اراء

نيسان(ابريل ) شهر الاعياد في العراق

مثنى النهار

شهر نيسان ابريل أحد أشهر الربيع (ثاني موسم بعد الشتاء)في العام الميلادي ، و ترتيبه الرابع يعد من الأشهر المهم في تاريخ العراق القديم و المعاصر
و حسب ما يذكره المعنيين أن الأول من نيسان عيد الطبيعة.. والآلهة.. والإنسان؛ هكذا توصف (الميثولوجيا الآشورية) شهر (نيسان)، ففي (الأول من نيسان) من كل عام، يحتفل (الشعب الآشوري) في (بلاد الرافدين – بلاد ما بين النهرين – العراق الحالي)؛ في هذا اليوم وأينما وجدوا في كل بقاع العالم بعد تشتيتهم اثر موجات الهجرة الكبيرة نتيجة الاستهداف المنظم والقمع المستمر ولأسباب (دينية) و(قومية) منذ سقوط الإمبراطورية (الأشورية) في عام 612 قبل الميلاد والى يومنا هذا؛ من قتل.. وإقصاء.. وتهميش.. وتميز.. وتهجير قسري، بعيد (رأس السنة الآشورية) والذي يسمى بعيد (اكيتو) من خلال إقامة احتفالات ومهرجانات شعبية تتخللها فعاليات فنية وتراثية متنوعة من غناء والرقص وارتداء ملابس تراثية وتقديم أكلات شعبية وغيرها من التقاليد القومية المهيبة، وفي الأغلب تقام هذه (الاحتفالات) في الطبيعة بين أحضان الزهور والورود وألوانها الزاهية التي تتزين بها الطبيعة في هذا الموسم الربيعي؛ حيث العشب الأخضر الخلاب ، والتي تعبر عن أريج وعبق وعمق الحضارة (الآشورية).
فالتاريخ (الأول من نيسان) ليس مجرد تأريخ؛ بل يعتبر أول فكرة يتبلور مفهومها الفلسفي في ذهن الإنسان (الآشوري) لاستقصاء دلالات مهمة لضبط تقويم لحياته اليومية؛ ليشكل هذا التاريخ بداية لكتابة أول التقويم السنوي؛ بكونه يعتبر بداية حقيقية لتكوين ذاكرة الإنسان التاريخية. ومن هنا بداء (الإنسان الآشوري) يدون كل الظواهر الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر على الحياة ونشاطه الزراعي والتي تحدث في بيئته؛ بل وكل الحوادث الاجتماعية؛ ومن هنا بدأت مرحلةَ انعطاف هامة في حياة المجتمع (الآشوري) في تلك المرحلة؛ بتأسيس ذاكرة للتاريخ يؤرخ ويدون فيه مشاهداته لوقائع تحدث في بيئته؛ واستنتج من خلال متابعة لكثير من الظواهر الطبيعية والفلكية بأنها تحدث وتتكرر في أزمنة محددة؛ واستطاع تحديدها، فجاء تحديد بداية السنة (الآشورية) مع تجدد الحياة في الطبيعة وبداية دورتها وخصوبتها في (شهر نيسان)؛ وقد حدد الأول منه تاريخ لتعاقب الفصول الأربعة وعودها الدورية؛ وهكذا نظم (الآشوريين) حياتهم بنظام خاص حددوا بداية (السنة الآشورية) لتكون منطلقا لبداية رحلة الحياة اليومية .و هذا ايضا ذكره فؤاد الكنجي و غيره من المهتمين بهذا الشأن أما هذا العام2024م فصادف الكثير من الأعياد والمناسبات منها عيد الفطر المبارك عند المسلمين و عيد الفصح عند المسيحيين و اعياد راس السنة الايزيدية،يحتفل الإيزيديون اليوم بعيد رأس السنة الإيزيدية الذي يطلقون عليه “الأربعاء الأحمر”، والذي يعد يوم الأربعاء الأول من أبريل/نيسان بالتقويم الشرقي “الكرمانجي” الذي يتأخر عن التقويم الميلادي 13 يوما، ويصادف في فصل الربيع الذي يكثر فيه انتشار ونمو الزهور والورود بكافة الألوان والأشكال.
فالعراق بلد يتسم بالتنوع الديني والاثني والمذهبي والقومي أرى أنه ليس من باب الصدفة تجتمع الأعياد في العراق بشهر نيسان لانه التاريخ مشترك و أن تعددت الانتماءات الدينية و الفكرية و المذهبية و التاريخية طبعا نستثني من ذلك عيد الفطر المبارك لانه الأشهر الهجرية تعتمد على القمر و عند دورة القمر يولد الهلال لاستهلال الشهر الهجري و تدور الاشهر على مدار السنة على العكس من الأشهر الميلادية الشمسية الثابتة، و يشهد شهر نيسان بعض المناسبات الرسمية الأخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى