اراء

لوحة سرصال شقائق النعمان زينة البيبان

الياس نعمو ختاري

الأيزدياتي تشمل الكثير من العادات والتقاليد والفرائض الدينية من واجب الأنسان الأيزدي ممارستها والتحلي بها وزرعها في عقول الصغار ، مما لاشك فيه ان الديانة الأيزدية ديانة قديمة ولها جذور عميقة في التاريخ وباقية الى يومنا هذا تمارس أغلب تلكم العادات والتقاليد من قبل جميع الأيزديين و محافظآ عليها من الضياع ، رموز أعياد الأيزديين كثيرة ومتنوعة ولها أرتباطات بالكون والتكوين والطبيعة والشمس والقمر والفلك و مراحل حياة الأنسان بشكل عام ومن هذه الرموز  :
رأس السنة الايزدية الموافق في أول أربعاء من شهر نيسان حسب التقويم الشرقي ، في هذا العام يصادف عيد سرصال رأس السنة الأيزدية يوم الأربعاء الموافق ( ١٧ / ٤ / ٢٠٢٤ ) ميلادي حيث يحتفل الأيزديين بهذا العيد في معبد لالش النوراني وفي جميع قرى وقصبات الأيزديين كما يحتفل الأيزديين بهذا العيد الكبير اينما وجدوا في جميع أنحاء العالم ( حيث توزع ابناء الديانةالايزدية غصبآ في أوربا وامريكا واستراليا وغيرها من ارض الله الواسعة ) الجميع يحتفلون ويحييون عيد التكوين والكون عيد طاوس ملك عيد سرصال رأس السنة الأيزدية .
مما لاشك فيه انه لهذا العيد القديم والتي تعد من أقدم الاعياد بل من أول الاعياد الأيزدية لها رموز ودلالات كثيرة وأن دل هذا على شيء يدل على قدم هذا الأرث والأساس الأزلي للديانة الأيزدية ، يعبر الأيزديون للأحتفال بهذا العيد عن طريق الكثير من الرموز والدلائل والنياشين والأبيات والقصائد الدينية ذات الدلالات والمعان العميقة ، من رموز هذا العيد شقائق النعمان أزهار الربيع الحمراء ، تلوين البيض بألوان الربيع وطيف الشمس الناصع ، الأحتفال بالدبكات والتزين بالملابس وعمل الأكلات الشعبية ، زيارة المزارات المقدسة اشعال الشموع ( الجرا ) مع طاوات البغور / البخور ، زيارة القبور وتذكير الغوالي والأعزاز مع توزيع الخيرات والنذور وغيرها من رموز عيد سرصال رأس السنة الأيزدية الأزلية .
– تلوين وتقشير وتكسير البيض في عيد سرصال  :
للبيض خصوصية ومكانة في هذا العيد العريق بل تعد من أبرز رموزها حيث لا يخلو بيت أيزيدي واحد أينما كان من عملية سلق البيض و من ثم تزينها بألوان الربيع الزاهي ذات الدلائل على النمو والنضوج والتطور وديمومة الحياة ، هنا سؤال صغير يبادر في أذهان العالم ومن يعرف هذا العيد والمجتمع الايزيدي عامة ، أذآ ماهي الغاية من أتخاذ البيض رمزآ بارزآ من رموز عيد سرصال رأس السنة الأيزدية ، هناك العديد من الغايات والدلائل للأتخاذ من البيض رمزآ للعيد ، منها أولآ تعتبر البيض نواة الحياة أينما كان وبين جميع أنواع الأحياء على الأرض عامة حيث أن البيض أساس الزيادة والأنجاب والتكاثر النسلي سوا كان ذلك في أعماق البحور العميقة أو في البراري وعلى اليابسة وحتى الكائنات الدقيقة أحياء تحافض على فقس بيوضها في أحشائها وأحياء كالطيور تبيض وترقد على بيوضها فترات متناوبة لحين أن تفقس وتكشف عن صغارها ، بالمختصر المفيد البيض والكون والتكوين وهذا العيد الخاص بالتكون بأمر من الله تعالى ، ثانيآ يعتقد الكثيرون ومنهم أبناء الديانة الأيزدية أن الارض قديمآ كان غير متجانسآ وقريب من السائل وفي هذا اليوم المقدس تكتل الأرض وتحول من حالة الى أخرى وأصبح لها طبقات جوفية و أخرى سطحية كان ذلك السبب في أستحداث الحياة على الأرض والعيش عليها كما نرى ونلاحظ ذلك بكل سهولة عند عملية سلق البيض حيث تتحول من حالة الى أخرى ولها طبقات جوفية وسطحية عدة ، منها تكوين الطبقات قشرة وتحت القشرة والى الطبقات الداخلية كما في الكرة الأرضية طبقات جوفية وطبقات سطحية عديدة ، تلوين البيض بألوان الربيع الزاهية والمزركشة الجميلة دلالة على الربيع والحياة والتنوع بين جميع أنواع الكائنات الحية على الأرض ، من جانب أخر أذا ما تمعنا النظر في شكل وحركة البيض عند الدوران سوف نراها قريبة جدآ من شكل وحركة الكرة الأرضية حيث أن الأرض ليس بالشكل الكروي بل بالشكل البيضوي كما أن حركة الأرض ليست حركة عمودية بل حركة مائلة حول محورها الثابت ، من جانب أخر نرى في عيد سرصال هناك لعبة شعبية أيزدية قديمة جدآ وهي لعبة تكسير البيض بالضرب بيض في بيض تسمى ب (  دق بدق ) وهذا أيظآ يدل على حجم التكسير والتغير في غلاف وطبقات الكرة الارضية من البراكين والفيضانات والزلازل والعواصف وصولآ الى طبقة الأوزون العالية ومايحدث لها من تغيرات تدريجية عبر مراحل الزمن وتطورات التكنلوجية الحديثة وأرتباطها بحياة الأنسان وحياة جميع الكائنات على الأرض .
نتمنى لكم قراءة مفيدة و عيد سرصال سعيد أنشالله
– (  لوحة سرصال شقائق النعمان زينة البيبان  )
فصل الربيع موسم الأزهار والورود أو ما تسمى ب ( كوليلكيت سرصالى ) حيث كالطبيعة الخلابة المرابع والمراعي والأنهار والشلالات الطيور والبلابل والعصافير بأصواتها الجميلة تغازل الفراشات التي ترشح من كحل أجنحتها على الأرض لتزيد من جمالها ، شقائق النعمان تفرش التلال والوديان وسائد حمراء لتدق ناقوس بداية عيد سرصال رأس السنة الايزدية ، هنا ومن مراسيم العيد وقبل العيد بيوم يذهبون الأهالي صغارآ وكبارآ الى أطراف القرية لقطف شقائق النعمان من فوق التلال وبين الحقول و في الوديان كونها من رموز عيد سرصال ويأتون بها الى الديار ليضعونها في أناء فيها ماء الى صباح العيد حيث تأتي ربة البيت وتأخذ هذه الزهور الحمراء الجميلة وتعمل منها لوحة سرصال مع عجينة طين من تراب القرية وهي نو خاص من التراب تسمى ب ( التربة الحمراء / أخا سورك ) مع قشور البيض الملون وحشائش فصل الربيع الخضراء لتعمل منها قرص دائري جميل و بهي وتلصق فوق الابواب باب البيت الرئيسي وبقية الأبواب والحكمة هنا مرور الناس من البيبان من تحت هذه اللوحة الجميلة دلالة على الشكر والأمتنان لنعمة الله على الأرض ، من جانب أخر وبهدف التبرك و الأحتفال بعيد سرصال نلاحظ الكبار من النساء والرجال يقومون بوضع ازهار نيسان شقائق النعمان على رؤسهم وبين طيات قبعاتهم كدلالة على أحتفالهم بالعيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى