تقارير

عوائل الضحايا.. لا وئام دون تحقيق العــدالة،و شيوخ العشائر لا يمثلون الا مصالحهم

ايزيدي 24- سنجار 

انطلقت في مدينة الموصل يوم امس اعمال مؤتمر عشائري نظّمته  معهد الولايات المتحدة للسلام بالتعاون مع جمعية التحرير للتنمية تضمنت التمهيد لوئام مجتمعي في شمال جبل سنجار و توقيع وثيقة تهدف لتعزيز السلام والوئام المجتمع..

تضمّنت هذه الوثيقة بحسب جمعية التحرير ، اتفاق إيزيدي عربي على التعايش السلمي وحل القضايا من خلال الحوار والسعي للحصول على حقوقهم من خلال سيادة القانون ..
وقّع الوثيقة محافظ نينوى الذي ادار المؤتمر و الجلسة و القى فيها كلمة ،مع  وسبعة وأربعون من قادة شمال سنجار، وتعتبر الوثيقة الأولى من نوعها التي تعبّر عن رغبة الممثّلين والأهالي بتعزيز الاستقرار والابتعاد عن كافة أنواع العنف والتطرف وتعزيز السلام في شمال سنجار لإعادة الحياة بأبهى صورها مرّة أخرى.
في الجانب الاخر لقت هذه الوثيقة رفضاً في جميع الاوساط الايزيدية و لسان حال الجميع كان يقول لا مصالحة و وئام دون تحقيق العدالة ، و تقديم الارهابيين من العشائر العربية المجاورة للايزيدية الى العدالة و الذين تلطخت ايديهم بدماء الايزيدية .. 
عوائل الضحايا الايزيديين اصدروا بيانات منددة لهذه الوثيقة التي اعتبروها هو ترقيع للعدالة في العراق و تهرب و تنصل من المسؤوليات القانونية التي تقع على عاتق العشائر و هي تسليم افرادها الذين انتموا لداعش ، هيثم احمد جاسو و هو ابن رئيس عشيرة المندكان الذي استشهد على يد داعش بعد محاصرة قرية كوجو لمدة 12 يوماً و في منشور له يقول ،الى اهلي و مجتمعي و جميع الايزيدية اود ان اعبر عن رأي الشخصي عن الاجتماع او ما يسمى ( الوئام )

و معناها لكل من لا يعرف الوئام معناها الموافقة ، الملائمة ، و التألف و لها معان اخرى و منها : لو لا الوئام لهلك الأنام اي لو لا موافقة الناس بعضهم بعضاً في العشرة و الصحبة لوقعت الهُلكَة .
يقول هيثم الذي اختير في وقت سابق كممثل لعوائل الضحايا في المانيا ، و الجميع يعرف نحن الايزيدين و جيراننا المسلمين ( العرب ) كنا في وئام و سلام مع بعض نعيش حياة طبيعية قبل ٣/٨/٢٠١٤
و بعدها جاء الغدر الذي هو نقيض الوفاء و الخيانة نقيض الامانة و حقيقة الخيانة هي ان جيراننا قاموا بقتلنا و سبي نسائنا و نهب ممتلكاتنا و بعد هذا كله تحررنا بفضل الله و القوات الامنية العراقية و تضحياتهم الباسلة و لكن للاسف لحد الان لم تتحقق العدالة وفق قانون العقوبات العراقي ..
اشار هيثم الى انه ، جميعنا نعرف و رائينا بأم اعيننا الكثير من شيوخ العشائر العربية من جيراننا و من محافظة الموصل عامة قاموا بمبايعة تنظيم الدولة الاسلامي الارهابي و هم الان احرار و يتمتعون بدعم الكامل من الحكومة العراقية و اكرر للأسف ان هؤلاء الشيوخ لم يقدموا ابناء عشائرهم الملطخة اياديهم بدمائنا و هتك اعراضنا للقانون و تحقيق العدالة ..
سمير فارس و هو ناجي ايزيدي فقد كل افراد عائلته في غزوة داعش لسنجار في اب 2014 بين شهيد و مختطف يقول لـ ايزيدي 24 ، لا يمكن ان نتلكم في موضوع المصالحة دون تحقيق العدالة ، نجن من تعرضنا لابادة و خسرنا عوائلنا و كل ما نملك و الالاف الايزيديين مازالوا مختطفين و غير معروف مصيرهم ، لن يكون هناك اي مصالحة او وئام او سلام مع الذين تلطخت ايديهم بدماء الايزيديين قبل ان يأخذ القانون مجراه ..
و اشار فارس في مستهل كلامه بأن رؤوساء العشائر الذين حضروا جلسة امس في الموصل لا يمثلون حتى عشائرهم و ليس من حقهم التحدث باسم الضحايا و توقيعهم على تلك الوثيقة مرفوض بشكل قطعي .. 
الناجي من القتل الجماعي سلطان محمود الذي هو ايضاً ابيدت عائلته بالكامل على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية و من والاهم من عرب الجوار يقول لـ ايزيدي 24 ، رغم كل الذي حدث لنا استغربنا اليوم بتواجد بعض من وجهاء عشائر سنجار من الايزيديين في الوئام التي ابرمت بينهم و بين العشائر العربية في المنطقة ..

