ألسنة اللهب تلتهم آلاف الاشجار في جبل سنجار، هل كان الحريق مفتعلاً ام حادثة؟
عشرة آلاف شجرة تضررت.. النيران تلتهم جبل سنجار من جديد
ألسنة اللهب تلتهم آلاف الاشجار في جبل سنجار، هل كان الحريق مفتعلاً ام حادثة ؟
ايزيدي ٢٤ – مشعل نواف
جبل سنجار الذي يبلغ ارتفاعه نحو 1400 متر- شمال غرب محافظة نينوى يبعد عن مدينة الموصل بنحو 145 كيلومترا، وهي منطقة إستراتيجية وجبلية وعرة ، جبل سنجار الذي لا يمتاز بكثافة الاشجار فيه من الاساس ، عانى خلال السنوات المنصرمة من قطع ممنهج من مجموعة من رعاة الاغنام و صانعي الفحم لاشجاره دون اي تدخل حكومي لايقافهم ، المناشدات كثرت في الفترة الاخيرة و تشكلت مجاميع بيئية و محاولات للحفاظ على ما تبقى من الجبل و اشجاره و حيواناته البرية ، لكن دون جدوى ..
مع مرور السنين تزداد نسبة اندلاع الحرائق على مستوى العالم بسبب ازدياد تأثير التغير المناخي وارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة، حيث يسجل آلاف الحرائق سنويا في غابات كثيرة على مستوى العالم، ومن ضمنها، جبل سنجار الواقع غرب محافظة نينوى في شمال العراق، وقد حدثت اكثر من ثلاثة حرائق فيه خلال السنتين الماضيتين.
الناشط سعد حمو اكد لـ ايزيدي 24 ان حريق الجبل كان مفتعلاً و لم يكن حادثة و انه و حسب شهود من مربي المواشي في منطقة جبلية بين سكينية و حيالي في جنوب جبل سنجار ان بعض صيادوا القبج هم من اشعلوا النيران ..
و اضاف حمو ، ان هؤلاء صيادوا القبج ليس بامكانهم اصطياد طائر ” القبج ” السنجاري المعروف عراقياً ، اذا كانت الادغال مرتفعة و لهذا يقومون بحرقها سنوياً مما يساعد في خروج و هروب الطائر و سهولة اصطياده ..
يردف حمو قائلاً بان الحريق خرج عن السيطرة نظراً لقوة الرياح و لكثرة الادغال مؤكداً انه ما يرتكبه صيادوا القبج و رعاة الاغنام بحق اشجار الجبل اسوء من الحرائق
ما يرتكبه صيادوا القبج و رعاة الاغنام بحق اشجار الجبل اسوء من الحرائق
وفي حديث له لـ “ايزيدي ٢٤” قال المهندس الزراعي والناشط في المجال البيئي، “علي الياس”، بأن “جبل سنجار شهد اكثر من ثلاثة حرائق خلال سنتين والتهمت اكثر من 10000 شجرة بفعل هذه الحرائق”.
وعن اسباب اندلاع الحرائق في الجبل، قال “الياس” بأن اهمها “رمي اعقاب السجائر على الارض والادغال والاعشاب اليابسة خلال فصل الصيف، التي تساعد على الاشتعال، وانعكاس ضوء الشمس القوي في المرآة والزجاج”.
وأشار “الياس” الى أن “الادغال مفيدة للأرض وتجعل التربة اكثر خصوبة بسبب احتوائها على مواد مفيدة للأرض وتتحلل فيها”.
منوها الى أن “احتراق الادغال يعني ان خصوبة الارض تتأثر من هذا الحريق”.
وأضاف “الياس” بأن “غالبية الاشجار قد تنمو من جديد بعد هطول الأمطار عليها، لكن هذا لا يعني بأن جميعها قد تنمو لأنها ستأخذ فترة زمنية لتصبح متكاملة مرة اخرى بسبب فقدان خضارها.
وفيما يتعلق بدور الدفاع المدني في سنجار، قال “الياس”، “دورهم ضعيف جداً في مثل هذه الأحداث والتي من المفترض عليهم التدخل السريع في إخماد هذه الحرائق سواء كان حرائق في الجبل او في محاصيل القمح والشعير، لكن لا نرى جهودهم ودورهم في هذه الأحداث”.
الدفاع المدني في سنجار دورهم ضعيف جداً في مثل هذه الأحداث والتي من المفترض عليهم التدخل السريع في إخماد هذه الحرائق سواء كان حرائق في الجبل او في محاصيل القمح والشعير
واستطرد، “يفترض ان تتوفر المعدات والآليات الكافية التي تمكنهم من التدخل في اخماد هذه الحرائق، وللأسف ليس هناك مركز للدفاع المدني سوى مركز واحد داخل سنجار ويفترض وجود على الأقل مركز اخر للدفاع المدني في ناحية الشمال ايضا التي تحتوي اكثر من 100000 نسمة”.
تجدر الإشارة الى أن الحرائق التي اندلعت في جنوب جبل سنجار استمرت لأكثر من ٧٢ ساعة دون تدخل من الدفاع المدني، واكتفى المواطنين و بعض من مقاتلي وحدات مقاومة سنجار ” يبشا ” لأيام، وبوسائل بدائية، بإخماد النيران.