باحثين عن العدالة .. اصبحوا متهمين، الايزيديين ملاحقين قضائيا

ايزيدي 24 – سنجار 

تعرض الايزيديين في سنجار ابان اجتياح داعش عام 2014 الى ابشع الجرائم في التاريخ الحديث و بحسب التقارير و الاحصائيات و البحوث الميدانية الدولية و العراقية من شهادات ناجيين من الابادة و ناجيات و ناجيين من سجون داعش و المقابر الجماعية و الفردية التي تم اكتشافها في كل مناطق سنجار و القتل على اساس الدين و تهجير و نزوح مئات الالاف من الايزيديين فالكثير من الدول و منها العراق و كذلك الامم المتحدة اعترفت بان ما حدث للايزيدية يرتقي بل و يتجاوز ” الابادة الجماعية ” و هذا هو المتفق عليه عالمياً و عراقياً و تسمى ” ابادة الايزيدية ” هذه الابادة لم تأتي من فراغ بحسب روايات الايزيديين و بمجرد دخول داعش الى سنجار ازدادت اعداد المقاتلين في صفوف داعش من المتطرفين المحليين و الحاقدين على الايزيدية كديانة و كوجود و التحق بهم مئات بل الاف من رجال القرى المجاورة العربية و الكردية  للايزيدية في ناحيتي القيروان و الشمال و كذلك من مركز قضاء سنجار و من قضاء البعاج و قاموا بأرشاد داعش الى كل مواطن ضعف الايزيدية ..

تقول رواية ناجية ايزيدية لو الملتحقين من جيراننا بداعش ” خونة الزاد و الملح ” كما وصفتهم لما تعرضنا لهذا الاذى الكبير من الاجانب في داعش و استرسلت في الكلام و قالت في الايام الاولى من اختطافنا لم تكن هناك اي اوامر بسبينا و استرقاقنا الا بعد ان شرح لهم الدواعش من الجيران بان نقطة ضعف الايزيدية هو استرقاق نسائهم ..

و تقول ناجية اخرى ، ان داعش عاملهم اسوء معاملة في التاريخ من ضرب و اهانات و بيع في السوق الرق و تزويجهم عشرات المرات الا ان اسوء انواع داعش كان من دواعش الداخل و بالاخص المنتمين الى داعش من الموصل و تلعفر و اطراف سنجار و قضاء البعاج .. 

الاعراض الجانبية 

تحررت ناحية الشمال ” سنوني ” في 13 /11 / 2015 بعد ما يقارب 5 اشهر من وقوعها بيد داعش و نزوح اهاليها الا ان المقاتلين الايزيديين بقوا في جبل سنجار و قاوموا داعش الى الرمق الاخير و المنطقة الوحيدة التي لم تقع تحت سيطرة داعش في اكثر من 10 محافظات عراقية و سورية هي ” جبل سنجار ” الذي كان محاصراً من كل الاطراف ، بعد تحرير الناحية و عودة بعض الاهالي اليها كانت بعض القرى العربية التي لم ترحل و تنزح  و لم تترك منازلها حتى بعد مجيء داعش باقون في قراهم و كان هناك فراغ امني كبير بعد انسحاب داعش من هذه المناطق و كانت هناك قوات عسكرية كردية متعددة في هذه المناطق بالاضافة الى المجموعات الايزيدية المسلحة التي تشكلت لمحاربة داعش ، كردود افعال او ربما كانتقام او ربما لزعزعة الوضع في المنطقة تعرضت بعض القرى العربية في شمال و جنوب الجبل الى هجمات من جهات سميت ” مجهولة ” في وقتها ..

الان ان اهالي بعض القرى مثل ” السيباية و الجري ” ظهروا في العلن و في الاعلام و قالوا بان الايزيديين و لم يقولوا اسم اي مجموعة او اشخاص هاجموا قريتنا و قتلوا رجال و نساء و احرقوا القرى ..

يقول الكاتب و الناشط راكان رفو في مقال سابق منشور في ايزيدي24 عندما هاجم داعش على الايزيديين رفع شعار (دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام في غزوة جديدة لفتح سنجار مدينة الكفار الأصلين عبدة إله الشر)، و الغالبية العظمى من عناصر التنظيم كانوا عراقيين ومن سكنة محيط سنجار ومحافظة نينوى، لحد اليوم لم نسمع كلمة واحدة من جميع المؤسسات والمراكز والشخصيات الدينية السنية لإستنكار وتحريم جرائم داعش، ولم يقوم العالم الإسلامي بكل دوله ومؤسساته وعشائره تقديم مجرم واحد إلى العدالة ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها ضد الايزيديين والاقليات الآخرى..

يكمل راكان كلامه بأن ، المصيبة العظمى دائماً يتم وصف داعش على إنه عصابة من اللقطاء اسسها وحركها المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية ويغض النظر عن مئات الألآف من قادته وعناصر من غرب وشمال العراق وسوريا، اما إذا فقد راعي عربي احد اغنامه في منطقة ايزيدية، تتحول كل شعارات التسامح والتعايش إلى (الثأر يؤخذ ولو بعد حين) ويتم استهداف ديانة كاملة ..

