ايزيدي 24 – سعيد دربو
يعاني سكان قضاء سنجار، غرب محافظة نينوى شمال العراق، من أزمة حادة بسبب نقص المياه، ما أدى إلى تدهور البيئة الزراعية وزيادة المعاناة اليومية بين الأهالي الذين يضطرون للبحث عن حلول بديلة نتيجة لفشل الوعود الحكومية المتكررة.
سكان سنجار يواجهون أوضاعاً صعبة، حيث جفت بساتينهم وماتت أشجارهم بسبب ندرة المياه الجوفية في المنطقة، والحلول المتاحة، مثل حفر الآبار الارتوازية، لم تكن جديرة بالثقة حيث إن مياه الآبار تكون مالحة وغير صالحة للشرب أو للري.
على مدى السنوات الماضية والحكومات المتعاقبة، تلقى السكان وعوداً متكررة ببدء مشاريع مائية لحل مشكلة المياه؛ وفي 21 تموز 2013، أعلنت النائب فيان دخيل شيخ سعيد عن بدء مشروع “ماء ربيعة سنجار بعاج الموحد” خلال شهر، ولكن لم يتم تنفيذ هذا المشروع حتى الآن.
وبعد عقد من الزمن، تحديدا في 27 حزيران 2023، أعلن النائب محما خليل علي اغا عن موافقة الحكومة على مشروع “إرواء ماء سنجار الكبير”، مؤكداً “تقديم الدعم وتقديم الطلبات لوزارتي التخطيط والبلديات خلال ثلاث دورات برلمانية، بهدف نقل الماء من نهر دجلة إلى قضاء سنجار”، فيما لا يزال السكان ينتظرون النتائج الفعلية لهذه الجهود.
ومرة أخرى، في مارس 2024، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن “حزمة مشاريع خدمية تشمل مشروع “ماء ربيعة – سنجار – بعاج” بسعة 16000 متر مكعب”، ولكن لم يتم تحقيق تلك الوعود على أرض الواقع الى الآن.
وفي يونيو 2024، أعلن محافظ نينوى عبدالقادر الدخيل عن “تنفيذ مشاريع لمعالجة شحة المياه في المحافظة، بما في ذلك إعداد الدراسات والتصاميم اللازمة لمشروع “ماء ربيعة – سنجار – بعاج”. الآن، ينتظر السكان رؤية تنفيذ عملي وفعّال لهذه المشاريع لتحقيق الأمل في حل مشكلتهم الماسة.
وعن ذلك قال، الناشط المدني “زياد الشمالي” في حديثه ل “ايزيدي ٢٤” أن “شُحّ المياه في سنجار له تأثير كبير على جميع جوانب الحياة هناك، ولا يقتصر على فئة معينة، بل يشمل الجميع”.
وأشار “الشمالي” الى أن “الحكومة تُقدّم وعودًا لأهالي سنجار دون تنفيذ، وذلك منذ سقوط النظام في عام 2003 وحتى يومنا هذا، نسمع دائمًا عن مشروع ري الجزيرة الذي يُفترض أن يُغذي مناطق ربيعة وسنجار والبعاج”، منوها الى أن “هذا المشروع لم يرَ النور حتى الآن رغم وعود الحكومات السابقة والحكومة الحالية كذلك”.
وبحسب “الشمالي” فإن عدم تنفيذ هذا المشروع “سيؤدي في السنوات القليلة القادمة الى الهجرة نحو المدن”.
ومن الجانب الرسمي فلم تتعاون السلطات الرسمية والدوائر الحكومية في سنجار ببيان رأيها حول هذا المشروع او توضيح موقفها.
بينما يستمر الانتظار، ينبغي على الحكومة تحمل المسؤولية وتنفيذ الوعود المطروحة بشكل شفاف وفعّال، لتقديم حلول دائمة ومستدامة لمشكلة المياه في سنجار، السكان لا يستطيعون الانتظار إلى ما لا نهاية، ويحتاجون إلى حلول عاجلة تلبي احتياجاتهم الأساسية وتحمي بيئتهم المتضررة.
وتزداد مشاكل وأزمة توفير المياه الصالحة للشرب، بشكل خاص في نهاية فصل الخريف الى بداية الخريف، في عموم نواحي ومجمعات قضائيَّ سنجار والبعاج، مما تدفع السكان لشراء المياه، وتكون سببا في جعل كل عائلة تحفر بئر لما لا قل عن 100 متر.