في الحقيقة لا التوقيت كان مناسباً ولا الزمان ولا المكان ،  يقول سلطان ، بالنسبة لي كأحد من عوائل الضحايا والمقابر الجماعية هذا الأمر كان محزناً جداً بقدر  ما كان مضحكاً مبكياً لأن حتى في المجتمعات الشرقية اذا حاولنا ننظر بعيداً ،  الوئام و المصالحة تاتي بعد تحقيق العدالة او تكون جزء من العدالة ولكن على ما يبدوأ انه تم  فرض هذه الوثيقة  على الايزيديين  كونهم ليسوا بتلك القوة الذي يمتلكونها اصحاب النفوذ القوية في البلد على مستوى العشائر لذلك فرضوا مبدأ القوي على الضعيف ، و الاقوى اليوم في هذا البلد هو سلطة العشائر التي تجاوزت حتى سلطات القضائية، والسلطة القضائية اساسا فقدت شرعيته بعدما شاركت بعدم محاسبة اي عنصر من عناصر داعش الذين ارتكبوا مجازر بحقنا ..

اكد سلطان في حديثه لـ ايزيدي 24 و قال لا ولم ولن نقبل ان يساوم أحد على دمائنا و صرخات أمهاتنا و اخواتنا ، نعم يمكن العدالة مفتقرة في هذا العالم ككل ولكن هذا لا يعني أننا تنازلنا عن ما حدث لنا ، فالعدالة هي التي سوف تحكم بيننا إذا لم يكن اليوم ربما بعد عشرات السنين ، و  الوقت لا ينسينا الوجوه الذين ارتكبوا الجرائم بحقنا.

خالد تعلو كاتب و مؤلف ايزيدي و فقد العشرات من عائلته ابان اجتياح داعش للمنطقة يقول في منشور له ،انتفضوا ضد من يدعي انهم يمثلونكم.
و اشار تعلو في منشوره ، اؤلئك رؤساء العشائر أصحاب العباءات والعٌقل ( العكل ) الذين لا يهمهم غير مصالحهم ومكاسبهم وانعاش اقتصادهم المادي ..
بالأمس كانوا قادة سرايا ابو فراس الحمداني ورفاق واعضاء شعب للحزب البعث وبعدها كانوا مستشاري في الاحزاب الكردية واليوم يجسلون على طاولة واحدة مع رؤساء العشائر العربية السنية الذي اغلبهم بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية .. 
ارتكب تنظيم داعش واحدة من أسوأ المجازر بحق الإيزيديين في أعقاب اجتياحه بلدة سنجار التي تعقد موطنهم التاريخي في آب أغسطس 2014. وقام مسلحو التنظيم بقتل الآلاف من الرجال واقتادوا النساء والأطفال في مناطق نفوذهم في سوريا والعراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى