إيزيديو نينوى بين السبي والتنكيل
برعاية دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني المحترم وضمن المبادرة الوطينة لتنمية الشباب، تنفذ ”مؤسسة ايزيدي 24 الإعلامية” هذه المادة ضمن مشروع ”نبذ خطابات الكراهية والحفاظ على التنوع” بالتعاون مع المجلس الاعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية.

ايزيدي 24 _ شهاب الصفّار
لم يكن مقاتلو التنظيم الإرهابي من العراقيين الذين عاصروا الجماعات المتطرفة منذ انطلاقها منتصف عام 2003 في نينوى يتوقعون ما سيطرأ على أدبيات التطرف التي يعتنقونها. فعلى مدى أحد عشر عاماً لم يعرفوا في تعاملهم مع الأيزيديين سوى القتل والتنكيل وإبادة القرى عن بكرة أبيها، على غرار ما كانوا يفعلونه مع بعض القرى الشيعية آنذاك.
اجتماع الهيئة المفوضة وإحياء فقه السبي
مع سيطرة التنظيم على مدينة الموصل مطلع حزيران/يونيو 2014، عقدت ما تُسمى بـ”الهيئة المفوضة” اجتماعاً مطولاً ضم أعضاء من مجلس شورى التنظيم من العراقيين والعرب والأجانب. خلص الاجتماع إلى توصية – بأغلبية الأصوات عدا ثلاثة قادة عراقيين – بإعادة تفعيل ما أسموه “سبي غير الكتابيين” من الأيزيديات، في استعادة لممارسات اندثرت منذ معارك الفتوحات الإسلامية الأولى.
آب الأسود: لحظة الكارثة
أصدرت “وزارة الحرب” التابعة للتنظيم أوامرها لمقاتليها باجتياح القرى الأيزيدية مطلع آب/أغسطس 2014. وأسفر الهجوم عن:
إبادة آلاف الرجال وسبي النساء والأطفال.
انسحاب مفاجئ للقوات الأمنية المكلفة بحماية القرى، وترك الأيزيديين بلا حماية.
انسحاب قوات البيشمركة من قضاء سنجار، ما مكن التنظيم من السيطرة عليه يوم 3 آب/أغسطس 2014.
ووفق الإحصاءات، قُتل نحو 3,000 أيزيدي في الأيام الأولى، وسُبيت عشرات النساء مع أطفالهن، فيما فر الباقون إلى جبل سنجار، حيث حوصروا لأيام ومات عدد منهم جوعاً وعطشاً ومرضاً، حتى تدخلت قوات التحالف والقوات العراقية لإنقاذ من تبقى.
إحصاءات الإبادة والتشريد
- أسفرت حملة التنظيم ضد الأيزيديين عن:
- مقتل نحو 5,000 أيزيدي.
- اختطاف 3,000 آخرين.
- تشريد آلاف العائلات إلى دهوك وأربيل وزاخو.
- تعرض نحو 1,500 امرأة للسبي، وبيع حوالي 1,000 منهن في أسواق التنظيم.
كما نشر التنظيم فيديو يظهر فيه رجال أيزيديون يرددون الشهادة ويصلّون تحت تهديد عناصره، قبل أن يعودوا إلى ديانتهم بعد تحريرهم.
الاعتراف في مجلة دابق
في البداية، سارع مناصرو التنظيم إلى إنكار أخبار السبي، واعتبروها افتراءً على ما وصفوه بـ”ثوار العشائر”. لكن التنظيم نفسه أقرّ بها لاحقاً عبر مجلة “دابق” الناطقة بالإنجليزية، في عددها الرابع، حيث خصص عدة صفحات لتبرير هذه الممارسات تحت عنوان:
“إعادة إحياء الرق قبل حلول الساعة”.
وجاء في المقال أن استمرار الأقلية الأيزيدية في الوجود في العراق والشام أمر “غير طبيعي”، وأن الأيزيديين – وفق وصف التنظيم – “عبدة شيطان”، مستشهداً بعدد من الدراسات الغربية والمستشرقين لإضفاء مصداقية زائفة على روايته.
منطق السبي والتوزيع
خلص التنظيم، بعد ما سماه “بحثاً شرعياً”، إلى أن الأيزيديين يختلفون عن اليهود والمسيحيين الذين يمكنهم دفع الجزية والبقاء على دينهم. وبناءً على ذلك:
خُطفت آلاف النساء الأيزيديات واعتُبرن “سبايا”.
وُزعن على المقاتلين المشاركين في معارك سنجار.
نُقل خمسهن إلى ممتلكات التنظيم باعتبارهن جزءاً من “غنائم الحرب”.
أسواق النخاسة وبيع النساء
أعلن التنظيم صراحة أنه باع عدداً من السبايا، مبرراً ذلك بـ”اقتداء الصحابة”، مع الإشارة إلى عدم تفريق الأمهات عن أطفالهن، وإلى أن بعض النساء “اعتنقن الإسلام” خوفاً من القتل.
صدمة أهالي الموصل
فوجئ سكان الموصل – الخاضعة آنذاك لسيطرة التنظيم – بعد صلاة المغرب مساء أحد أيام الجمعة، بعناصر التنظيم يوزعون منشورات ملوّنة على شكل أسئلة وأجوبة تبرر سبي النساء واغتصابهن.
وقال أحد الشهود:”بدأ الناس يتجمعون في مجموعات صغيرة للحديث عن المنشور. الجميع في حالة ذهول، لكن لا أحد يجرؤ على فعل شيء.”