“مها”، إرادة تتحدى الصعاب وتبني أحلامًا من قلب المنزل
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي ٢٤ – حسام الشاعر
في قرية بحزاني التابعة لناحية بعشيقة، شمال شرق الموصل، حيث تتشابك التحديات مع الحياة اليومية، برزت قصة مها، الشابة الثلاثينية التي حولت منزلها إلى ورشة عمل ومصدر رزق، مؤكدة أن الإرادة هي مفتاح النجاح. بمثابرتها، شقت مها طريقها في عالم الأعمال، متحدية ظروفًا قاسية وخسارة شخصية مؤلمة، لتصبح نموذجًا ملهمًا للنساء في مجتمعها.
بداية الحلم من المنزل
بدأت مها مشروعها بفكرة بسيطة شاركها مع زوجها كفاح: تقديم خدمات طعام تشبه “مطعم دليفري” يركز على الأكلات والحلويات الشرقية، الخبز، وتلبية طلبات العملاء. “بدأت من البيت لأنني لم أملك رأس مال لفتح مطعم شعبي في بعشيقة أو بحزاني”، تقول مها، مشيرة إلى أن المشروع انطلق دون دعم حكومي أو من منظمات، معتمدة على جهودها ودعم زوجها الذي كان يروج للمشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتولى التواصل مع العملاء.
خسارة كادت تطفئ الشغف
في لحظة مفجعة، فقدت مها زوجها كفاح قبل عام، تاركًا إياها تواجه تحديات المشروع بمفردها. “كفاح كان شريك حياتي ومشروعي، كان يسندني في كل شيء”، تروي مها بحزن. الصدمة جعلتها تفكر في التخلي عن المشروع، خاصة مع تراكم المهام التي كان يتولاها زوجها. لكن نظرة إلى أولادها وعائلتها أعادت إليها العزيمة: “قلت لا بد أن أستمر لوحدي، لأجل أولادي ولأعيش من عرق جبيني”.
من الصدمة إلى التوسع
بعد فترة من الحزن، استجمعت مها قوتها وعادت إلى العمل بإصرار أكبر. في البداية، كان المشروع يقتصر على الخبز وبعض الأكلات الشعبية مثل الأبرخ، الكبيبات، الرز، البرغل، والمشاوي. لكن مع عودتها، وسّعت مها نطاق عملها ليشمل الحلويات، الكيك، والطلبات الخاصة، مما زاد من إقبال الزبائن. “الضربة التي تلقيتها جعلتني أقوى، ودفعتني لتطوير المشروع”، تقول مها بثقة.
حلم المستقبل
تطمح مها إلى افتتاح مطعم شعبي في بعشيقة، يصبح ملاذًا للعائلات ومتنفسًا في منطقة تفتقر إلى أماكن ترفيهية، خاصة بعد غروب الشمس. “إذا توفر الدعم من منظمات أو جهات تدعم المرأة والمشاريع، سأحقق هذا الحلم”، تضيف مها، مشيرة إلى أن العائلات تضطر حاليًا للسفر خارج المنطقة بحثًا عن مطاعم راقية.
رسالة ملهمة
من خلال تجربتها، توجه مها رسالة قوية للنساء: “المرأة، وخاصة الأم، ليست بحاجة إلى من يحتويها أو يعيلها. هي من تقف إلى جانب الآخرين، وقادرة على الاعتماد على نفسها”. وتؤكد: “لا تستسلمي، فأنتِ مدرسة يتعلم منها الجميع القوة والأخلاق. المجتمعات تُبنى على أساس قوة المرأة وتأثيرها”.
خاتمة
قصة مها ليست مجرد حكاية نجاح شخصي، بل دليل حي على أن الإرادة والمثابرة قادرتان على تحويل الأحلام إلى واقع، حتى في أصعب الظروف. من منزلها المتواضع في بحزاني، تبني مها مستقبلًا لها ولعائلتها، وتزرع الأمل في قلوب نساء مجتمعها، مؤكدة أن المرأة هي العمود الفقري لأي مجتمع يسعى للنهوض