إذا فقد راعي عربي احد اغنامه في منطقة ايزيدية، تتحول كل شعارات التسامح والتعايش إلى ( الثأر يؤخذ ولو بعد حين ) ويتم استهداف ديانة كاملة

اهالي هذه القرى العربية لمدة عامين لم يقوموا برفع اي دعوى قضائية ضد الايزيديين و لكن بعد انسحاب قوات البيشمركة من هذه المناطق و سيطرة القوات العراقية عليها في عام 2017 قاموا برفع دعاوي بالجملة ضد الايزيديين يتهمونهم بالاعتداء على قراهم و قتل اكثر من 30 فرداً من هذه القرى و سرقة اموالهم و ممتلكاتهم .. 

و كان اول من تم اعتقالهم بتهمة ارتكابه جريمة بقتل و بالمادة القانونية 4 ارهاب هو مواطن ايزيدي من قرية كوهبل في سنجار التي تبعد عن قرية جري العربية ما يقارب 5 كم  و هو خيرو بلو قولو و تم اعتقاله في 1 نيسان 2024 و بحسب عائلة المحكوم انه اخذت الاعترافات منه تحت التعذيب و ان المحكمة حكمت عليه بالاعدام على خلفية قتل شخص من عشيرة ” المرعي ” العربية في قرية جري .. 

 ” خيرو ” و الايزيديين ملاحقين قضائياً 

قضية  ” خيرو  ” و اصدار حكم الاعدام بحقه على خلفية اتهامه بالمادة 4 ارهاب بقتل شخص من قرية ” الجري ” العربية لن تكون القضية الاولى و الاخيرة بين الايزيديين و عرب الجوار ، فهناك اكثر من 60 دعوى قضائية مسجلة ضد الايزيديين .. 

كل الاطراف و القوى السياسية الايزيدية و العسكرية ابدت عن استيائها و انزعاجها سابقاً عن اتهام الايزيدية بأرتكاب جرائم ارهابية في هذه القرى و اكدوا في بيانات و تصريحات سابقة حول هذا الموضوع بانه هناك توجه سياسي و طائفي في اطراف سنجار من تحويل الايزيدية من ضحايا الى جلادين و متهمين بارتكابهم لاعمال ارهابية بحق القرى العربية و هذه الخطوة هي لاعاقة القضاء العراقي في مواصلة محاكماته للافراد الذين انتموا لداعش و ارتكبوا جرائم حرب و ابادة جماعية ضد الايزيديين ..

قبل اكثر من شهرين عقد في الموصل مؤتمر مصالحة بين اهالي هذه القرى و بعض الشخصيات الايزيدية و سمي ” بوثيقة الوئام ” و في حينها عارضت كل الاطراف الايزيدية توقيع اي وثيقة صلح مع هذه العشائر و القرى التي شاركت في ابادة الايزيديين .. 

عوائل الضحايا.. لا وئام دون تحقيق العــدالة،و شيوخ العشائر لا يمثلون الا مصالحهم

يقول عضو مجلس محافظة نينوى ” جمال الششو ” في تصريح خاص لـ ايزيدي 24 ، في الوقت الذي نستنكر و نشجب اي اعتداء على اي قرية في العراق و ارتكاب اي جريمة بحق اي مواطن من اي مكون من حقنا كأيزيديين ان ندافع عن ابنائنا حتى و ان تم اتهامهم جزافاً بجرائم حدثت في عام 2015 و اكد في تصريحه بان على اتصال مع اعضاء مجلس المحافظة الايزيديين الاخرين و انه في القريب العاجل ستتم زيارة المواطن “خيرو ” المحكوم عليه بالاعدام في السجن

و اشار الششو بانه هو و زملائه في مجلس المحافظة سيحاولون و  بكل الطرق الدفاع عن ” خيرو ” و اعادة محاكمته و رفع الحكم عنه ان احسسنا بانه بريء و انه اخذت الاعترافات منه تحت التعذيب سنقوم برفع دعوة على من عذبوه لان التعذيب مخالف للقانون العراقي .. 

و اضاف و ان تبثت عليه الجريمة و هو فاعلها و انه قام بقتل المواطن من قرية ” الجري ” فهذا الامر يعتبر جريمة جنائية بدافع سرقة السيارة و لا تدخل في خانة جرائم الـ 4 ارهاب حينها سنساند القانون في اخذ مجراه 

الحراك المدني و العشائري الايزيدي 

منذ ايام انطلقت في وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات و  حملة تضامن مع هذه القضية و افرزت عن حراك عشائري و مدني و صرح قائد قوات البيشمركة في سنجار ” قاسم ششو ” ل ايزيدي 24 يوم امس بانه اليوم سيجتمع رؤوساء عشائر الايزيدية و الوجهاء و المثقفين في مزار شرفدين من اجل التضامن مع قضية الايزيدي المحكوم عليه بالاعدام 

و طالب نشطاء و منظمات ايزيدية بالوقوف و التضامن مع قضية ” خيرو ” و الحضور في وقفة تضامنية مدنية في ناحية سنوني يوم الثلاثاء القادم و محاولة التحشيد المدتي لهذه القضية ..