اخبار

جمايا شيخادي … تشهد إحياء المراسيم والطقوس الدينية بعد اربع سنوات من التوقف

صادق جفري

بعد الإبادة الجماعية على الأيزيديين في شنگال وبحكم حجم الكارثة والمأساة التي خلفتها أدت توقف الكثير من الأعياد و المناسبات الدينية رغم عدم توقف الايزيديين عن الإهتمام بطقوسهم ومراسيمهم الدينية والزيارات إلى معبد لالش النوراني وخاصةً في عيد( چارشمبه سه رئ سالئ ) وعيد (جمايا شيخادي) و في هذه السنة قرر المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى إحياء هذه المراسم ومع صدور عدة قرارات متعلقة بالعيد المذكور وبقداسة المعبد ، إليكم شرح عن هذه الطقوس والمراسيم الدينية التي تتخذ في هذا العيد (جمايا شيخادي) .

هذا العيد يصادف الأسبوع الأول من شهر أكتوبر من كل عام ويمتد لمدة أسبوع كامل ولكل يوم طقس خاص به ومن هذه الطقوس ، حيث في يوم الأول من هذا تتم مراسيم دخول (برئ شباكئ) إلى لالش ، (برئ شباكئ عبارة عن مشبك ذهبي يشبه الشباك ويحمل على الأكتاف ويعد بمثابة جنازة شيخادي ، وفي اليوم السادس يتم تعميد (برئ شباكئ) وتتم مراسيم العيد الباقية خلال خمسةأيام وهي
(السماوالكؤفند وذبح العجل وبه ري سواركرن وطاؤوس كيران) عدا يوم دخول (برئ شباكئ)إلى معبد لالش المقدس ويعتبر اليوم السابع آخر أيام هذا العيد (أي أن هذا العيد يمتد لسبعة أيام) وهو يوم العيد ويتم فيه (ذبح العجل )و بعد ذلك جميع الزائرين يذهبون إلى بيوتهم و من لديه نية لزيارة لالش النوراني من الايزيدين يجب عليه أن يكون على هيئة مرتبة و نظيفة حسب إمكانيته و أن يكون قلبه و نيته صافية لزيارة المعبد ، لكي يحقق له بأذن الله ما موجود في قلبه ومراده الذي ذهب لزيارة المعبد من أجله و من يذهب إلى هناك يبدأ بالدعاء و التقبيل من (برا عنزل)وبعد ذلك إلى مزار شيخ مشلح (خفورئ رييا) وبعد ذلك يتعمد في (كانيا سبي)أو (العين البيضاء)وبعد ذلك يذهب إلى داخل المعبد وفي داخل المعبد يزور أو يذهب إلى بئر (زمزم)وفي داخل الزمزم يبدأ بالدعاء والرجاء والتمني لنفسه ولعائلته واقربائه وللإنسانية في داخل الزمزم ، إذ أن الإبن يدعي والاب و الام و الاخوان و الاخوات و الاقارب والعكس صحيح وهكذا و بعد ذلك يذهب إلى الضريح و في نفس الوقت يدور حول الضريح ثلاث مرات في داخل المعبد وبعد ذلك يزور (الخرقة)ويقبل (الخرقة) القريب من الضريح و بعد ذلك يذهب إلى (درجكا خوداني خوا) أي باب الأمام و بعد ذلك (بيره و مربيه) و (قبة شيشمس)وبعد ان يكمل الجميع ما لديه من (الدرجك)ومن ضمنهم درجكا الآخرة(خوشكا آخرتئ أو برايئ اخرتي) داخل المعبد و يذهب بعد ذلك إلى (جايئ عرفاتئ)اي جبل عرفات ويوجد في قمته ضريح مقدس و يدور الزائر حول هذا الضريح ثلاث مرات وعند ذلك يعتبر قد أنهى مراسيم الزيارة و بعد ذلك يبقى في المزار حسب ظروفه أو عمله و في آخر يوم من الزيارة يتم تعميد التخت (برئ شباكئ) و بعد ذلك يكون آخر يوم من المراسيم هو العيد و تنتهى مراسيم الجمايا و (الخلمت كارين) يقومون بتنظيف المعبد

ملاحظة :- الجمايا تعني الجماعية أو التجمع

برا عنزلتقع في بداية المعبد عبارة عن مساحة من الأرض بطول حوالي عشرين متر حيث تركض عليها الزائرين ثلاث مرات ذهاباً وإيابا لإزالة خطاياهم حسب المعتقد الايزيدي وبأقدام حافية.

خفورئ رييا يذهون إليه ويدعون منه بأن يحفظهم من حوادث السير.

الخرقة لباس أسود يصنع من الصوف الاسود ويرش بمياه زمزم.

درجك تعني الدرج في بداية دخول لكل قبة مقدسة.

الخلمت كارين مجموعة من الافراد يتبرعون خيراً ويقومون بتنظيف المعبد ويساعدون على إقامة المراسيم.

برايئ آخرتئ أو خوشكا آخرتئ يعني ويعني أخ أو أخت الآخرة حيث يتم بين شخصين محبين أحدهما من طبقة المريد وآخر أما من طبقة الشيخ أو البير ويتعمدون صداقتهم ليوم الآخرة.

وعلماً أن هذه الطقوس والمراسيم الدينية كانت قد توقفت نسبياً بعد الابادة ، وهذه السنة شهدت إحياء تلك الطقوس والمراسيم الدينية ومع اقبال كبير على ذلك من الإيزيديين والتدافق الكبير الذي يشهده المزار حالياً رغم صعوبة الظروف الراهنة في المخيمات وغلق طريق شنكال _ دهوك وحتى يشهد الزوار الإيزيديين من أوروبا وامريكا وحتى غير الإيزيديين داخل العراق وحتى الصحفيين من البلدان العربية والأجنبية .

ونتمنى أن يكون هذا العيد فاتحة خير على الإنسانية أجمع وأن تحرك وجدان العام إزاء المخطوفين والمخطوفات الإيزيديين وأن تشهد عودة النازحين الإيزيديين إلى ديارهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى