تقارير

التحريض على القتل وخطابات الكراهية اعادت ذاكرة الإبادة والهرب من داعش، لكن هذه المرة من مخيمات النزوح

ايزيدي ٢٤ – عادل مروان

في آب ٢٠١٤ هاجم تنظيم الدولة الاسلامية المعروف ب “داعش” قضاء سنجار، موطن غالبية الايزيديين في العراق، بعد ان احتل مناطق واسعة من العراق وسوريا، وكان القضاء يعتبر قطرة من بحر مقارنة بالمناطق التي احتلها التنظيم.

استذكر الايزيديين في الثالث من آب ٢٠٢٤ ضحايا الإبادة التي وقعت على الايزيديين في الذكرى العاشرة لها وتضمن الاستذكار خطابات قومية ودينية وعاطفية القاها قادة سياسيين وعسكريين واجتماعيين ودينيين.

“قاسم ششو” يعتبر واحد من ابرز قادة المقاومة الايزيديين الذين وقفوا بوجه داعش وحاربوه بل ومنعوا سيطرته على جبل سنجار واعتبرت هذه المقاومة نهاية داعش.

ذكر “ششو” في خطابه في الذكرى العاشرة للإبادة بأن “الايزيديين منذ آلاف السنين تعرضوا للكثير من الإبادات”، مشيرا الى أن “كل الإبادات كانت من اشخاص رفعوا رايات دينية ومرددين آيات من القرآن الكريم وينادون بأسم نبي الله ورسوله محمد”.

مضيفا أنه “بالرغم من تلك الإبادات، كان الايزيديين وما زالوا يحترمون كل الاديان ومقدساتهم ويتمنون الخير لجميع البشرية”.

منوها الى أنه “كنا سابقا وما زلنا اخوة في الوطن مع المسلمين المعتدلين ومن يكن لنا الاحترام”.

وختم حديثه بالقول “المسلمين المتطرفين كانوا السبب في استخدام القرآن واسم النبي محمد والاسلام لاغراض طائفية وعنصرية وبهدف تمزيق الوحدة الوطنية بين جميع اطياف الشعب العراقي، ولن نستطيع العيش ما دام هؤلاء يعيشون معنا وهذه غايتهم”.

في المقابل تم تداول مقطع فيديو لخطاب “قاسم ششو” بدقة فيديو رديئة جدا واستخدم معه مقطع صوتي من خطابه لكن تم التعديل عليه وتقديم وتأخير بعض اجزاءه ليلائم غايات بعض الجهات التي تهدف الى زعزعة امن واستقرار سنجار واحداث مشاكل بين الايزيديين والمسلمين.

نتيجة لذلك، ودون التأكد من صحة وغاية مقطع الفيديو، تعرض الايزيديين وديانتهم على مدار اسبوع لعشرات الآلاف من خطابات الكراهية والدعوة الى قتلهم من خلال التحريض والفتنة.

منظمات حقوق الإنسان والتي عملت على جمع خطابات الكراهية، جمعت اكثر من ٢٥ الف خطاب كراهية وكانت اكثر من ٩٨٪؜ منها قد خرجت منابر ملالي إقليم كردستان، وهم اكراد والذين يعتبرون الايزيديين ايضا اكراد.

كانت هذه الخطابات قد نشرت بشكل علني ومرئي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص على “التيكتوك” عبر البث المباشر، لتنهال آلاف التعليقات المسيئة والدعوات على قتل الايزيديين.

في الجانب الآخر، اعتبر علماء ورجال دين مسلمين ما حدث “فتنة يجب تداركها” معتبرين في الوقت نفسه “الاساءة كانت من شخص واحد ويجب الا نحمل ديانة كاملة مسؤوليتها”.

وكانت جهود حكومة السوداني ايضا واضحة وفي الوقت المناسب، حيث قال مستشاره لشؤون الايزيديين “د. خلف سنجاري” ل “ايزيدي ٢٤”، أن “رئيس الوزراء وجه بتشكيل لجنة عليا لمكافحة خطابات الكراهية وتعزيز الوحدة الوطنية ووضع استراتيجية وطنية ومكافحة الارهاب”.

واضاف “سنجاري” بأن “مكافحة خطابات الكراهية من قِبل الجميع ستترك أثرًا إيجابيًا على استقرار الوضع والعيش بسلام بين مختلف فئات المجتمع”.

ولان خطابات الكراهية كانت من “بعض الجهات في إقليم كردستان” شعر النازحين الايزيديين في مخيمات محافظة دهوك بالخوف على حياتهم اكثر من البقية، ما ادى الى نزوح عكسي، او ما عرف في الاوساط الشعبية ب “نزوح النازحين” او “الهروب من مخيمات وزارة الهجرة والامم المتحدة”.

وادانت حكومة إقليم كردستان، في بيان، الاساءة الى اي دين او عقيدة، مشددة على أن “أي انتهاك وتقليل لأي فكر وعقيدة ودين أمر مرفوض وموضع إدانة من جانبنا”.

وأضاف البيان، أنه “من واجب الجميع أن يلتزموا بثقافة قبول الآخر والتسامح والتعايش، وأن يحال دون ظهور خطاب الكراهية والإنكار”، مشيرا الى أن “الجهات المعنية مسؤولة عن المتابعة والمساءلة القانونية”.

وقدرت، بعض منظمات حقوق الانسان والإغاثة، اعداد العوائل العائدة الى سنجار “خوفا” بعشرات الآلاف

مكتب وزارة الهجرة والمهجرين في سنجار عمل منذ اللحظات الاولى على إغاثة العائدين، واكد احد العاملين فيه في تصريحات صحفية ل “قناة الثامنة”، بأن “خطابات الكراهية التي تعرض لها النازحين اضافة الى اسباب اخرى كثر كانت وراء عودتهم”.

واكدت مصادر خاصة من داخل وزارة الهجرة والمهجرين “شمول العوائل العائدة بسبب خطابات الكراهية بمنحة الاربع ملايين”، فيما لم تصرح الوزارة او المتحدث باسمها الى الان بشكل رسمي هذا الامر بالاضافة الى اعداد العائين.

وكانت “ايزيدي ٢٤” في وقت سابق قد حصلت على احصائيات خاصة بعودة النازحين منذ مطلع العام الحالي وتقدر بنحو ٧٥ الف فرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى