تقارير

النجمة تعتلي اكتافهن، لاول مرة في تاريخ سنجار،تخرج ضابطتين ايزيديتين

ايزيدي 24 – طلال مراد

في أعقاب الإبادة الجماعية التي شهدها المجتمع الإيزيدي، برزت المرأة الإيزيدية كرمز للصمود والدفاع عن القضية الايزيدية وضحايا الإبادة الجماعية التي لحقت بهم من قبل عصابات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بــ “داعش” في آب ٢٠١٤، متجاوزة الصدمات والتحديات لتتألق في مختلف المجالات محليًا وعالميًا.

أثر هذه التحديات من النزوح والتشرد والأثار البليغة، تأتي قصة بسمة حجي ودلفين مراد، فتاتين إيزيديتين من سنجار، اللتين اختارتا أن تسيرا على خطى نساء مجتمعهن القويات، وتكملن مسيرة التحدي والإنجاز بتخرجهما من المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري برتبة ملازم.

“اليوم، وبكل فخر، أعلن تخرجي من المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري برتبة ملازم”. بهذه الكلمات بدأت الملازم بسمة حجي، معبرة عن إنجازها الذي يتجاوز حدود الشهادة الأكاديمية وتقول “أهدي تخرجي هذا لشهداء الإبادة الجماعية الإيزيدية وللناجيات اللواتي واجهن أقسى أنواع العذاب وأثبتن أن الإبادة، والقتل، والاغتصاب لن تنال من كرامتنا”.

وتكمل بسمة “بعد سنوات من النزوح والفقر، استطعت تحقيق حلمي، إنني فخورة، ليس فقط بنفسي، بل بكل إيزيدية واجهت المعاناة وظلت صامدة ونحن نقترب من الذكرى العاشرة لتلك الابادة الجماعية”.

وتضيف بسمة بحماسة “هدفنا كان دائمًا دعم ضحايا الإبادة وتمثيل المرأة الشنكالية في مجالات لم تُخترق من قبل، نحن نصنع التاريخ، وأنا سعيدة لأنني جزء من هذا الإنجاز الأول من نوعه”.

وتختتم بسمة حديثها مختصرا “أشكر كل من وقف إلى جانبي وشجعني”.

من جانبها، تشارك الملازم “دلفين مراد” تجربتها للعالم عبر “ايزيدي ٢٤” قائلةً “لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، ولكنه كان مليئًا بالعزم والإصرار، دعماً لمجتمعنا وللمرأة الإيزيدية، تولدت لدي رغبة قوية في خوض هذه التجربة الفريدة”. مشيرةً الى أن “هذا التخرج يمثل بداية طريق جديد مليء بالفرص لتحقيق التغيير الإيجابي في حياتنا وفي حياة المرأة الشنكالية وتحفيزا لغيرنا من الفتيات للدخول في مجالات مختلفة دعما لمجتمعهن”.

وتضيف دلفين، “لو لا دعم المجتمع من العائلة،الاقارب والأصدقاء لما تمكنا من السير في هذا الطريق لوحدنا ولهذا عرفاناً بهذا الجميل، اقدم تخرجي هذا لكل فتاة ناجية ولكل امرأة وطفلة لا زالت مختطفة وثم لعائلتي واصدقائي وصديقاتي وكل من وقف بجانبنا للوصول إلى تحقيق هذا الحلم”.

بسمة، التي تنحدر من مجمع خانصور التابع لناحية الشمال، ودلفين، من ناحية تلعزير/ القحطانية، بدأتا مسيرتهما المهنية كممرضتين في صحة سنجار، ولكن، طموحهما لم يتوقف عند حدود مهنتهما الأولى، وبرغبة عارمة في تقديم المزيد، قررتا الانضمام إلى المجال الأمني والإداري، ليكونا من أوائل النساء السنجاريات الإيزيديات اللواتي خضن هذه المهمة مبرهنتين أن الإرادة يمكنها تحقيق المستحيل ولو كان بعد حين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى