ايزيدي 24- تحسين الهسكاني
المرأة هي الأم، الزوجة، الإبنة، الصديقة أو الزميلة. مهما إختلفت طبيعة علاقتك بالمرأة، فهي تستحق التقدير وتعبير من حولها عن حبهم لها. فإن المرأة تستحق أن يحتفل العالم كل يومٍ بإنجازاتها في مختلف المجالات: في المجال السياسي، الثقافي، الإجتماعي، والإقتصادي، وغيرها من المجالات، وأن يهتم بما حققتهُ النساء من نجاح بمختلف تخصصاتهن من كل أنحاء العالم وعلى مدار التاريخ والأزمنة المختلفة. فقد قامت النساء بقطع شوط طويل في مجالات الحياة المختلفة، واستطعنّ إعتلاء المناصب الهامة في مجال الطب والهندسة والسياسة والتعليم وغيرها من المجالات، بالرغم من التحديات التي تواجههن بإستمرار، لا سيما المرأة الأيزيدية.
وبهذا الخصوص تحدثتْ الدكتورة “تركو فندي الياس” ل “أيزيدي24” وقالتْ، “المرأة بصورة عامة والايزيدية على وجه الخصوص لابد لها ان تواجه تحديات كثيرة في حياتها بسبب الاوضاع التي كانت تعيش فيها وبسبب تأثر المجتمع الأيزيدي بالمجتمعات والبيئة المحيطة وقلة الوعي في المنطقة بصورة عامة، ونظراً لظروف المعيشة الصعبة ارى نفسي من الفتيات المحظوظات، حيث استطعتُ اكمال دراستي الإعدادية وحصلت على الكلية التي حلمتُ بها ومن خلالها حققت بعضًا من اهدافي واطمح إلى المزيد، حيث استطعت ان افتتح عيادتي الخاصة وأقوم بمساعدة الناس المحتاجة في منطقتي في حين هناك الكثير من الفتيات لم يستطعنّ مقاومة الظروف واستسلم الكثير منهنّ دون تحقيق احلامهنّ إرضاءاً للمجتمع والعادات والتقاليد الخاطئة التي كانت سائدة قبل الإبادة الايزيدية الأخيرة على يد عصابات “داعش” الإجرامية”.
وأضافت الياس، “رغم الكارثة التي حلّت بنا والخسائر الجسيمة من جميع النواحي الا ان هناك إيجابيات لوضعنا الحالي، حيث أدّتْ الي زيادة الوعي عند الأغلبية وأصبح لأغلب النساء والفتيات حريتهنّ في أن تختار مجال دراستها وعملها فنراها رسامة ،معلمة ،مهندسة ،طبيبة، فنانة… الخ. ونراها مبدعة في جميع المجالات، هكذا هي المرأة تكون مبدعة متى ما أُتيحتْ لها الفرصة وفي بعض الاحيان هي التي تخلق لنفسها الفُرص”.
سامية قاسم ملحم والمعروفة بـ “سامية شنگالي”، ناشطة مدنية، شاعِرة، وطالبة في كلية التربية/قسم علم النفس، لطالما عملتْ سامية على إبراز دور المرأة ودعم الأفكار والأعمال التي تقوم بها النساء الأيزيديات وبالأخص بعد الإبادة الأيزيدية الأخيرة.
تقول سامية ل “أيزيدي24″، “المرأة الايزيدية قبل الإبادة الأيزيدية الأخيرة، كان لها مكانة في المجتمع الايزيدي بصورة عامة وفي العديد من المجالات فضلاً عن دورها البارز في الديانة الايزيدية، حيث لها اسماء مقدسة بين الأنبياء مثل “خاتونة فخرة، ستي ئيز، ستي نصر، وغيرهن” وهذا الشيء الذي جعل من المرأة الايزيدية قوية ومناضلة وأن تقِف بصفوف الرجال في كل مكان. أما بعد الإبادة، أصبحت أيقونة أو رمز الإنسانية في العراق والعالم من خلال مشاركتها في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية والدورات التدريبية في المؤسسات والمنظمات لتطوير الذات وجمع المعلومات والخبرات”.
وأضافت شنگالي، “ثقة المرأة الأيزيدية بنفسها وإصرارها ساعداها على أفتتاح العديد من المحلات التجارية الصغيرة، كصالون التجميل “كوافيرة” والخياطة فضلاً عن قيامها بعمل مشاريع صغيرة لمساعدة أهلها في مخيمات النازحين”.
“وفي الأخير ناشدتْ شنگالي كل من حكومة اربيل وحكومة بغداد والمنظمات الدولية بتشكيل لجنة للبحث عن المختطفات الايزيديات في سجون “داعش” وإن يوم تحريرهنّ سيكون عيداً يحتفل بهِ جميع الأيزيديين، وان جميعهم بإنتظار يوم رجوع آخر مختطفة من سجون “داعش” ويوم حصول المرأة الأيزيدية على حقوقها اسوةً ببقية نساء العالم”