تقارير

اكثر من 20 الف عائلة ستغادر المخيمات، هل تتفاقم أزمة الخدمات في سنجار؟

 

ايزيدي 24 – بسام جيجي

 

مع بدء تنفيذ قرار مجلس الوزراء العراقي بغلق المخيمات وعودة النازحين إلى ديارهم، تتزايد المخاوف حول قدرة سنجار على استيعاب العائدين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. تعد هذه الخطوة حاسمة في إنهاء مأساة النزوح التي عانى منها الآلاف من سكان سنجار بعد الأحداث المأساوية في آب/ أغسطس 2014 من قبل عصابات تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، ولكنها، في الوقت نفسه، تطرح تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية والخدمات الأساسية لاستقبال هذا العدد الكبير من العائدين.

في مقابلة خاصة لــ “ايزيدي 24” مع “بير ديان”، مدير مكتب الهجرة والمهجرين فرع دهوك، تم استفساره حول الأعداد المتوقعة للعائدين مع غلق المخيمات، أكد “ديان” أن “أعداد العائدين ربما تكون قليلة بسبب قلة مبلغ التعويض وكذلك القرار لا يشمل النازحين خارج المخيمات”.

وأشار “ديان” إلى أنه “ينبغي على الحكومة العراقية أن تدرس جيداً واقع النازحين وأعدادهم، وآلية رجوعهم إلى مناطقهم، لا أن تصدر قراراً من بغداد بدون أيَّ معلومات عن وضعهم”. لافتاً في حديثه الى أن “حكومة بغداد لا تتعامل بنفس مستوى الكارثة التي وقعت على أهل سنجار”.

ويتوقع “ديان” وجود تحديات وصعوبات على مستوى توفر الخدمات للعائدين، بقوله”لا أعتقد أن تكون الخدمات المتوفرة في سنجار كافية لاستيعاب العائدين”.

ممثل وزارة الهجرة والمهجرين في سنجار، “حسن معتز”، كشف في تصريح خاص لــ “ايزيدي 24″ عن أعداد المسجلين في قاعدة بيانات العائدين إلى قضاء سنجار، ” عددهم يقارب 20000 عائلة”.

ولكن عند سؤاله عن خطط الحكومة لضمان توفر الخدمات الأساسية مثل الوقود والماء والكهرباء، رفض الإجابة، مما يزيد من الشكوك حول جاهزية البنية التحتية في سنجار لاستقبال العائدين.

يقترب “النزوح” من بلوغ عامه العاشر، لكن “وزارة الهجرة والهجرين” الى الآن لم تستطع اعلان احصائية رسمية ومعتمدة لعدد الافراد العائدين وكذلك المتبقين في النزوح، وتعتمد “الوزارة”، في احصائياتها، على الذين سجلوا في بداية النزوح، دون الأخذ بعين الاعتبار، الزيادة السكانية خلال هذه العشر سنوات.

الناشط المدني “زياد الشمالي” سلط الضوء على الأوضاع الحالية في سنجار قائلاً، “كانت سنجار تعاني سابقًا من نقص في الخدمات، ولكن بعد قرار مجلس الوزراء الأخير بغلق ملف النزوح وإعادة النازحين إلى ديارهم، ستشهد سنجار أزمة خانقة من ناحية الخدمات مثل الماء، الكهرباء، البنزين، الغاز، والأدوية، لأن الخدمات المتوفرة حاليًا لا تكفي للعائدين السابقين”.

وأعرب “الشمالي” عن أمله في أن “تقوم الجهات المعنية بزيادة حصة سنجار من الخدمات الضرورية بعدما دخل قرار غلق المخيمات حيز التنفيذ وإعادة عشرات العوائل يوميًا إلى مناطق سنجار المختلفة”.

بينما تسعى الحكومة العراقية إلى إنهاء ملف النزوح وعودة العوائل النازحة إلى ديارها، تبقى تساؤلات كبيرة حول مدى جاهزية سنجار لتلبية احتياجات هؤلاء العائدين.

الأوضاع الراهنة تشير إلى أن المنطقة قد تواجه أزمة خانقة في الخدمات الأساسية، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لضمان توفير المتطلبات الأساسية للعائدين وضمان حياة كريمة لهم في مناطقهم الأصلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى