تقارير

امراء كثر والمؤيدين غرباء .. عائلة ” الامارة ” تشتت الايزيدية

ايزيدي 24 – سنجار 

بعد رحيل امير الايزيدية تحسين سعيد بك في بداية عام 2019 بعد صراع طويل مع المرض الذي تم  تنصيبه  أميراً للايزيديين، بترشيح من جدته ميان خاتون، بعد مرور 15 يوماً على وفاة والده الأمير سعيد علي بك وذلك في صيف 1944 ، رحيل الامير ترك فراغاً بين عائلته الاميرية و نتجت عن خلافات كثيرة بينهم ادت الى دخول اكثر من 10 اشخاص من العائلة الاميرية الى معترك الحصول على منصب امير الديانة الايزيدية .. 

تجاذبات و مناورات و سيناريوهات كثيرة عرضت حينها لحصول اي شخص على منصب الامير و لكن في النهاية ختمت لصالح نجل الامير الراحل ” حازم تحسين سعيد بك ” و جرت مراسم تنصيب حازم تحسين بك اميرا للديانة  الايزيدية  بشكل رسمي في معبد لالش.وهذه هي المرة الاولى التي يتم فيها تنصيب امير جديد للايزيديين منذ 75 عاما وبعد وفاة مير تحسين بك.وصوتت العائلة الاميرية يوم 24 من شهر تموز 2019 بعد 6 اشهر من وفاة الامير  على اختيار حازم تحسين بيك اميرا للإيزيديين خلفا لوالده الذي توفي يوم 25 من كانون الثاني عام 2019، في احدى مستشفيات المانيا.

اختيار الامير ” حازم تحسين بك ” احدث شرخ داخل المجتمع الايزيدي حيث عارض اغلب رؤوساء العشائر و الوجهاء الايزيديين في سنجار و قوى عسكرية و احزاب ايزيدية اختيار حازم تحسين بك كأمير للايزيدية في حين باركته عشائر و وجهاء من مناطق اخرى ..

كثرة الامراء يقسم الايزيديين 

على ضوء خلاف رؤوساء عشائر الايزيدية و وجهائها و بعض الاحزاب و القوات العسكرية في سنجار و عدم الوصول الى حل بين الامير و بين من هم في سنجار اضطر اهالي سنجار في النهاية و المعارضين للامير الى تشكيل مجلس باسم ” المجلس الايزيدي في سنجار ” و ضم مثقفين و رجال دين و رؤوساء عشائر و رؤوساء احزاب و قوات عسكرية و دخل الى ساحة معارضة الامير في كل قراراته الا ان هذا المجلس لم يدوم طويلا في مزاولة مهامه ..

رغم عدم استمرار هذا المجلس في مزاولة مهامه الا ان دائرة الصراع و الخلاف مع الامير لم تتغير و لم تتفق هذه الجهات مع الامير للان ..

في الجانب الاخر ، طرج ” حازم تحسين بك ” طرح فكرة انشاء ” المجلس الايزيدي الاعلى ” و لم يقم بدعوة المعارضين له من الايزيدية و اعتمد في تشكيل مجلسه الجديد على بعض رؤوساء العشائر من سنجار و بعض السنجاريين في مناصب حكومة الاقليم و المركز و هذا ما وسع من دائرة الخلاف و الصراع بين من هم في سنجار و من هم في لالش و تم معارضة هذا المجلس بشكل كبير الا ان تخلى الامير نهاية عام 2023 عن الفكرة من الاساس .. 

الناشط الايزيدي سيدو الاحمدي في تصريح ل ايزيدي 24 يقول ، ظهور امراء جدد او بالاحرى اشخاص يفرضون انفسهم على الايزيدية يؤثر بشكل سلبي على النسيج الاجتماعي في سنجار و بقية مناطق الايزيدية ، مشيراً الى كثرة عدد الامراء ادى الى الخلافات ما بين العشيرة الواحدة و العشائر المختلفة بسبب انه كل ما يسمى بالامير يحاول تشتت جزءً من الايزيدية ليكونوا مؤيدين لفكرته القصيرة المدى ..

الصحفي الايزيدي سامان داود في تصريح لـ ايزيدي 24  يرجح مشاكل الايزيدية اصبحت فوق طاقتهم ومن ضمنها مشكلة الصراع بين عوائل الإمارة التي فقدت قيمتها الدنيوية والدينية بسبب هذه الصراعات واصبح يتكلمون بشكل واضح وصريح عن فقدانهم الانتماء الروحي لهذه الإمارة ولذلك نجد نفور عن ذكر الإمارة وخاصة بين الشباب.

اليوم نحن امام حقيقة واقعة هي إن ما يحصل من تعدد الامراء هو امتداد لآخر إبادة ايزيدية والتي هي مستمرة منذ عشرة اعوام ويعد هذا الصراع سببا في استمرارها رفقة اسباب اخرى اهم التشتت السياسي.

الصراع الداخلي لعائلة الامارة 

صراع بيت الامارة ليس وليد اليوم و انما هو صراع ازلي بين عوائل بيت الامارة و حتى في ظل الحكومات السابقة كان هناك عدة اشخاص يعلنون عن انفسهم كأمراء للايزيدية فبعضهم يستقوي بالاحزاب و الحكومة في كوردستان و الاخرون بالحكومة العراقية و القوى الشيعية و السنية و اخرون كانوا يتخذون من المجتمع الايزيدي في سنجار كأستحقاق لاستلامهم لزمام امور الامارة ..

بعد تنصيب حازم تحسين بك اميراً للايزيدية و الذي لاقى معارضة كبيرة و الذي اتهم بانه تم اختياره من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني و فرضه على الايزيدية ، في سنجار و بعدها بأشهر اعلن شخص اخر من بيت الامارة نفسه اميراً على الايزيدية و متخذاً من سنجار و من القوى العسكرية و السياسية المعارضة للحزب الديمقراطي الكوردستاني موطن قوة له و هو نايف بن داود بك الذين تم تنصيبه في جبل سنجار من قبل بعض الشيوخ الايزيديين ..

قبل ايام و في ظهور جديد خرج شخص اخر و اعلن عن تنصيب نفسه اميراً للايزيدية في بغداد و هو سالم نجمان سلمان بك و  هو الاحدث بين الامراء وتم دعمه من قبل بعض الايزيديين في بغداد و حسب الادعاء انه يتم دعمه من الحكومة العراقية او بعض الاحزاب الشيعية في بغداد .. 

الصحفي سامان داود يشير الى ان ،التشتت الموجود بين عوائل الإمارة الايزيدية الاخيرة هو دليل على ان هذه الامارة اصبحت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد وفاة الامير تحسين بك الذين كان يحظى بقبول من جميع الاطراف عكس الامراء الحاليين الذين يعملون وفق اجندات سياسية هدفها تدمير البنية الدينية الايزيدية لإكمال ما فعله داعش من إبادة جماعية في سنجار ..

اما الناشط سيدو الاحمدي يقول ،الامير الجديد في بغداد و الامير الموجود في كردستان و الامير المتواجد في اوربا و الامير الذي بايعه بعض الاشخاص في سنجار ، لم يتم اختيار احد منهم بالطريقة المتفق عليها من الامير الراحل تحسين بك  و من قبله و لم يستندوا الى رأي المجتمع الايزيدي كمباركة لهم بل اعتمدوا على جهات سياسية و اخذوا مباركتهم من الاحزاب  ..

و يشير الاحمدي الى ان ، امير بغداد سيكون من اجل مصالحه الشخصية في بغداد كما البقية و مصالحهم في مناطق تواجدهم ، و اضاف لا يمكن لـ امير ان يكون في خدمة شعبه و هو ميسر من قبل حزب او جهة عسكرية او سياسية ..

يشير الاحمدي ، الى ان بيت الامارة تفتقر الى رؤية مستقبلية لادارة الايزيدية و قضيتهم الشائكة و الابادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون ..

ظهور شخص جديد ينصب نفسه اميراً على الايزيدية في بغداد زاد من حدة الانتقادات للعائلة الاميرية و زادت من حدة الخلاف و انعدام الثقة في جميع من يسمون انفسهم امراء و اصبح موضوع تشتيت الشارع الايزيدي و ظهور امراء جدد هو الشغل الشاغل للايزيدية و اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الايزيدية بالانتقادات اللاذعة لكل الامراء .. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى