اراء

المصالحة مع من ؟

عبيد الدواس 

وثيقة الوئام التي إبرمت في الموصل عن الصلح بين الايزيدية وبعض من العرب، نحن كمجتمع ايزيدي نرفض هذه الوثيقة التي وقعت يوم امس من قبل بعض الاشخاص الذين لايمثلون القرار الايزيدي ولا اهالي الضحايا لان ما جرى للايزيديين ليست قضية سهلة تحل بالتوقيع على وثيقة او اتفاقية او جلسة عشائرية بل تعتبر إبادة جماعية وحجم الإبادة كانت كبيرة جداً.
لن يكون هناك مصالحة بوثيقة دون تحقيق العدالة ولاقيمة لأي توقيع على أي اتفاقية او وثيقة ما لم يأخذ القانون مجراه الحقيقي ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم ضد الابرياء، لذلك نحن لسنا مع اي مصالحة تتم بهذه الطريقة.

ماذا تعني المصالحة؟، الاصل في المصالحة هي ان تكون بين طرفين متخاصمين او متنازعين او ان يكون هناك خلافات بينهم ولكن الايزيدية هنا لم يتخاصموا مع احد وليس لديهم اي خلاف مع احد بل هم ضحية جرائم تنظيم داعش الارهابي والمجرمين المتعاونين معهم لذلك لا معنى للمصالحة دون تحقيق العدالة كما أشرنا اليه.
والان الوقت غير مناسب وليس مهيؤ للجلسات العشائرية بين الايزيديين وغيرهم لان لايزال مصير الالآف من الايزيدين من النساء والاطفال مجهول في قبضة تنظيم داعش الارهابي ولايزال هناك عشرات المقابر الجماعية لشهدائنا التي لم تفتح لحد الأن والتي تضم عشرات الرفات لحد الأن، ولايزال هناك مئات الالآف من الايزيديين يعيشون في مخيمات النزوح تحت حر الصيف وبرد الشتاء.
لحد الان لم يتم تعويض اهالي الضحايا ولم يتم اعمار سنجار لذلك وبالتأكيد اي اتفاق او وثيقة غير مقبولة وسيتم رفضها من قبل الايزيديين.
ومن جهة اخرى، حقيقة نحن نستغرب من موقف الذين يتحدثون عن المصالحة، والمصالحة مع مَن؟ المصالحة مع المجرمين الذين تلطخ اياديهم بدماء الابرياء والذين تعاونوا مع داعش الارهابي ؟ هذا غير معقول ومقبول نهائياً ولا معنى للمناقشة فيها دون تحقيق العدالة ومحاسبة المقصرين بحق ابناء شعبنا الايزيدي، اما الذين لم يتعاونوا مع داعش بقتل الايزيدين فلا حاجة للتحدث عن المصالحة معهم لان ليس لدينا خلاف معهم، وبدليل هناك الكثير من العرب في المنطقة لم يتعانوا مع داعش وهم الان يعشون مع الايزيدية في سنجار وسنوني بسلام وبشكل طبيعي ولا احد يطلب منهم شيء بل انهم عادوا الى قراهم في قضاء سنجار دون ان يطلبوا من احد المصالحة او التوقيع على اتفاقية، الا ان طلب البعض بالجلوس مع الايزيديين وعقد الاتفاقيات ووثائق الصلح يدل على انهم يبحثون عن شي ليحولوا صفحتهم السوداء إلى صفحة بيضاء، او انهم قد تعاونوا مع داعش او مشكوكين بحالهم.
ارى بان الايزيدية ليسوا بحاجة الى اي وثقية او اتفاقية او جلسة عشائرية مع احد وفي اي وقت كانت لان القانون يجب ان يأخذ مجراه الحقيقي بمحاسبة المجرمين دون اللجوء الى وثائق او اتفاقيات، ولكن لو تطلب الامر لجلوس الايزيديين مع غيرهم، اقترح بأن يكون هناك تشاور بين الايزيديين انفسهم من اهالي الضحايا والناجيات ورؤساء العشائر والمثقفين من الشباب وبعدها يتم الاقرار بالجلوس مع اي جهة كانت والمطالبة بحقوقهم قانونيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى