اراء

وثيقة الوئام المجتمعي في سنجار.. مسمار اخر في نعش الابادة الايزيدية

نصر حاجي خدر

ان العبرة ليست بعظمة الاحتفالات الشكلية، انما بالأهداف وأهمية القضايا والأشخاص الذين يحضرونها. و الغايات النبيلة التي ترمي الى تحقيقها والنتائج الفعلية التي تؤديها.
لطالما انتظرنا ان يحل السلام والوئام في ربوع العراق كله. وفي نينوى وسنجار خاصة. الا ان هذا لن يتحقق بسهولة ويسر؛ و هناك من يريد ان يدس السم في العسل. ويرتدي ثوب الحمل الوديع وهو في داخله ذئب مفترس؛ يحاولون من خلال جمع عشرة اشخاص ليوقعوا على وثيقة الوئام المجتمعي. ويحدث هذا دون مشاورة واخذ راي ذوي الضحايا الحقيقين واصحاب الحقوق في مرحلة الحوارات او اثناء كتابتها. وحتى دون اطلاعهم على مضمونها وما تحوي من سموم وتجاهلهم المتعمد لمظلومية هولاء الضحايا لدرجة الاستخاف بما حصل لذويهم من قتل وخطف وسبي للنساء اللواتي مازلنا مخطفات لدى داعش واعوانه في نينوى او في سوريا وتجنيد الاطفال وزجهم في معارك التنظيم الارهابي ابان سيطرته على مناطق في العراق وسوريا.
الوثيقة الهزيلة و بتعمد اكثر من واضح تجاهلت استخدام او الاشارة الى مصطلح الإبادة الإيزيدية لا من قريب او من بعيد كأنما يريدون اصحابها (المسالمين) ان يقولون لنا بان ما حصل لكم ليس ابادة جماعية متكاملة المعالم والاركان و تجاهلم عمدا لما ورد في قانون الناجيات الايزيديات من نص واضح وصريحة بان ما حصل للايزيديين في سنجار هي ابادة جماعية بحق اقلية دينية.
الوثيقة التي تريد ان تفتت وتجزء القضية الايزيدية الى قطع ووصل متناثرة وبتالي القضاء على شي اسمه ابادة جماعية ايزيدية وتسهيل عودة الذين تلطخت ايديهم بدماء الابرياء معززين مكرمين وكانما لم يحصل شي للايزيدية وتطبيق مقولتهم المعتوه (عفى الله كما سلف).
لو تحدثنا بلغة و المصطلحات العشائرية المستخدمة هناك. كان لابد ان يتم الاشارة الى ماذا يقدم طرف الجاني للطرف الاخر المجني عليه مقابل ان يوقع على وثيقة الذل هذا. وهل اعترف الجاني بارتكاب الجريمة او اعلن عن مسؤوليته عن ما حدث! هل قدم اسماء ابنائه المشاركين في الابادة او قدم اسماء الشيوخ والشخصيات العشائرية والمجتمعية التي بايعت التنظيم الارهابي وسهلت و ساهمت معه في ارتكاب جرائم انسانية يندى لها الجبين! وهل يقبلوا برحابة صدر ان يعاقب ابنائهم وانزل القصاص العادل بهم عما ارتكبوا من جرائم انسانية ضد الايزيدية! ام يسعون بكل السبل الى تبرئه انفسهم من كل ما حصل؟
ان من خطط ونفذ هذه الوثيقة يعمل بقوة لتبرئة جانب المجتمع الجاني وهم جزء من هذا المجتمع طبعا وليس اناس محايدين كما يدعون. ويحاولون ان يسرقوا القضية الايزيدية من المستوى العالمية الى المجتمعية المهينة.
من هنا يظهر بقوة بان هذه الوثيقة هي وثيقة مذلة للايزيدية ومسمار يضرب في نعش الابادة الجماعية وتتبع سياسة عفى الله عما سلف. وتتبع المثل الشائع (خلفا الخودي).
هذه الوثيقة كتبت بلغة الانشاء و التي تتماشى مع نهج منظمات المجتمع المدني المحلية التي تريد ان يستمر دعمها المالي للمشاريع من قبل المانحين الدولين( الدونر) والتركيز على بعض القضايا و ترك الجوانب التي ليس فيها اموال ومشاريع وهي استرداد حقوق الضحايا الايزيديين.
لكن هكذا مشاريع مصالحة هزيلة لا تنطلي على اصحاب الحقوق وعلى من فقد اكثر من ٥٠٠٠ شخص بين شهيد ومختطف ومختطفة. ولا يمكن ان تنجح هكذا مؤامرات دنيئة بجلسة مجتمع مدني في قاعة فارهة وبريك من منظمة مجندة لتلميع صورة الارهابين والقتلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى