي على أننا ما زلنا بخير.

فيما صرحت وزارة الهجرة والمهجرين يوم أمس في بيان مصور أنها باشرت بتوزيع 4 ملايين دينار لكل أسرة عائدة حديثا إلى قضاء سنجار، و جاء البيان الذي حصلت ايزيدي 24 على نسخة منه كالاتي، تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء، وبناءً على توجيهات وزيرة الهجرة والمهجرين السيدة إيڨان فائق جابرو، وزعت كوادر الوزارة (صكوك) المنح المالية للأسر العائدة حديثا من مخيمات النزوح إلى مناطق سكناها الأصلية في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، بواقع أربعة ملايين دينار للأسرة الواحدة.

وتأتي هذه المبادرة، تشجيعا للأسر على العودة الطوعية قبل موعد إغلاق مخيمات النزوح في ٣٠ من شهر تموز المقبل حسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، فيما سيتم شمول بقية الأسر التي ستترك المخيمات وتعود إلى مناطقها بالمنح المالية والمساعدات الإغاثية والسلع المعمرة لدعم الاستقرار في مناطق العودة.

 

في تصريح سابق لـ ايزيدي 24 اكد د. بكر سليمان، عضو لجنة تعويضات غرب نينوى والمشرف على مكاتب ناحية الشمال للتعويضات و ممثل عن وزارة الصحة، أنه ما يقارب 12500 معاملة تم ملؤها لغرض الحصول على التعويضات، وأن عدد المعاملات المنجزة حتى الآن ومن ضمنهم تراكمات أعوام ” 2021 و 2022 و 2023 ” تقارب 1،000 تم المصادقة عليها و رفعها إلى المحافظة والمالية، واشار الدكتور بكر إلى أن المتبقين من 12500 معاملة ما زالت تحت العمل و التدقيق من قبل اللجنة والخبراء للتأكد منها.

إن الذين استلموا مبالغ التعويضات من سنجار أكملها هم فقط ٢٠ حالة او ” معاملة، اما بخصوص المتبقين فهناك موافقة رسمية واستئناف لتوزيع المبالغ وحسب آخر لقاء بين دائرة سنجار والمحافظ وعدهم باعطاء اولوية و جهد حاص لسنجار بحسب د.بكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى