اراء

كافر الأمس… كريف اليوم، جلاد الأمس، ضحية اليوم، إبادة الأمس… وئام اليوم

راكان رفو 

أكثر من ستة آلاف مختطف ومختطفة، اكثر من خمسة الاف قتيل، تهجير قرابة نصف مليون انسان، تدمير اكثر من ستين معبد ومزار، تدمير مدينتي سنجار وبعشيقة وثلاثة عشر مجمع والمئات من القرى، كل هذه الفظائع تم شطبها (بجرة قلم) من قبل والي نينوى وشيوخ عشائر العرب في ناحية الشمال مع الطرف الثاني من الأيزيديين اقل ما يقال عنهم (اطرش بالزفة)، تحت رعاية أمريكية ودون مشاركة قادة المجتمع الايزيدي وشبابه وضحاياه.

“عفا الله عما مضى ” مبدأ تعمل به الحكومة والمنظمات العالمية والسفارات الأجنبية، والضغط على الايزيديين للسكوت عن كل ما حدث ومحو ذاكرة الإبادة الرابعة والسبعون التي مضت عليها فقط عشرة سنوات بل ولاتزال مستمرة يعيشها الايزيدي اما في خيمته او منزله المتهالك في سنجار أو في بلاد الغربة في الغرب، ولا تزال اصوات الله اكبر في اذان اطفال مجمعي گرزرك وسيبا شيخدرى، ولاتزال قرابة ثلاثة آلاف مختطف ومختطفة في المخيمات والمناطق العربية.

عندما هاجم داعش على الايزيديين رفع شعار (دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام في غزوة جديدة لفتح سنجار مدينة الكفار الأصلين عبدة إله الشر)، و الغالبية العظمى من عناصر التنظيم كانوا عراقيين ومن سكنة محيط سنجار ومحافظة نينوى، لحد اليوم لم نسمع كلمة واحدة من جميع المؤسسات والمراكز والشخصيات الدينية السنية لإستنكار وتحريم جرائم داعش، ولم يقوم العالم الإسلامي بكل دوله ومؤسساته وعشائره تقديم مجرم واحد إلى العدالة ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها ضد الايزيديين والاقليات الآخرى، المصيبة العظمى دائماً يتم وصف داعش على إنه عصابة من اللقطاء اسسها وحركها المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية ويغض النظر عن مئات الألآف من قادته وعناصر من غرب وشمال العراق وسوريا، اما إذا فقد راعي عربي احد اغنامه في منطقة ايزيدية، تتحول كل شعارات التسامح والتعايش إلى (الثأر يؤخذ ولو بعد حين) ويتم استهداف ديانة كاملة.

الصراعات الإقليمية، النزاع الداخلي بين بغداد واربيل، الصراع المحلي في سنجار، كل هذه المصطلحات عبارة عن حجج كاذبة يستخدمها العراقيين بكردهم وعربهم، سنتهم وشيعتهم، حكومتهم ومنظماتهم واعلامهم، لبقاء الايزيديين في المخيمات وإبقاء سنجار مدمرة غير قابلة للحياة، لإجبار الايزيديين على قبول المصالحة وفرضها عليهم كما هم يريدون وإعادة كل العشائر والأفراد الذين شاركوا في إبادة الإيزيديين (انصر أخاك ظالما ومظلوما) ، ولولا السلاح الايزيدي الذي مسك به المقاومة الايزيدية في الجبل وتدويل القضية الايزيدية من قبل شبابها لأستخدمت الدولة جيشها وشرطتها ومغاويريها تحت عنوان (إخماد تمرد الايزيديين المتخلفين على النظام والقانون) كما فعلت الكثير من المرات منذ عهد فيصل بن الحسين والى صدام حسين، وكما فعلت مع الآثوريون وابادتهم عن بكرة ابيهم.

وسط هذا الظلام الدامس الذي تراوح فيه القيادة الدينية والعشائرية والسياسية الايزيدية التائهة والمنقسمة على نفسها وتدمر نفسها بنفسها، هناك جيل شبابي عنيد صعب المراس يضحي بروحه في سبيل الحفاظ على كرامته ودفاعا عن نساء وأطفال مجتمعه.
ثلاثة وسبعين إبادة مرت بدون درس، الرابعة والسبعون لم تمر وتنسى كسابقاتها،
العدالة الانتقالية:
الاعتراف والاعتذار
تقديم جميع المجرمين إلى عدالة حقيقية
محاسبة المجرمين وإشراك الضحايا في اجراءات المحاسبة
محاسبة المسؤولون السياسيين والعسكريين
تعويض الايزيديين عن كل ما تعرضوا له ماديا ومعنويا
إصلاح مؤسساتي أمني، قضائي، إداري، ديني
ضمانات حقيقية طويلة الأمد لعدم تكرار ما حدث
هذه الخطوات وغيرها يجب أن تسبق المصالحة، في حال استطاعت الدولة تحقيقها حينها سوف يعيش الايزيديين مع المسلمين بأطمئنان.

وعلى الشباب الايزيديين استغلال هذه الفرصة، وان يكونوا حذرين وان لا يقعوا في فخ الحكومة وسياستها (فرق تسد) والاقتراب من شيوخهم وقادتهم والعمل على تشكيل قيادة جماعية موحدة شاملة تكون لها كلمة واحدة وموقف واحد والاتفاق على المشتركات والقيم العليا بغض النظر عن الاختلاف في التوجهات والانتماءات السياسية والعسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى