اراء

وثيقة الوئام، الحقيقة المؤلمة و الاهداف غير المبشرة بخير للايزيدية

احمد شنكالى

الهدف الحقيقي من هذه الاتفاقيات و المواثيق و هذه المشاريع و من هذا النوع من المنظمات هو خلق التوازن المجتمعي و تشتيت التوزان و الروابط الاجتماعية في مجتمعات اخرى ، قلتها سابقاً و سأكررها دائماً لا احد يريد المجتمع الايزيدي متمسكاً و مترابطاً و موحداً ، الجميع العراقي ، بشيعته و سنته و اكراده يريدون الايزيدية مشتتين و و متفككين ليتم استعمالهم و استخدامهم في كل ما يصبون اليه ، و ثيقة الوئام و وثيقة السلام و اشراك الايزيدية فيها هو اكبر من مشروع منظمة محلية ينتهي المشروع مع نهاية عقد المنظمة مع المانح الدولي ، بل هو فكر متجذر في مجتمع عراقي لا يريد ان تستقوي اي اقلية باي شكل من الاشكال بل يريدونها ضعيفة لتبقى تسترزق منهم هم الاقوياء ، وثيقة الوئام التي اخذت حيزاً اعلامياً و اجتماعياً اكثر من وثيقة السلام في جنوب الجبل استطيع ان اقسمها الى اقسام من الاهداف .. 

الهدف المحلي

 

جمعية التحرير الذي يترأسها عبد العزيز الجربا لم تؤسس او تخلق لتدعم سنجار و اطرافها بكل مكوناتها بل فئة معينة و هم العرب السنة ، و بما ان الـ”جربا ” و عشيرة شمر العريقة كانوا و مازالوا معتدلين و ليسوا متطرفين رغم عدم خلو هذه العشيرة من من  بايعوا داعش ، فهذه الجمعية افضل من يقوم بهكذا عمل ، افضل من يمكن ان يكون صوت معتدل و مسموع للعرب المتاخمين للايزيدية و اللذين لا يملكون اي صوت الا خلال هكذا مشاريع ، هذه المنظمات ستهدف الى خلق توازن في هذه المناطق و ايصال صورة للجميع بان هذه القرى القريبة و المحاذية لحدود مجمعي بورك و كوهبل تم استهدافها سابقاً في عام 2015 من قبل مجاميع ايزيدية و تم التجاوز عليها و قتل افرادها و نهب اموالها و حرق منازلها و هم بالمقابل قاموا بتقديم شكاوي على 16 فرد ايزيدي تعرفوا عليهم ” حسب اعتقادهم ” من خلال الفيديوهات و الصور التي نشرت في وقتها و هناك مذكرات القاء قبض بحق ” 16 ” فرد ايزيدي مع التنفيذ او وقف التنفيذ حول هذه الاحداث ..

اهالي هذه القرى الاربعة و وجهائها يقولون في العلن انهم سلموا للحكومة اسماء كل الاشخاص الذين انتموا لداعش و ان قسم منهم تم اعتقالهم و القسم الاخر يعيشون في مخيم الهول او سافروا الى دول اخرى و بهذا الامر يبرؤون ذمتهم من ما حصل للايزيدية من ابادة عام 2014 ..

جمعية التحرير تحاول بمشروعها و بكل قوتها من وئام الايزيدية و العرب في هذه المناطق و بالاخص في ناحية الشمال و ترك ما حصل خلفهم و عفا الله عما سلف ، و بحسب بعض الحاضرين في جلسات ميثاق ” الوئام ” انه سابقاً معهد السلام و جمعية التحرير زاروا الكثير من الوجهاء و الشخصيات الايزيدية و كانوا موافقين على هذا الميتثاق و الوصول الى ميثاق بين هذه القرى الاربعة و مجعمي بورك و كوهبل و الان يظهرون و هم ينددون بهذا الميثاق بعد خروجه للعلن ..

الهدف الدولي

جمعية التحرير و معهد السلام الامريكي من خلال هذا المشروع وزعوا سنجار الى ثلاث دوائر للوئام و السلام هي البعاج و الشمال و بعدها القيروان ، الهدف المرجو من هذا المشروع كتمويل امريكي هو صناعة سلام و وئام في سنجار و معهد السلام الامريكي منذ بداية عمله يعتمد على بعض الاطراف السياسية في جمع المصادر و الاشخاص، و الهدف الاسمى للمانحين الدولين في العمل في مناطق فيها نزاع و صراع هو تحقيق هدف ايجابي و خلق نواة للتقارب بين الاطراف و حماية المستضعفين حتى و ان كان هذا السلام في بعض المرات على حساب طرف و لمصلحة طرف ..

في قضاء البعاج و ناحية القحطانية كان اسم الجلسة هو وثيقة السلام و بحسب بعض المشاركين فيها ان شخصيات ايزيدية و عربية تابعة لقضاء البعاج وقعوا على وثيقة السلام في العام الماضي و بينهم شخصيات عشائرية معروفة و كذلك شخصيات سياسية لها ثقلها بين الايزيدية ..

الهدف من وثيقة الوئام هو الوصول الى حل بين القرى الاربعة العربية المتاخمة لمجمعي كوهبل و بورك و التي ذكرنا في بداية المقال بان هناك دعاوي لاهالي هذه القرى ضد الايزيدية و هناك مذكرات القاء قبض بحق 16 شخص ايزيدي و التوصل الى حل جذري لهذه المشاكل لتجنب المشاكل مستقبلا و لتجنب كوارث لا يحمد عقباها ان حدث ابسط تجاوز من اي من الاطراف على الاخر ..

المشاركة الايزيدية

المشاركون في جلسة وئام شمال سنجار و التوقيع على ميثاقها لم يكونوا يعلمون بانها ستأخذ هذا الصدى الكبير و ستلاقي هذا الرفض الكبير ، اغلبهم رغم كبر سنهم و انهم مخاتير شاركوا بالجلسة لسذاجتهم او تم توجيههم ” سياسياً ” و سيشاركون في كل عمل ينادي عليهم بكلمة ” شيخ ” اي شيخ عشيرة و هذه هي عقدة الشعور بالنقص الايزيدية ..

الهدف الاسمى لهذه الوثيقة و لجمعية التحرير هو اظهار المجتمع الايزيدي كمجتمع متفكك من الداخل لهذا اعتمدوا على رجال و وجهاء ايزيديين من الدرجة الثانية و ليس رؤوساء العشائر من الخط الاول ، و عملوا بجهد و مثابرة على تفكيك الشارع الايزيدي الى شارع شمالي و جنوبي و نجحوا في هذا الامر قليلاً في وقت اظهار بعض الشخصيات العربية التي لم يكن فيها اي شيخ عشيرة او امير قبيلة متواجداً على انهم شيوج و وجهاء و اظهارهم اقوياء امام المجتمع الايزيدي و انهم بامكانهم المضي قدماً دون الحاجة الى مصالحة مع الايزيديين اساساً ..

الخطورة في ماذا تكمن

 

تكمن خطورة هكذا خطوات في تشتت الشارع الايزيدي و ملىء الاملائات عليهم من قبل جهات و احزاب سياسية و قوات عسكرية تسييره للمشاركة في هكذا اعمال او تجهزه لرفضها ، الفرد الايزيدي سوى كان مثقفاً او رئيس عشيرة او وجه اجتماعي يتم تحريكه كدمية بأيدي اخرى ، و يتم خندقة الايزيدي من قبل جهات تدعم الشيعة ضد جهات اخرى تدعم المشاريع السنية و بالعكس ايضاً ، و كذلك الاحزاب الكوردية تستخدم الايزيدي ضد الايزيدي الاخر الى ان يصل الامر بين حزب ايزيدي و اخر ..

و الاخطر من كل هذا هو ظهور وجوه جديدة على الساحة من اعضاء مجلس مجافظة و مدراء دوائر يتم استخدامهم في هذه الجلسات و هذا مؤشر بان هؤلاء سنعاني منهم خلال السنوات القادمة كثيرا و سيكون كشوكة في حلق القضية الايزيدية .. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى